كيف يدفع يوتيوب الأطفال إلى مقاطع مرعبة؟
كشف تحقيق حديث عن المخاطر الكبيرة التي يواجهها الأطفال عند استخدام منصة يوتيوب، خاصة لمن هم دون سن 16 عامًا، إذ أصبحت المنصة المصدر الأول لمشاهدتهم اليومية، بمتوسط 184 دقيقة يوميًا. ومع ذلك، ما يشاهده الأطفال غالبًا ليس آمنًا كما يعتقد الآباء.
وبحسب صحيفة “ديلي ميل” أجرى الصحفي هاري والوب تجربة محاكاة ليصبح “طفلًا على يوتيوب”، فقد استخدم جهازًا دون تسجيل معلومات شخصية، وبدأ بمشاهدة محتوى مناسب للأطفال مثل Peppa Pig وBluey وCoComelon.
بعد يوم واحد فقط، بدأ يوتيوب في اقتراح مقاطع غريبة ومرعبة، منها مقطع بعنوان “التحول المخيف للخنير بيبا” Peppa Pig Horror Transformation، حيث ظهرت الشخصيات بشكل مشوه ودموي، مع مؤثرات مرعبة قد تخيف الأطفال الصغار.
وتضمنت المقاطع الأخرى مشاهد غريبة من صنع الذكاء الاصطناعي، مثل طفل يتظاهر بتشغيل منشار على دمية، أو مشاهد عنيفة لشخصيات بشرية وقطط بشرية، بالإضافة إلى مقاطع تظهر نجوم كرة القدم والسياسيين في مواقف غريبة ومرعبة، مثل كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي يتبادلان الشتائم أو يخرجان من مواقف كوميدية لكنها مشوهة ومقلقة.
وأوضح خبراء أن هذا “المحتوى القصير جدًا” Shorts، المصمم لمنافسة تيك توك، يجذب الأطفال بسرعة بسبب التحرير السريع والمؤثرات الصادمة، ما قد يؤدي إلى القلق، اضطرابات النوم، والانزعاج النفسي للأطفال، حسبما تقول الطبيبة النفسية كليو ويليامسون.
وقالت خبيرة المحتوى آنا لاركينا إن خوارزميات يوتيوب لا تميز بين المحتوى التعليمي والجيد وبين مقاطع منخفضة الجودة أو مشوهة، مشيرة إلى أن الأطفال يتعرضون لتجربة غير متوقعة يمكن أن تؤثر في التركيز وسلوكهم.
على الرغم من وجود تطبيق “يوتيوب المخصص للأطفال” YouTube Kids، فإن غالبية الأطفال يستخدمون التطبيق الرئيس، ما يعرضهم لمخاطر محتوى غير مناسب.
ويؤكد خبراء أن مسؤولية يوتيوب تبقى كبيرة، إذ تحقق المنصة أرباحًا من مشاهدات الأطفال، ويُستغل ذلك في تقديم مقاطع صادمة لجذب الانتباه.
ويشير الخبراء إلى أن تجربة مشاهدة الأطفال تحولت في العقد الأخير من محتوى ترفيهي وتعليمي آمن إلى تيار مستمر من المقاطع المرعبة وغير المفهومة، ما يستدعي وعيًا أكبر من الآباء ومراقبة دقيقة لما يشاهده أطفالهم على المنصة.







