كيليتشدار أوغلو وأردوغان: قضية “اللص” تصل إلى المحاكم
يواجه كمال كليتشدار أوغلو الزعيم السابق لحزب الشعب الجمهوري المعارض الرئيسي في تركيا، دعوى تشهير جديدة رفعها الرئيس رجب طيب أردوغان، بعد أن كرر في المحكمة أن أردوغان “لص”، وهو الأساس لمحاكمة جنائية جارية حيث يُتهم كليتشدار أوغلو بإهانة الرئيس.
وأعلن حسين آيدن محامي أردوغان أن دعوى مدنية رفعت ضد كليتشدار أوغلو تطالب بتعويض قدره 500 ألف ليرة تركية (حوالي 14500 دولار) بسبب تصريحات أدلى بها خلال دفاعه في المحكمة يوم الجمعة الماضي.
وتقول الشكوى القانونية إن اتهامات كليتشدار أوغلو المتكررة، بما في ذلك وصف أردوغان بأنه “لص” و”اللص الرئيسي”، تشكل انتهاكا خطيرا لحقوق أردوغان الشخصية وكرامته.
وتأتي دعوى التشهير في خضم قضية جنائية جارية يتهم فيها كليتشدار أوغلو بـ”إهانة مسؤول عام علنا” بسبب تصريحات مماثلة أدلى بها قبل بضع سنوات، نابعة من تحقيقات الفساد ذات الدوافع السياسية في عام 2013.
وفي حالة إدانته في القضية الجنائية، سيواجه عقوبة سجنية تصل إلى 11 عاما و8 أشهر واحتمال منعه من ممارسة أي نشاط سياسي.
ويتهم كليتشدار أوغلو الذي قاد حزب الشعب الجمهوري لأكثر من عقد من الزمان وترشح لانتخابات الرئاسة الأخيرة (2023) عن كتلة المعارضة في انتخابات عام 2023، أردوغان بالفساد منذ فترة طويلة.
وتنبع الاتهامات في المحاكمة الجنائية من تصريحات أدلى بها بعد الكشف عن تحقيقات الفساد المعروفة باسم تحقيقات 17-25 ديسمبر/كانون الأول 2013، مشيرا فيها إلى أردوغان، رئيس الوزراء آنذاك، باسم “باشكالان”، وهو مصطلح يترجم إلى “اللص الرئيسي”.
لكن أردوغان نفى تلك الاتهامات باستمرار ووصف التحقيقات بأنها مؤامرة دبرتها حركة الراحل فتح الله غولن ذات التوجه الاسلامي وهي حليفته السابقة التي يتهمها بمحاولة الإطاحة بحكومته في الانقلاب الفاشل لعام 2016.
وتتركز القضية الجنائية المرفوعة ضد كليتشدار أوغلو على استخدامه لمصطلحات مثل “اللص الرئيسي” في خطاباته وتصريحاته العامة.
وفي الأسبوع الماضي، كرر الزعيم السابق لحزب الشعب الجمهوري خلال دفاعه في المحاكمة الجنائية الاتهامات، قائلا “أنا أقف هنا ليس كشخص متهم بالسرقة أو الاختلاس، بل كشخص تجرأ على تسمية لص بلص”.
وفي بيان نشر على وسائل التواصل الاجتماعي، قال أيدن محامي أردوغان إن تصريحات كليتشدار أوغلو في قاعة المحكمة كانت انتهاكا واضحا لحق الدفاع، مضيفا “التصريحات التي أدلى بها في المحكمة تشكل استمرارا لنفس الاتهامات التي لا أساس لها والتي انتهكت الحقوق الشخصية لرئيسنا لسنوات”.
وأشار إلى أن أردوغان سحب في السابق جميع الدعاوى القضائية ضد شخصيات المعارضة بروح المصالحة بعد محاولة الانقلاب الفاشلة في عام 2016 والتي يلقي باللوم فيها على حركة غولن الدينية، لكن سلوك كليتشدار أوغلو المستمر لم يترك بديلا سوى السعي إلى الإنصاف القانوني.
وقال أيدن “حتى بعد ثماني سنوات، لم يكن هناك أي تحسن في سلوك كليتشدار أوغلو الذي تحول إلى نمط مستمر من الخطاب الفظ والمسيء”، مشيرا في بيانه أيضا إلى أن فريق أردوغان قدم شكوى جنائية منفصلة إلى مكتب المدعي العام الرئيسي في أنقرة بشأن نفس التصريحات.
ورفض جلال تشيليك محامي كيليتشدار أوغلو، الدعوى القضائية الجديدة ووصفها بأنها محاولة لقمع الانتقادات المشروعة وأصر على أن موكله لن يتراجع. وقال في بيان نشر على منصة التواصل الاجتماعي إكس (تويتر سابقا) “قد يكون سماع الحقيقة ومواجهة أدلة الفساد أمرا غير مريح بالنسبة لأردوغان، لكننا لن نتراجع خطوة واحدة”.
وتعهد بمواصلة تقديم الأدلة على الفساد وإساءة استخدام السلطة. وقال “سنمارس حقنا مرارا وتكرارا في إثبات الحقيقة”، مضيفا “إن ضيق أردوغان من هذه الاتهامات يؤكد فقط على صوابنا”.
وبعد خسارته في الانتخابات الرئاسية عام 2023 أمام أردوغان، اضطر كليتشدار أوغلو إلى التنحي عن منصبه كزعيم لحزب الشعب الجمهوري، لكنه ظل شخصية مؤثرة في السياسة المعارضة.