لبنان.. كيف تؤثر الأزمة المعيشية القاتمة على الشعب؟
يعيش الشعب اللبناني ظروفا اقتصادية وسياسية هي الأسوأ في العالم حاليا. حيث تمر السنوات والوضع لا يتغير أبدا، بل إن الخلافات السياسية تزيد. ما يؤثر على المواطن اللبناني الذي بات لا يهتم بالسياسة بل يهتم بما يريد أن يحصده اقتصاديًا.
ومنذ حادث مرفأ بيروت أصبح الشعب اللبناني يبحث عن الهجرة أكثر من العيش في بلاده. وأصبح الخلاف السياسي مجرد ورقة ليست أكثر بالنسبة للساسة في ظل فراغ رئاسي امتد لأكثر من عام ولا يجد المواطن من هو مسؤول عن البلاد بشكل فعلي.
صدمات متتالية ومعدلات انتحار متفاقمة
أفادت مصادر مطلعة حصرية بأن معدل الانتحار في لبنان يزداد يوماً بعد يوم وتتفاقم الأوضاع في بيروت يوماً بعد يوم. وذلك مع ارتفاع الأرقام المعلنة الحين والآخر، إلى جانب تحذير مختصين وأطباء من وقع الأزمات السياسية، والحروب، والصدمات المتتالية، على الحالة النفسية العامة للسكان في لبنان.
وأضافت المصادر المطلعة: يواصل لبنان معاناته من فراغ سياسي كبير، نتج عنه تدهور في الاقتصاد اللبناني؛ ما أدى إلى تفاقم المعاناة وانتشار الفوضى والفساد وأزمات الظروف المعيشية، فضلا عن التدخلات الخارجية التي تسيطر على المشهد السياسي في لبنان والتي من بينها حزب الله الذراع الإيرانية في البلاد.
حوادث وجرائم متتالية
وخلال الآونة الأخيرة تزايد معدل الجريمة والانتحار في لبنان، وكان آخرها الحادث في بلدة جزين جنوبي بيروت، حيث أطلق اللبناني من عائلة عازوري وهو رجل أمن النار على زوجته وحماته فأرداهما على الفور ثم قتل نفسه، في مقر سكنه في مدينة جزين.
كما أفادت المصادر بأن الظروف المعيشية القاسية التي تمر بها العائلة خصوصاً الوالد الذي يعمل في القطاع العام قد تكون السبب وراء وقوع هذه الجريمة، وخلال فترة بسيطة قدرت بـ١٥ يومًا، سجلت 6 حالات انتحار لفئات عمرية مختلفة في مناطق عدة.
كما أن نحو 10% من الوفيات الناجمة عن الانتحار تعود إلى مختلف العوامل والضغوطات، وأن 75% من حالات الانتحار تحدث في البلدان المنخفضة إلى متوسطة الدخل، ولبنان تحول اليوم من بلد متوسط الدخل إلى بلد فقير، ويشار إلى أنه بحسب بيانات الشرطة في لبنان تم تسجيل 138 حالة انتحار عام 2022 فقط.