لبناء علاقة متينة مع المراهقين.. نصائح عملية تبدأ من الطفولة

يأمل كل والد أن يكبر طفله ويظل يشعر بقربه، ليس بدافع الواجب، بل باختيار صادق، وهذا النوع من الرابطة الدائمة لا ينشأ بين ليلة وضحاها، بل يُبنى ببطء، من خلال لحظات بسيطة ومتعمدة تقول بهدوء ووضوح: أنت مهم بالنسبة لي، كما أنت.
فيما يلي 8 أشياء قوية يفعلها الآباء في وقت مبكر لبناء علاقة وثيقة ودائمة مع أطفالهم:
يستمعون كما لو كان هذا هو الشيء الأكثر أهمية
ليست مجرد إيماءة أثناء تصفح الإنترنت أو أداء مهام متعددة، بل الإنصات الصادق.
عندما يشعر الأطفال بأن صوتهم مسموع، سواءً كانوا في الخامسة أو الخامسة والعشرين من أعمارهم، يشعرون بالتقدير.
الآباء الذين يضعون هواتفهم جانبًا ويمنحون أطفالهم كامل اهتمامهم يربون أطفالًا يدركون أنهم يستحقون وقت الآخرين.
يصدقون المشاعر بدلاً من تجاهلها
عندما يقول الطفل: “أنا خائف” أو “أنا حزين”، قد يبدو التقليل من شأن هذه المشاعر مفيدًا، لكنه يُوحي بأن المشاعر مزعجة.
قول “أفهمك” أو “هذا يبدو صعبًا للغاية” يُعلّم طفلك أن الانفتاح أمر آمن، وأن المشاعر خُلقت للشعور بها، لا للجمود.
يعترفون عندما يخطئون
قول “أنا آسف” لا يُضعف سلطتك، بل يُعزز احترامك. عندما يرى الأطفال آباءهم يتحمّلون المسؤولية، يتعلمون أن العلاقات تقوم على الصدق والتواضع.
وعندما يكبرون، لن يترددوا في اللجوء إليك، حتى في أوقات الشدة.
يخلقون طقوسًا، وليس مجرد روتين
ليس الأمر مجرد تنظيف الأسنان أو تحضير وجبات الغداء، بل الأغنية المضحكة التي تغنونها قبل المدرسة، وأحاديث ما قبل النوم، وأيام الأحد التي نتناول فيها الفطائر.
هذه اللحظات الصغيرة المتكررة تصبح جزءًا من ذاكرة طفلك العاطفية. وفي مراحل لاحقة من حياته، غالبًا ما تكون أكثر ما يتذكره أطفالكم.
منح الأطفال المساحة اللازمة ليصبحوا على طبيعتهم
ليس كل طفل يعكس شخصية والديه أو أحلامهما أو قيمهما، وهذا أمر طبيعي.
فالآباء الذين يظلون قريبين من أبنائهم في مراحل لاحقة هم من يتقبلون تفرد أبنائهم منذ الصغر.
إنهم يهتفون للراقص، واللاعب، والمفكر الهادئ، والمستكشف البريء، أياً كان طفلهم.
يفسحون المجال للمحادثات الصعبة
الجنس، الفشل، المخاوف، الصداقات، والقلق، كل هذه الأمور الصعبة. الآباء الذين يبقون قريبين من أبنائهم حتى سن البلوغ هم من لا يترددون في الخوض في المواضيع المزعجة.
إنهم يخلقون مساحةً لا يُمنع فيها شيء، ويتعلم أطفالهم: أستطيع التحدث مع والديّ عن أي شيء.
يحترمون استقلالية طفلهم المتنامية
من المغري التمسك بالأطفال بشدة، لكن القرب لا يأتي من السيطرة، بل من الثقة.
مع نمو الأطفال، فإن الآباء يحافظون على التواصل معهم، هم من يمنحونهم الحرية بالتوجيه، لا بالخوف.
لا يأخذون طلب طفلهم للمساحة على محمل شخصي، بل يعتبرونه علامة على نمو صحي.
يظهرون عاطفيا وليس جسديًا فحسب
الحضور لا يعني حضور كل مباراة أو حدث (مع أن ذلك رائع أيضًا). بل يعني التواجد العاطفي.
يتذكر الأطفال من كان حاضرًا عندما كانوا يبكون في غرفتهم، أو يحتفلون بهدوء بفوز صغير.
تلك اللحظات هي التي تمنحهم الشعور بالأمان وتجعلهم يعودون للتواصل حتى كبالغين.
ومع نمو الأطفال، من الطبيعي أن يستخدموا الضرب أو رمي الأشياء كطريقة للتعبير عن مشاعرهم، خاصة في ظل محدودية قدراتهم على التواصل.
ومع ذلك، من المهم أن يتعلّموا أن هذا السلوك غير مقبول، لأنه قد يتطور إلى مشاكل سلوكية إذا لم يُعالج مبكرًا، وفقاً لصحيفة “ميرور”.
وبحسب شانون بوشارد، أخصائية العلاج المهني للأطفال، من الممكن التعامل مع هذا السلوك بطريقة فعالة إذا عرف الأهل ما يجب فعله، وما يجب تجنبه.
وفي مقطع نشرته عبر تيك توك، علّقت على فيديو لأم تتلقى ضربة من طفلها، مشيرة إلى أن الطريقة التقليدية في التوبيخ مثل “لا تضرب” ليست فعّالة مع الأطفال دون الثانية.
وتشرح شانون أن الأطفال في هذا العمر لا يفهمون الجمل السلبية، بل يركزون على الكلمات الأخيرة فقط.
فعندما يُقال لهم “لا تضرب”، ما يسمعونه هو “اضربْ”، لذلك توصي بتقديم بدائل واضحة وإيجابية مثل: “الأيدي للمصافحة” أو “الأيدي للعناق”.
كما شددت على أهمية الانسحاب من الموقف إذا استمر الطفل في الضرب، لتعليمهم أن هذا السلوك يؤدي إلى فقدان التفاعل، مما يقلل من احتمالية تكراره.
وواجهت نصائح شانون بعض التساؤلات، خاصة حول كيفية استيعاب الطفل لعبارات مثل “الأيدي للمسك” مقابل عدم فهم “ممنوع الضرب”، لكنها أوضحت أن الأطفال يتجاوبون بشكل أفضل مع التوجيه الإيجابي والعبارات الواضحة.
ولاقت نصائحها دعمًا من العديد من المتابعين الذين أشاروا إلى نجاحهم في تطبيق طرق مماثلة في تعاملهم مع الأطفال.