سياسة

لماذا تدعم تركيا حزب الإصلاح الإخواني اليمني؟


يشهد الدور التركي في اليمن تصاعداً لافتاً، خلال الآونة الأخيرة، عبر استغلال الرئيس رجب طيب أردوغان، نفوذه المتزايد في الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين في اليمن، الذي يمثله حزب الإصلاح المسيطر على مفاصل الحكومة الشرعية.

وبحسب تقرير سابق نشره موقع أحوال التركي، فإن المخابرات التركية تسعى لتكرار السيناريو الليبي في اليمن؛ عبر إرسال آلاف المقاتلين المرتزقة والإرهابيين من سوريا إلى اليمن، لدعم حزب الإصلاح، في اليمن، وهو ما أكده المرصد السوري لحقوق الإنسان، في وقت سابق العام الماضي، حيث قال إن أنقرة عملت على تجهيز مئات المسلحين المرتزقة لإرسالهم للقتال في اليمن، تحت راية تركيا، مقابل مبالغ مالية كبيرة قد تصل إلى 5 آلاف دولار شهرياً لكل مقاتل، دعماً لجماعة الإخوان المسلمين، على غرار ما حدث في ليبيا.

وقال رامي عبد الرحمن، مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان: أردوغان لن يقف عند حدود ليبيا، هو يهدف إلى مصر واليمن وغيرها.. وهؤلاء المرتزقة مشبعون بكره المملكة العربية السعودية والإمارات ومصر وغيرها…الإخوان، وحلف أردوغان، يعملون على إحداث فوضى لتولي حكم البلدان من جماعات موالية لهم.

ويرتبط حزب الإصلاح اليمني بعلاقة تحالف دينية وثيقة مع أردوغان وحزبه (حزب العدالة والتنمية الإسلامي في تركيا)؛ إذ يجمعهما الانتماء المشترك لجماعة الإخوان المسلمين، فبعد أن سيطرت مليشيا الحوثي على صنعاء، هرب كثير من قيادة وناشطي وصحفيي الإصلاح من اليمن إلى تركيا. وقام عدد من قادتهم باستثمار جزء من أموالهم بإقامة مشاريع استثمارية في تركيا.

وكانت أنقرة قد أرسلت العشرات من ضباط المخابرات إلى اليمن تحت شعار هيئة الإغاثة الإنسانية التركية، وصل بعضهم إلى مأرب وشبوة عن طريق منفذ شحن الحدودي في محافظة المهرة، بعد أن حصلوا على تسهيلات من وزير الداخلية اليمني أحمد الميسري، ومحافظ المهرة السابق راجح باكريت، وذلك وفقاً لما سبق وأن كشفت عنه صحيفة العرب اللندنية.

وعلى غرار مطامعه في ليبيا، فإن أردوغان يسعى بدعمه حزب الإصلاح لضرب التحالف العربي، من جهة، يستغل الرئيس التركي إخوان اليمن لبسط نفوذه في البلاد والسيطرة على المنافذ البحرية، وتحديدا باب المندب، وكذلك جزيرة سقطرى، وذلك راجع لأهمية منطقتي خليج عدن والبحر الأحمر بالنسبة للأمن الإقليمي والدولي وكذا بالنسبة للأمن والاقتصاد العالميين، لذلك يقف أردوغان اليوم بالتنسيق مع حلفائه بالمنطقة في مواجهة المشروع العربي المناهض للإرهاب والتطرف وإقلاق أمن واستقرار المنطقة وتهديد حرية الملاحة في المنطقة.

باحثون ومحللون سياسيون يؤكدون أن أردوغان يسعى لتكرير سيناريو ليبيا في اليمن، وفقا لمطامعه التوسعية والاقتصادية، لكن آخرون يتساءلون عما إذا كانت أسباب توجه تركيا لليمن هي لفرض السيطرة، أم مجرد تضارب مصالح مع إيران في دعم الاخوان المسلمين ضد الحوثي؟

تابعونا على

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى