كيف ورطت حماس الفلسطينيين في الحرب الأخيرة لتستحوذ على المساعدات؟ وما علاقة قطر؟


استفاق أهل القطاع على ما حل بهم، من دمار وخراب، بعد 11 يوما من العناد والحرب المتبادلة بين قوات الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس، أودت بحياة أزيد من 230 شخصًا من الأبرياء بينهم 65 طفلا و39 سيدة و17 مسنًا، وإصابة نحو 1900 آخرين، مقابل مقتل 15 إسرائيليا وإصابة 330 آخرين.

هذه الأيام الـ11 كانت كافية لإحداث دمار هائل في قطاع غزة، حيث تتضاعف الخسائر بالعدوان الأخير، عن الحرب الإسرائيلية على القطاع عام 2014، والتي استمرت 51 يومًا، لتشير التقديرات الأولية إلى خسائر مادية تصل إلى نحو 150 مليون دولار.

الأحداث والدمار الذي شهده قطاع غزة ومناطق فلسطينية أخرى، يعطي انطباعا وكأنه مشهد يتكرر بصورة دورية وغالبا في الأعياد، ففي كل مرة يعمل قادة حماس على إطلاق صواريخ استفزازية غير مجدية داخل إسرائيل أو خارجها، تصويبات عشوائية تحرض العجلة التدميرية للجيش الإسرائيلي على تدمير القطاع، وحصد أرواح الفلسطينيين بما فيهم الأطفال والنساء والشيوخ، وتكرار الحدث يدفع سؤال لماذا يحدث كل هذا وبهذه الكيفية؟ لطرح نفسه وبشدة.

ولعل أبرز إجابة لذاك السؤال؛ هي متاجرة قادة حماس، وعلى رأسهم رئيسها إسماعيل هنية الذي يعيش في قطر منذ حوالي عام، بالشعب الفلسطيني وقضيته، للحصول على أموال التبرعات الدولية، واكتساب وهج إعلامي، وادعاء كاذب بأنهم هم المقاومون، في حين أنه في واقع الأمر، فهذه الحروب المفتعلة تسحق الشعب الفلسطيني، تسحق أرواحهم، ومقدراتهم، ومعيشتهم، بينما يظل الساسة متربعين في بروجهم لا يمسهم شر من ذلك الدمار. 

شيء آخر مهم جدا، فسياسة حماس انعطفت، منذ سنوات، تجاه علاقاتٍ وتحالفاتٍ مع دولٍ مختلفة، كإيران وقطر تحديدا، ربما تسهم في انحرافها عن الطريق المؤدية إلى الوحدة الفلسطينية، وإلى حقوق وحرية الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال، فتلك العلاقات كان لها دورٌ في تصلب موقف حماس تجاه المصالحة الفلسطينية، ومن ثم وقعت الحركة نفسها أيضاً، في فخ المصالح الخاصة لهذه الدول، التي ترغب دوماً في لعب دورٍ أساسي في المنطقة، حتى لو على حساب القضية الفلسطينية التي ترفع هذه الدول شعار حلها لمجرد الدعاية.

وبعد الأحداث الأخيرة، التقى رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، ووفد من قيادة الحركة، أمير دولة قطر تميم بن حمد آل ثاني، مساء الأحد، في الديوان الأميري بالدوحة، وذلك في يضغط فيه المجتمع الدولي لمنع دخول أموال التبرعات لإعادة الأعمار عبر الفصائل المسلحة، والتأكيد على ضرورة دخول الأموال بشكل شرعي عَبْر السلطة الفلسطينية.

وتضمن لقاء هنية مع أمير قطر، بحسب مصادر مطلعة، تلقي وعود واتفاقات بتقديم دعم مالي للحركة، خلال الأيام المقبلة، لتنفيذ مخططات إخوانية قطرية في قطاع غزة، يتسلل عبر المساهمة في إعادة إعمار القطاع المدمر، وكسب عاطفة الفلسطينيين والشعوب العربية بدعمها للقضية الفلسطينية.

المخطط القطري الإخواني يهدف إلى مشاركة حماس والدوحة في إعادة الإعمار لتبرئة حماس كليا من الدمار الذي أصاب غزة، وتحميل مسؤولية المصابين والقتلى إلى الاحتلال فقط، والتغافل عن تورط إيران في التصعيد الذي شهدته الأراضي الفلسطينية، خلال الأسبوعين الماضيين.

Exit mobile version