متابعات إخبارية

لماذا خفضت إسرائيل قواتها بغزة؟


إعلانات إسرائيلية متواترة عن سحب قوات من غزة حيث تستعر حرب مدمرة، ما يطرح تساؤلات عن سر تخفيض يعتقد أنه يندرج ضمن استراتيجية عسكرية.

وقبل يومين، أعلن قائد الكتيبة 7107 بالجيش الإسرائيلي سحبها من غزة بعد أشهر من المشاركة في القتال، وذلك بعدما نفذ الجيش عدة انسحابات وركز قواته في خان يونس جنوبي القطاع.

وجاء الإعلان عن سحب الكتيبة تزامنا مع تقارير إسرائيلية إعلامية تفيد باستعداد الجيش لتقليل عدد قواته في شمال القطاع.

ما السبب؟

وفي حديث يفسر يوني بن مناحيم، المحلل الإسرائيلي، العوامل الكامنة وراء خفض القوات، مشيرا إلى أن الخطوة ترتبط بتنفيذ مراحل الحرب.

وحددت إسرائيل 4 مراحل للحرب على غزة تجري بوتيرة متدرجة في 3 مناطق وهي شمال القطاع ووسطه وجنوبه.

وقال بن مناحيم: “لقد انتقل الجيش الإسرائيلي إلى المرحلة الثالثة من الحرب في شمالي غزة، ولذلك فقد تم سحب القوات من هناك ويكاد يكون الوجود العسكري شمالا محدودا للغاية”.

وأضاف: “هذا لا يعني أن الجيش لا ينفذ عمليات في شمالي القطاع، ولكنها ليست بكثافة المرحلتين الأولى حيث القصف الجوي الشديد والثانية حيث القصف الجوي والعمليات البرية واسعة النطاق”.

وتابع: “المرحلة الثالثة تعني القصف المستهدف لمواقع محددة”.

وأشار بالمقابل إلى أن العمليات العسكرية الإسرائيلية تتكثف الآن في منطقة خان يونس والمناطق المحيطة في جنوبي قطاع غزة.

وقال بن مناحيم: “الآن يتركز العمل العسكري في منطقة خان يونس والمناطق المحيطة، وتشير التقديرات إلى أن هذا العمل سيستغرق عدة أسابيع قبل الدخول إلى المرحلة الثالثة من الحرب، ولذلك فإن القوات توجد هناك ولم يتم سحبها كما حدث في شمالي القطاع”.

وبحسب الخبير، فإنه “يمكن اعتبار أن منطقة وسط غزة هي في أواخر المرحلة الثانية، وليس من الواضح متى سيتم الإعلان عن الانتقال إلى المرحلة الثالثة”.

وأشار بن مناحيم إلى أنه “لا يوجد قرار سياسي إسرائيلي حتى اللحظة بشأن الوضع في جنوبي غزة، إذ توجد أعداد كبيرة من النازحين في رفح، من القادمين من شمالي القطاع”.

ولفت إلى أن تحرك القوات وانخفاض أو ازدياد عددها يرتبط مع الانتقال من مرحلة إلى أخرى.

المرحلة الثالثة

سبق أن أشارت تقارير إسرائيلية إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية طلبت من إسرائيل الدخول بشكل كامل بالمرحلة الثالثة من الحرب في كل قطاع غزة حتى نهاية الشهر الجاري.

وفيما ذكر بن مناحيم أن هذا وارد في شمالي القطاع -وإلى حد ما وسطه- إلا أنه يعتبر أن منطقة خان يونس ما زالت بحاجة لبعض الوقت.

وعزا أيضا خفض القوات بتسريح قوات الاحتياط ولكن دون تأكيد بأنه تسريح كامل، قائلا: “قوات الاحتياط موجودة بالحرب منذ أكثر من 3 أشهر وهي بحاجة إلى استراحة ورؤية الأهل وكذلك العودة إلى سوق العمل والأعمال”.

وأضاف: “هناك حديث عن إمكانية عودة استدعاء قوات احتياط بعد شهرين أو أكثر اعتمادا على مسار الحرب”.

وردا على سؤال عن مصير هذه المراحل ووجود القوات الإسرائيلية في حال التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار، ختم بالقول إن “إسرائيل ترفض أن يكون هناك وقف دائم لإطلاق النار، لأنه يعني نهاية الحرب”.

وأضاف بن مناحيم: “هناك خطوط حمراء حددتها الحكومة، وهي رفض إنهاء الحرب دون تحقيق أهدافها ورفض سحب القوات بشكل كامل من غزة، ولكن حماس تتمسك بهذه المطالب”.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى