سياسة

لماذا يجب أن تتوقف الحرب في اليمن؟


كثيرة هي الأسباب التي يمكن من خلالها الإجابة عن هذا السؤال، ولكن بعض تلك الأسباب أكثر أهمية من غيرها.

خاصة تلك الأسباب ذات الارتباط بالحالة الإنسانية للشعب اليمني، ولكن الأزمة تكمن في أن أطرافاً في الأزمة لا ترى للسبب الإنساني أهمية تذكر..! كون تلك الأطراف تفكر في مصالحها، وبالتأكيد فإن جماعة الحوثي مسؤولة عن مقتل 330 ألف يمني، كما تشير إلى ذلك إحصاءات الأمم المتحدة، وهذا الرقم ليس منفرداً فالقتلى يرافقهم مئات الآلاف من الجرحى والمشردين والمهجرين واليتامى.

البعد الإنساني من أهم الأسباب التي يجب أن يدعمها العالم بكل دوله من أجل إنقاذ اليمن، ولكن الحوثيين يقعون في مشكلة عويصة في الاعتراف بمسؤوليتهم الكاملة عما يجري في اليمن، فهم وبمساعدة إيران شكلوا حزبهم “أنصار الله” وخاضوا أربع حروب طاحنة مع الحكومة المركزية بهدف زعزعة الاستقرار في اليمن، واستمرت محاولاتهم وفتحوا الطريق أمام أكبر أعداء المنطقة إيران، لتقدم لهم المساعدات لتدفعهم كي يخوضوا عنها حرباً بالوكالة ضد دول الخليج كافة، خاصة السعودية، التي ترى فيها إيران منافسها الأكبر في المنطقة.

الحوثيون يمارسون مع إيران صفقة يقدمون فيها مقايضة لا إنسانية عبر أفعال حربية تعدهم بمستقبل يتخيلون تحقيقه من خلال الاستئثار باليمن والسيطرة عليه، وهذه الصفقة جعلت من الحوثيين وسائل تحقق بها إيران مصالحها، وهم بذلك الاتجاه يدمرون أنفسهم ويدمرون الآخرين، وتدرك إيران حجم الجهل السياسي والأيديولوجي لدى الحوثيين، ولذلك هي تجدد لعبة الصفقات معهم وتحرضهم على استخدام المكر كوسيلة سياسية، وهذه قضية مستحيلة في الواقع المعيش، الحوثيون وخلال السنوات الست الماضية تحوّلوا إلى متطرفين يمارسون القتل بدم بارد وبلا تردد.

كل يوم يمر على هذه الأزمة ينتج مأساة إنسانية سببها الرئيسي الحوثيون الذين يمنحون إيران الفرصة للتفاخر بأنها أصبحت قادرة على احتلال العاصمة العربية الرابعة وتحويلها إلى ثكنة متطرفة عبر مليشيات مع كل أسف هم من أبناء اليمن، وفي الواقع التاريخي تبدو المنطقة أمام محاولات انتقام فارسي من تاريخ قديم، ولذلك فإن تجاهل هذا المسار أخطر من أي شيء آخر، خاصة أن ثمن هذا الانتقام هو أبناء شعوب عربية.

نعود إلى السؤال المهم حول ضرورة وقف الحرب في اليمن والتي يتفق العالم كله على أن أهم الأسباب التي يجب أن تقف وراء إيقاف الحرب هي البعد الإنساني وإيقاف معاناة الشعب اليمني، ولكن الأزمة أن الحوثيين ممن اعتادوا المقايضة مع داعميهم، يتصورون أن العالم يقايضهم بالجوانب العسكرية وإيقاف هجومهم، وهذا مخرج مناسب للإيرانيين الذين يدعمون هذه النظرية لدى قيادات الحوثيين الذين يعتقدون أن إيقاف الحرب بأي صورة أمر يستحيل تنفيذه والسبب أن أهدافهم واضحة ويرغبون في تحقيقها وليس غيرها وما يرسم لهم في طهران.

هذا المسار الحوثي هو ما سوف يمزق اليمن ويسمح لكل طرف خارجي بأن يوظف الأزمة لتحقيق مصالحه الاستراتيجية على حساب شعب يقتله الحوثيون والإيرانيون وبلا رحمة، ويهجرونه ويستولون على كل المساعدات الإنسانية التي تقع في أيديهم ولا تصل إلى مستحقيها، وهذا ما يرسخ أن الإنسان اليمني هو أهم محور يجب أن تتوقف من أجله الحرب فهل يفهم الحوثيون هذه القضية؟

تابعونا على

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى