سياسة

كيف يساهم اتفاق الإمارات في إنقاذ حلم الدولة الفلسطينية؟


اتفاق تاريخي، يمكن أن يعيد تنظيم خارطة المنطقة على نطاق واسع، توصلت إليه الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل الخميس، حيث اتفق الجانبان على التطبيع الكامل للعلاقات، مقابل تعليق إسرائيل ضم أراضي الضفة الغربية المحتلة، وهو مشروع كان سينهي آمال الفلسطينيين في الحصول على دولة قابلة للعيش.

وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن الاتفاق سيؤدي إلى مزيد من التعاون في مجالات الاستثمار والسياحة والأمن والتكنولوجيا والطاقة وغيرها من المجالات، في حين يتحرك البلدان للسماح برحلات ركاب مباشرة منتظمة وفتح سفارات وسفراء تجاريين للمرة الأولى.

وأضاف ترامب للصحافيين في حديث تم ترتيبه على عجل في المكتب البيضاوي إن هذه الصفقة هي خطوة مهمة نحو بناء شرق أوسط أكثر سلاما وأمنا وازدهارا، مضيفا: الآن وقد انكسر الجليد، أتوقع أن يحذو مزيد من الدول العربية والإسلامية حذو دولة الإمارات العربية المتحدة.

ولفتت صحيفة نيويوك تايمز الأميركية إلى أنه في حال تنفيذ هذا الاتفاق فإنه سيوقف خطة الضم الخطيرة التي وضعها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

لكن الاتفاق أسفر عن رد فعل فوري في المنطقة من طرفي نقيض من الطيف الأيديولوجي. وقد شعر بعض المستوطنين الإسرائيليين وحلفائهم السياسيين على الأقل بخيبة أمل، لأن نتنياهو سيتخلى عن خطته المطالبة بالسيادة على أراضي الضفة الغربية، في حين هاجم المنتفعون الأيديولوجيون من القضية الفلسطينية هذا الاتفاق دون تقديم بدائل حقيقية تمنع خطة الضم التي سوف تقضي على حلم الدولة الفلسطينية تماما.

ويقول تقرير على قناة إن بي سي نيوز الأميركية، إن الإضافة الأكثر إلحاحًا من هذا الاتفاق هي إزالة خطة الضم الخطيرة من جدول الأعمال. وعلى الرغم من أن الدبلوماسية الفلسطينية (بمساعدة من الأردن ومصر ودول عربية وأوروبية أخرى) تمكنت من خلق إجماع دولي ضد خطة الضم الكارثية، إلا أن التهديد ظل واضحًا نظرًا لأن إدارة ترامب ظلت منفتحة على الفكرة واستمر نتنياهو في اعتبارها ضرورية من الناحية السياسية ووضع نفسه تحت الضغط لتنفيذ الاتفاق.

لكن الآن، التزمت إسرائيل بتجميد الضم إلى أجل غير مسمى، وهو التزام تعهدت به ليس فقط للإمارات العربية المتحدة ولكن الأهم من ذلك تجاه ترامب. أيضا بعيدًا عن هذه الميزة على المدى القريب للفلسطينيين، أظهر التاريخ أن الدول العربية التي لها علاقات مع إسرائيل – وبالتحديد مصر والأردن – أكثر فاعلية في تعزيز المصالح الفلسطينية. ويعود ذلك جزئيًا إلى إجراء محادثات مباشرة مع إسرائيل، التي لا تريد أن تفقد علاقاتها بهاتين الجارتين. وستكون الإمارات إضافة قيّمة وفعّالة لهذا التجمع، لا سيّما أنها توسع الحوار العربي الإسرائيلي إلى منطقة الخليج ذات الأهمية الاستراتيجية.

ويرى مراقبون أن تعثر عملية السلام العربية الإسرائيلية منذ سنوات عديدة أدخلت عملية السلام إلى حالة من الفراغ دفعت إلى تصلب المواقف بين الفلسطينيين والإسرائيليين. بالإضافة إلى حدوث حالة من الجمود واليأس لدى العديد من الفاعلين الدوليين والإقليميين من احتمال حدوث أي تقدم بين الجانبين. وكانت خطة الضم السيئة ستضع حداً لأية احتمالات للتقدم، لأنه كان سيجعل فلسطين المستقبل غير قابلة للحياة. ويمكن لهذا التطور الجديد إنشاء نافذة لبدء تحويل هذه الديناميكيات وجعل العرب أكثر تأثيرا على إسرائيل في أي تطورات مستقبلية.

وقد أعطى هذا الاتفاق الرئيس ترامب اختراقاً رحب به كثيراً في وقت كان يكافح فيه في الداخل مع وباء قاتل وانهيار اقتصادي وسط منافسة إعادة انتخابه تظهر استطلاعات الرأي تراجعه، حيث يعتزم الرئيس تنظيم حفل توقيع في البيت الأبيض في الأسابيع المقبلة.

وشدد الشيخ محمد بن زايد، ولي عهد أبوظبي، في بيان على تعليق خطة الضم. وقال “خلال مكالمة مع الرئيس ترامب ورئيس الوزراء نتنياهو، تم التوصل إلى اتفاق لوقف المزيد من الضم الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية”.

وأضاف أن “الإمارات وإسرائيل اتفقتا أيضا على التعاون ووضع خارطة طريق لإقامة علاقات ثنائية”.

وتوكد صحيفة “نيويورك تايمز” في تقرير لها أن الإمارات نجحت في وقف خطة الضم الإسرائيلية، وقالت في تقرير لها “يمكن إرجاع الدافع لاتفاق يوم الخميس إلى وقف خطة الضم، حيث كتب يوسف العتيبة، سفير الإمارات لدى الولايات المتحدة الذي عمل بشكل وثيق مع إدارة ترمب، مقالاً في صحيفة “يديعوت أحرونوت” الشعبية الإسرائيلية، يطالب الإسرائيليين مباشرة، باللغة العبرية، بعدم ضم الأراضي الفلسطينية المحتلة. وكتب العتيبة في ذلك الوقت أن “الضم سوف يدمر بالتأكيد وعلى الفور جميع التطلعات الإسرائيلية لتحسين العلاقات الأمنية والاقتصادية والثقافية مع العالم العربي والإمارات العربية المتحدة”. وقد تلخص العنوان الرئيسي في مفاضلة واضحة: “إما الضم أو التطبيع”.

هذا الموقف الواضح اعتبره كوشنر أنه نقطة تحول. وأضاف أن الإماراتيين كانوا منفتحين على الفكرة، ولذلك اتصل بعد ذلك بالإسرائيليين، الذين أعربوا عن استعدادهم أيضاً للنظر فيها. ثم بدأت المحادثات من خلال كوشنر والأميركيين.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى