لمواجهة إثيوبيا وأرض الصومال.. مقديشو تبحث عن دعم دولي
يحاول الصومال إجهاض مذكرة تفاهم وقعتها إثيوبيا وأرض الصومال مطلع العام الجاري تمنح أديس أبابا منفذا بحريا على البحر الأحمر.
واستقبل الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود اليوم الخميس المبعوثة الخاصة للاتحاد الأوروبي إلى القرن الأفريقي، أنيت ويبر.
وقال بيان للرئاسة الصومالية إنه “ناقش الرئيس شيخ محمود وممثلة الاتحاد الأوروبي الوضع في المنطقة ودور الاتحاد الأوروبي في تنمية الدولة وتنمية الصومال، مع التركيز بشكل خاص على مكافحة الإرهاب وتعزيز الجيش”.
وأضاف البيان “أكدت أنيت ويبر موقف الاتحاد الأوروبي في الحفاظ على أمن واستقرار منطقة القرن الأفريقي، مشيرة إلى الأهمية التي يوليها للحفاظ على استقلال وسيادة ووحدة الصومال”.
وقدم شيخ محمود الشكر للاتحاد الأوروبي على الدعم الذي أظهره من أجل استقلال الصومال وسيادته.
وفي السياق نفسه، استقبل الرئيس حسن شيخ محمود سفير الصين لدى مقديشو، وأشاد بموقف بلاده الداعم لسيادة ووحدة الصومال.
وعلى صعيد متصل، أكدت السعودية موقفها الثابت في دعم سيادة ووحدة الصومال في ظل المستجدات في المنطقة.
تحركات إقليمية
وحركت الأزمة التي خلقتها مذكرة التفاهم بين إثيوبيا وأرض الصومال، الفاعلين في منطقة القرن الأفريقي فبعد زيارة رئيس الصومال إلى أريتريا قبل يومين، وصل سامح شكري وزير الخارجية المصري إلى أسمرة في لإجراء مباحثات مع المسؤولين في إريتريا لبحث قضايا منطقة القرن الأفريقي.
وفي سياق التحركات ذاتها، التقى وزير الدولة ووزير الخارجية الصومالي بالإنابة، علي عمر بلعد، مع وزير الخارجية التركي هاكان فيدان في أنقرة، حيث أجريا مناقشات متعمقة حول تعزيز العلاقات الثنائية وتطوير الديناميكيات الإقليمية وفق التلفزيون الرسمي الصومالي.
قمة استثنائية للإيغاد
ودعت جيبوتي الى عقد قمة استثنائية لقادة الهيئة الحكومية للتنمية بشرق إفريقيا “إيغاد” الشهر الجاري في أوغندا.
وقال بيان من الخارجية الجيبوتية “يتشرف الرئيس إسماعيل عمر جيله، بصفته الرئيس الحالي للهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية، بعقد قمة استثنائية حول قضيتين رئيسيتين هما الوضع المستمر بين جمهورية إثيوبيا الديمقراطية الاتحادية والجمهورية الفيدرالية الصومال والوضع في جمهورية السودان”.
وأضاف البيان أنه “بعد المشاورات التي أجراها الرئيس جيله، وافق الرئيس يوويري موسيفيني، رئيس أوغندا، على استضافة هذه القمة الاستثنائية التي ستعقد في 18 يناير/كانون الثاني الجاري”.
وطلبت جيبوتي من أمانة إيغاد في جيبوتي إجراء المشاورات اللازمة مع الدول الأعضاء لحضور القمة.
من جانبه، اعتبر المحلل السياسي الصومالي محمد نور أن زيارة المسؤولة الأوروبي واجتماعها بالرئيس حسن شيخ محمود هي “نكسة لمذكرة التفاهم بين أرض الصومال وإثيوبيا، وضربة دولية أخرى توجه إلى مساعي إثيوبيا في حصول منفذ بحري”.
وأكد أن مواقف السعودية والصين هي امتداد لمواقف دولية رافضة لمذكرة التفاهم الموقعة بين أديس أبابا وأرض الصومال.
واعتبر أن زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى أسمرة هي موقف متقدم يساعد الجهود الصومالية والمصرية لمتسقة منذ بداية التوتر بين مقديشو وأديس أبابا.
وقال إن “مواقف القاهرة وأسمرة ومقديشو في رفض مساعي أديس أبابا جبهة إقليمية قوية تعتبر حجر عثرة، ومسار دبلوماسي متين يقف عائقا أمام الطموح الإثيوبي، خاصة وأن المواقف الدولية تصب في دعم هذا الاتجاه”.
ويرى مراقبون أن جهود الصومال الدبلوماسية والدعم الإقليمي والدولي في مساندة حماية سيادته ووحدة أراضيه هي “مكسب كبير بيد مقديشو في مواجهة أديس أبابا”.
وكان إقليم أرض الصومال قد وقع “مذكرة تفاهم” في الأول من شهر يناير/كانون الثاني الجاري يمنح بموجبها إثيوبيا حق استخدام واجهة بحرية بطول 20 كيلومتراً من أراضيه مدة 50 عاماً، عبر اتفاقية “إيجار”.
وأرض الصومال هي محمية بريطانية سابقة أعلنت استقلالها عن الصومال في عام 1991، لكن لم يعترف بها المجتمع الدولي.
وقالت الحكومة الصومالية إنها ستتصدى لهذه الاتفاقية بكافة الوسائل القانونية، ونددت بما وصفته بأنه “عدوان” و”انتهاك صارخ لسيادتها”.
وتعارض الحكومة في مقديشو بشدة مطلب استقلال أرض الصومال، وهي منطقة يبلغ عدد سكانها 4,5 مليون نسمة ولديها عملتها الخاصة وتصدر جوازات سفر خاصة بها، لكن عدم الاعتراف الدولي يبقيها في حالة من العزلة.