لتحقيق أطماعه في البحر الأسود… أردوغان يستغل حرب أوكرانيا
لتكثيف نشاطها في البحر الأسود استغلت تركيا الحرب في أوكرانيا، في عمليات استكشاف موارد الغاز وإجراء التدريبات البحرية.
كما كشف موقع “المونيتور” الأمريكي أنّه في وقت سابق من الشهر الجاري أرسلت أنقرة آخر سفن الحفر الـ3 إلى حقل غاز سكاريا، الذي يقع على بعد (185) كيلومتراً (115 ميلاً) شمال ميناء زونغولداك.
وهاته الخطوة هي أحدث مرحلة في محاولة تركيا لاستغلال (540) مليار متر مكعب من الغاز المكتشف قبل عامين، ممّا قد يخفف اعتمادها على الغاز من روسيا.
ويحتل البحر الأسود مكانة مهمّة في تركيا، فملكيتها لمضيق البوسفور بموجب اتفاقية مونترو لعام 1936 تمنحها السيطرة على المرور بين البحر المتوسط والبحر الأسود.
يُذكر أنّ تركيا تعتمد بشكل كامل على واردات الغاز، التي يتم نقلها بالأنابيب من روسيا وأذربيجان وإيران، وقد استوردت العام الماضي رقماً قياسياً بلغ (60.1) مليار متر مكعب.
ومن المتوقع أن يخفض حقل سكاريا تلك الواردات بنحو الربع بمجرد وصوله إلى ذروة الإنتاج في الأعوام الـ5 المقبلة. مع العلم أنّ تركيا تخطط لبدء ضخ الغاز من الحقل العام المقبل، لكن يجب عليها أولاً بناء شبكة خطوط أنابيب بحرية ومنشآت معالجة.
وأفادت وكالة أنباء الأناضول الحكومية يوم الإثنين الماضي أنّ المرحلة الأولى من خط الأنابيب ستكتمل في تشرين الثاني (نوفمبر)، ودعماً لمشروع بقيمة (9.9) مليارات دولار لتطوير حقل الغاز الطبيعي، أعلنت الحكومة عن سلسلة من الإعفاءات الضريبية لمؤسسة البترول التركية.
وفي سياق متصل بأطماع أردوغان بالبحر الأسود، أشرف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على اليوم الأخير من تمرين “الوطن الأزرق” في البحر الأبيض المتوسط وبحر إيجة والبحر الأسود. مشيراً إلى أنّ المناورات البحرية شملت مشاركة (122) سفينة و(41) طائرة و(12) ألف فرد، في عمليات منسقة على مدار (10) أيام.
وشدد أردوغان في خطاب تلفزيوني بمناسبة اختتام المناورات الحربية على حاجة تركيا لحماية البحار التي تحدّها من الشمال والغرب والجنوب. من خلال الحفاظ على قوة بحرية حديثة، قائلاً: “سنواصل هذه الجهود بشكل حاسم حتى نصبح أقوى قوة بحرية في المنطقة والعالم“، وفقاً لـ “المونيتور”.