لبنان.. مجموعات وأحزاب في المعارضة تعلن عن موقف مشترك وخطّة لمعالجة أزمات البلاد


قام عدة مجموعات وأحزاب في المعارضة في لبنان بالإعلان يوم أمس الأحد عن موقف مشترك وخطّة من أجل وجود حلل للأزمات العديدة التي تعيشها البلاد، ويشار إلى أن هذه المجموعات الناشطة في إطار حركة الاحتجاج غير المسبوقة والتي ظهرت في لبنان خلال أكتوبر من العام المنصرم، كانت عاجزةً لحد الآن عن إظهار وحدة في ما بينها.

وقام ممثّلو تلك المجموعات والأحزاب بإلقاء كلمات في ساحة الشهداء ببيروت، والتي كانت تعد مركزا للحراك الاحتجاجي غير المسبوق في لبنان، والمستاء من الطبقة السياسيّة كلها والذي يطالب برحيلها، وتضمنت أيضا وثيقة مشتركة لتلك المجموعات المعارضة جرت قراءتها على المنصّة بأنّ ما تعيشه البلاد حاليًّا هو بسبب جشع النظام السياسي.

هذا وإن الحكومات المتتالية التي جرى تشكيلها في إطار النظام السياسي القائم، لم تنجح في تلبية المطالب الشعبيّة فيما يخص تحسين الظروف المعيشيّة، وقدمت حكومة رئيس الوزراء المكلّف تصريف الأعمال حسّان دياب استقالتها في العاشر من شهر أغسطس على خلفية الانفجار الكبير الذي حدث في مرفأ بيروت وترك خلفه ما لا يقلّ عن 188 قتيلاً، في حين قامت فئة كبيرة من اللبنانيّين بتحميل الطبقة السياسيّة المتّهمة بالفساد والإهمال مسؤوليّة ما وقع.

وذكرت المجموعات المعارضة البنود الرئيسيّة لبرنامجها والذي يشمل إصلاحات عامة تهدف إلى إرساء نظام سياسي غير طائفي ونموذج اقتصادي أكثر استدامة، وقال من جهته ناجي أبو خليل، عضو حزب الكتلة الوطنيّة المعارض الذي يدعم الحركة الاحتجاجيّة بأن هذه اللحظة هي في منتهى الأهمّية، لأنّها تظهر أنّ 30 مجموعة مختلفة قد تحدّثت بصوتٍ واحد، وهو ما يُبطل مزاعم الحكومة بأنّه لا توجد معارضة، مضيفا: هذه خطوة أولى نحو إنشاء جبهة منظّمة تكون قادرة على الارتقاء إلى مستوى تحدّي الأزمة التي يمرّ بها لبنان، وإلى مستوى توقّعات الشعب اللبناني.

وكانت المجموعات المعارضة قد عقدت وبشكل مكثف اجتماعات منذ انفجار 4 أغسطس بهدف وضع لائحة بأسماء شخصيّات يمكن أن تشكّل حكومة انتقاليّة كفؤة ومستقلّة، وقال حسن سنو من مجموعة مسيرة وطن المعارضة، لوكالة فرانس برس لدينا أسماء. نحن مستعدّون، وتابع: هذه الليلة تشكل خطوة مهمة للغاية، مضيفا: إنّها المرّة الأولى التي تتوصّل فيها المجموعات التي انبثقت بمعظمها عن ثورة 17 أكتوبر، إلى اتّفاق حول برنامج مشترك.

وجاء ذلك خلال عشيّة تسمية رئيس جديد للوزراء يُتوقّع بأن يكون السفير مصطفى أديب، وذلك بعد تم اختاره من طرف أقطاب الطائفة السُنّية، خلافًا لما يطالب به الحراك الاحتجاجي في الشارع، وجاء اختيار هذه الشخصيّة غير المعروفة، قبل ساعات فقط من عودة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى لبنان بعدما كان قد دعا المسؤولين اللبنانيّين إلى إجراء إصلاحات عميقة في النظام السياسي.

Exit mobile version