سياسة

لقاء مع أوجلان: وفد كردي يثير تساؤلات حول صفقة محتملة


 يزور وفد من حزب المساواة وديمقراطية الشعوب المؤيد للأكراد، السبت، مؤسس حزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان الذي يمضي عقوبة السجن مدى الحياة في الحبس الانفرادي، حسبما أفاد مصدر في الحزب، وسط تحديات يعيشها الاكراد في المنطقة خاصة بعد التغير السياسي في سوريا المجاورة وبعد تصاعد الحديث عن صفقة محتملة يتم بموجبها اطلاق سراحه مقابل حل الحزب المتمرد.
وقال المصدر “غادر الوفد في الصباح”، دون أن يوضح كيف سينتقل إلى الجزيرة حيث يقع السجن، لأسباب أمنية. وستكون هذه أول زيارة يجريها الحزب للزعيم الكردي منذ نحو عشر سنوات.

وكانت وزارة العدل التركية وافقت على طلب تقدّم به حزب المساواة. وديموقراطية الشعوب بهذا الشأن، بحسب ما أفادت السلطات والحزب الجمعة.
ويقبع أوجلان في سجن قرب اسطنبول منذ 25 عاما. واعتقل عام 1999. ويمضي منذ ذلك الحين عقوبة السجن مدى الحياة دون إمكان الإفراج المشروط في سجن جزيرة إمرالي قبالة سواحل المدينة.
وتأتي الزيارة وسط حديث عن سعي السلطات التركية توجيه رسالة لأوجلان في ظل تطورات كبيرة ومتسارعة تشهدها الساحة السورية .وخاصة سعي انقرة لمواجهة التهديدات التي يمثلها الاكراد في سوريا.
وشنت فصائل سورية مدعومة من تركيا هجمات واسعة في شمال شرق سوريا .واستطاعت السيطرة على مناطق كان تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية “قسد” المدعومة من الولايات المتحدة.

ويؤكد القادة الاتراك أنهم مصممون على اجتثاث الخطر الذي تمثله القوى الكردية في سوريا وهي داعم قوي لحزب العمال الكردستاني .وبالتالي لا يمكن فصل زيارة وفد من حزب المساواة وديمقراطية الشعوب المؤيد لأوجلان عن هذه التطورات وسط حديث عن إمكانية عقد صفقة مع انقرة.

ويسعى الرئيس التركي لاستثمار انتصاراته على الساحة السورية ضد الاكراد .وذلك للضغط على أوجلان لعقد صفقة يتم فيها انهاء التمرد الكردي.
وتأتي زيارة حزب المساواة وديموقراطية الشعوب كذلك بعد شهرين من قيام دولت بهجلي، زعيم حزب الحركة القومية التركية اليميني المتشدد المعادي للعمال كردستاني والمنضوي في الائتلاف الحاكم، بدعوة أوجلان. للحضور إلى البرلمان لإعلان حل حزب العمال، مقابل إطلاق سراحه. ويلقى ذلك دعم الرئيس رجب طيب إردوغان.

وتحدث زعيم حزب الحركة القومية حينها عن وضع عالمي قاتم في ظل التوترات المتنامية في المحيط والجوار التركي .وأن هذا الوضع يستدعي التعجيل بالتسوية مع العمال الكردستاني وفق المبادرة التي طرحها سابقا.
وكانت قيادات إسرائيلية دعت لربط علاقات مع أقليات وقوى في المنطقة على غرار الأكراد والدروز وهي سياسة التقطتها تركيا لمواجهة هذه التحديات وتسوية ملف أوجلان.
وغداة هذا النداء، شهدت تركيا هجوما على مقر شركة “تاي” للصناعات الجوية والفضائية المملوكة للدولة، أسفر عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة 22 آخرين. وأعلن حزب العمال الكردستاني مسؤوليته عن الهجوم.  لكن العمال الكردستاني حرص على الإشارة إلى أن الهجوم تقرر قبل نداء بهجلي.
وفي أكتوبر/تشربن الاول، أعلنت عائلة أوجلان أن السلطات سمحت لها بزيارته للمرة الأولى منذ مارس/اذار 2020.
وحزب العمال الكردستاني مصنّف منظمة إرهابية في تركيا وفي الدول الغربية الحليفة لها. بما في ذلك الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى