لبنان تشهد عدة ردود أفعال بعد إعلان رئيس الوزراء سعد الحريري تقديم استقالة الحكومة وذلك بعد 14 يوما من الاحتجاجات المتواصلة والاعتصامات التي تطالب بتحسين الحياة المعيشية وإجراء مزيد من الإصلاحات الاقتصادية.
وقد أثنى معظم الفرقاء اللبنانيين على استقالة الحريري باستثناء التيار الوطني الحر الذي يرأسه وزير الخارجية جبران باسيل، ومليشيا حزب الله اللذين لم يصدر عنهما أي موقف رسمي.
وقد احتفل المتظاهرون في ساحات لبنان، بقرار استقالة حكومة الحريري بالاحتفال معتبرين بأن هذه الخطوة هي الإنجاز الأول لهم في الثورة، وقد طالبوا الاستمرار بالتظاهر وصولا إلى إسقاط النظام بتشكيل حكومة مصغرة وإجراء انتخابات نيابية مبكرة. في حين قد عقدت مجموعات من المتظاهرين اجتماعات، بهدف البحث في إمكانية اتخاذ قرار بفتح الطرقات، والإبقاء على المظاهرات في الساحات بمختلف المناطق.
ورحّبت أيضا مجموعة تطلق على نفسها شباب الثورة باستقالة الحريري وذلك في بيان حمل عنوان ثورة.. مش فوضى. وقد تضمن البيان نحن شباب الثورة من منطقة شكّا (في الشمال) إلى منطقة عين الرمانة (في بيروت) نهنّئ جميع اللبنانيين بتجلّي الديمقراطية الحقيقية والاحتكام الى صوت الشعب الذي لا يعلو صوت فوق صوته.
كما أضاف البيان بأن إعلان استقالة الحكومة ليس إلا المرحلة الأولى من رحلة الألف ميل، وبأن المرحلة الآن بحاجة إلى الوعي والتحلّي بالمسؤولية والعمل فورا على تأليف حكومة مصغّرة حيادية مستقلّة من المتخصصين تكون نابعة من ثقة الشعب تضمن تخطي هذه الظروف الصعبة تحضيراً لانتخابات نيابية مبكّرة.
وأكد أيضا بيان شباب الثورة بأن الحالة اليوم وتعطيل الدولة وشلل البلاد يقتضي الامتثال للقضاء والمحاسبة وإعادة الأموال المنهوبة بعد إنشاء محكمة محلية/دولية.
وقد أقدم مناصرون لتيار المستقبل الذي يرأسه الحريري إلى الدعوة لوقفات تضامنية مع الحريري في بيروت وصيدا، حيث أكدوا ضرورة إسقاط النظام بأكمله إضافة إلى رئيس الجمهورية ميشال عون.
وبعد الاستقالة، وفي أول تعليق له فقد تمنّى الحريري أن يخرج لبنان من هذا المأزق، وقد قال مرتاح أنني قدمت شيئاً للشعب اللبناني. وقد نشر الحريري صورة العلم اللبناني على حسابه عبر أنستقرام، حيث علّق بالقول: لبنان أولاً.
وعلى إثر إعلان استقالته فقد توافد عدد من الوزراء ونواب المستقبل والشخصيات للقاء الحريري داعمين موقفه. وقدزاره مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبداللطيف دريان متضامنا مع موقفه الوطني الكبير الذي عبر عنه في استقالته، وقال إن استقالة الرئيس الحريري تضع جميع المسؤولين أمام مسؤولياتهم التاريخية والوطنية في الحفاظ على استقرار لبنان وأمنه وكرامة اللبنانيين في عيشهم الكريم.
وأضاف أيضا الشيخ عبداللطيف دريان بأن استقالة الحريري تمثل صدمة إيجابية لكل المسؤولين واللبنانيين من أجل التفاهم على حلول إنقاذية، تخرج البلاد من المآزق والأزمات التي يعاني منها اللبنانيون.
في حين قد رأت وزيرة الداخلية ريّا الحسن بأن استقالة الحريري كانت ضرورية لمنع الانزلاق نحو الاقتتال الأهلي الذي شهدنا خطره اليوم في وسط بيروت.
ومن جانبه، فقد وصف رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل قرار الحريري بالقرار التاريخي في ظرف تاريخي.
وقد كتب على تويتر حيث قال: إرادة الشعب اللبناني هي التي انتصرت. تحية إجلال لكل لبنانية ولبناني من الشمال إلى الجنوب، وأضاف أيضا: هذه بداية مسار التغيير الذي يستمر باحترام الدستور وإرادة الناس بتشكيل حكومة اختصاصيين وإجراء انتخابات مبكرة لنترك الشعب اللبناني يحاسب ويغير.
ومن جانبه، فقد أعلن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، النائب السابق وليد جنبلاط أنه سيكون مع الحريري إذا قرر العودة إلى رئاسة الحكومة.
وقد كتب جنبلاط عبر تويتر قائلا: منذ اللحظة الأولى دعوت إلى الحوار وعندما رفضت الاستقالة ساد موقف من التململ والانزعاج في صفوف الحزب الاشتراكي. وتحملت الكثير لكن في هذه اللحظة المصيرية وبعد إعلان الحريري استقالة الحكومة فإنني أدعو مجددا إلى الحوار والهدوء.
وقد قال أيضا في حديث تلفزيوني: لا أعرف ما هي ظروف الحريري لكنني معه إذا قرر العودة لرئاسة الحكومة، وقد أكد إسقاط السلطة أمر مستحيل تقنيا إلا من خلال انتخابات جديدة وفق قانون لا طائفي على أساس لبنان دائرة واحدة.
ومن جهته، فقد رحّب رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع باستقالة الحريري وقال: حسنا فعل الرئيس سعد الحريري بتقديم استقالته واستقالة الحكومة تجاوبا مع المطلب الشعبي العارم بذلك.
وقد طالب المؤسسات الأمنية المعنية إلى الحفاظ على سلامة المتظاهرين حيثما وجدوا في لبنان بعد الاعتداءات الشنيعة التي تعرضوا لها اليوم في وسط بيروت.
وكان قد صدر عن تيار المستقبل بيان دعا إلى الامتناع عن تحركات اعتراضية. حيث جاء فيه، يقدم بعض الشبان على قطع بعض الطرق في العاصمة بيروت والمناطق. إن تيار المستقبل، وبتوجيه من الرئيس سعد الحريري، يتمنى على جميع المناصرين الامتناع عن أي تحرك اعتراضي في الشوارع والمساحات، والتعاون مع الجيش والقوى الأمنية لتسهيل تنقل اللبنانيين.
