لتخطي أزمات العصر… شيخ الأزهر يشدد على ضرورة التفاهم بين البشر
أفاد شيخ الأزهر الإمام الأكبر أحمد الطيب على أن الاحتفال باليوم الدولي للأخوة الإنسانية هو بمثابة إحتفال بإنسانية الدين الإلهي. وكذلك مبادرة للحق على التعارف بين الشعوب بمختلف الأديان السماوية وبحثا عن عالم تطغى عليه روح التسامح والإيخاء والتضامن والتكافل.
وقد وجه الإمام الأكبر تحية للبابا فرنسيس، بابا الكنيسةِ الكاثوليكيةِ باعتباره أخا وصديقا. كما قدم خالص تقديره للشيخ آل نهيان الذي يستمر بنهج والده على رعاية هاته الوثيقة، وتعزيزه لمثل هاته المبادرات وترسخيها ونشرها بالعالم.
كما كشف على أنه جرت كتابة هاته الوثيقة بالأزهر الشريف وبين جَنَبات حاضرة الفاتيكان. وذلك من أجل التأكيد على ضرورة التفاهم بين المؤمنين بالأديان وحتى بغير المؤمنين بها. وذلك بغية وقف النزاعات التي تتسبب بسفك الدماء وإضرام نار الحروب بين الناس.
وقد وضح بأن هاته الوثيقة بزغت بعد حلكة ظلام العديد من العوائق والصعوبات التي واكبت مشروع هاته الوثيقة. لكنها جاءت نتيجة الجهود المخلصة والإيمان العميق بأن العباد كلهم إخوة.
وقد أشار الشيخ أحمد أنه جاء اليوم الدولي للأخوة الإنسانية هاته السنة. ولعل ما يمر به بالعالم من جائحة كرونا يكون قد أيقض الضمائر النائمة والنفوس المتكبرة. ويدعو أصحاب الأجندات الخاصة أن يستيقظوا من سباتهم ويتضامنوا مع المخلصين من قادة الشعوب وحُكمائها وعُقلائها بغية إنقاذ البشرية من هاته الأزمات المتتالية.
كما أكد الشيخ أنه إذا اطلع كل واحد بالعالم بمسؤوليته فإن هذا الأخير سيتمكن من تخطي الأزمات الصعبة. مضيفا هذا مسار سلكناه ونحن نتطلع بآمالنا نحو عالم بلا حروب ولا نزاعات. عالم يضمن الأمان لكل شخص ويكرم فيه الفقر وتتم فيه نصرة المظلومين ويرفع فيه شعار العدل. وبالرغم من أن ما نطالب به يبدو بالأمر العسير بعالم متناحر بكل قضاياه بل غير مقبول عند تجار السلاح. إلا أن الاتجاه بهذا المسار هو قدر المؤمنين بالله وبرسالاته مهما واجهوا من تحدِّيات ومُعوِّقات وعقبات
وقد اختتم الشيخ حديثه بتقديم الشكر لكل أعضاء اللجنة العليا للأخوة الإنسانية الذين يتسمرون ببذل الجهود بغية تنفيذ مساعي تلك الوثيقة. حيث يقومون بالعديد من المبادرات التي تتجاوز حواجزَ الاختلافاتِ والحدودِ والفوارقِ. كما قام بتشجيعهم على الاستمرار ببذل الجهود الخيرة مع جميع الشركاء لتحقيق هاته الغاية السامية.
كما أكد على أنه سيستمر مع قادة الأديان وكل محبي الخير بالعالم في إكمال ما بدئوه من عمل من أجل تحقيق السلام والأخوة العالمية. ومحو كل أثار الكراهية والتناحر والاقتتال.
ويحتفل العديد من الناس من مختلف بقاع العالم بمن فيهم القادة الدينيون والشخصيات البارزة باليوم العالمي للأخوة الإنسانية. والذي يتزامن مع الذكرى الثالثة لتوقيع فرنسيس وشيخ الأزهر أحمد الطيب وثيقة الأخوة الإنسانية التاريخية بأبوظبي ب4 فبراير 2019.