لماذا تطرح جماعة الإخوان دعوات المصالحة؟
كشف الكاتب الصحفي حسين القاضي في مقالة نشرها في صحيفة (الوطن). السبب الذي دفع الإخوان المسلمين للسعي باتجاه المصالحة مع الدولة المصرية.
وقال القاضي: إنّ جماعة الإخوان تحاول أن تخرج من عزلتها.وتعطي أملاً لأتباعها في السجون وخارجها، عبر الحديث عن المصالحة. التي تتخلى فيها عن العمل السياسي مقابل إطلاق سراح المقبوض عليهم.
وأضاف أنّ الجماعة تحاول كل فترة أن تبيع الوهم لأتباعها، من خلال الحديث عن صفقة محتملة بين الحكومة والإخوان، لإبراز أنّ الجماعة لديها أوراق ضغط وتأثير وتفاوض. والواقع أنّ الجماعة فقدت كل أدوات الضغط والتأثير والتفاوض، وليس لديها ما تقدمه لأتباعها سوى المزيد من الوهم. الذي يؤدي إلى إطالة الأمل المزعوم في نفوس الأتباع.
-
مصر تعزز جهودها ضد بقايا الإخوان الفارين: تفاصيل الإجراءات الأمنية الجديدة
-
قرار قضائي جديد ضد جماعة الإخوان في مصر… ما هو؟
وأوضح الكاتب الصحفي أنّ ما تفعله الجماعة هو منح الأمل لعناصرها في السجون ليبقوا صامدين، مع أنّ نهايتهم محتومة ومصيرهم محقق.
واستعرض القاضي مراجعات فكرية للباحث الذي غادر الجماعة عمرو عبد الحافظ الذي قال: إنّ الجماعة تصنع مع أتباعها شيئاً قريباً من هذا، فالواقع يقول إنّ الجماعة انهزمت. وإنّ فرصها في العودة والتعافي ضئيلة للغاية بل مستحيلة. هذه القناعة إذا وصلت إلى أفراد الجماعة وأنصارها فسوف تنهدم من الداخل وتذوب وتفقد أيّ قدرة على البقاء، الحل إذن هو إيجاد أمل. ولو كان أملاً كاذباً، لكي ترتفع الروح المعنوية للأفراد، ولكي يستطيعوا التحمل أطول فترة ممكنة. عسى أن تتغير الظروف في المدى القريب أو البعيد.
وبيّن القاضي أنّ هذا الأمل الكاذب يصنعه الخطاب الإخواني. مرة بإيهام الأتباع أنّ ثمة مصالحة وشيكة من شأنها أن تنهي المعاناة، ومرة بإيهامهم أنّ الوضع الاقتصادي خطر للغاية. وأنّ ثورة جياع وشيكة، وأنّ هناك حالة من الغضب والاختلاف داخل المؤسسة العسكرية. وما إلى ذلك من خرافات وأوهام، تشبه الحقن المخدرة؛ حتى يقلّ شعور المريض بالألم. فإذا زال مفعول إحداها حقنوه بالتي تليها فوراً.
إنّ الجماعة فقدت القدرة والرؤية والأمل والفاعلية والتأثير على الأرض. وتعاني من أزمات وانقسامات وارتباك وتشققات وانشطارات وتعجز عن اتخاذ قرار. ويستحيل إتمام مصالحة مع جماعة متهمة بالإرهاب والتحريض.