كيف نعالج الاكتئاب الحضاري؟


أعجبني تشخيص المفكر المغربي سعيد ناشيد لحالة عقل الإسلام السياسي بأنه «اكتئاب في الحضارة»، فها هو شاب ألباني عنده 20 عاماً، عاش في النمسا كل حياته وتمتع بكل مزاياها من تعليم وتأمين صحى ورفاهية، يقتل بقلب بارد المارة في الشوارع وكأنه يصطاد البط!!، كان يريد السفر لسوريا حيث ينخرط في صفوف «داعش»، ظنت سلطات النمسا أن أمثال هذا الشاب عندما يعدهم وهو في السجن بأنه عندما سيخرج ويفرج عنه سيكون مواطناً نمساوياً صالحاً، ظنوا أن هذا هو وعد صدق، لأنهم لا يعرفون الكذب، ويظنونه قد انقرض، لكنه خرج وقتل وتجول برشاشه في الشوارع، فخوراً بالرعب في مدينة الموسيقى، يعزف ألحان الفزع والإرهاب والخوف، وها هي بعض الاقتباسات التي كتبها الصديق المغربي الفيلسوف الجميل الحكيم سعيد ناشيد تشخيصاً لحالة تلك الفاشية الدينية، يقول ناشيد:

تقولون: ألم تقترف فرنسا بدورها جرائم ضد الإنسانية في مستعمراتها؟

فنقول: نعم، وهذا ما لا يُبرر، ولا يقبل التبرير. لكن هل ذلك يبرر لأي مسلم اليوم أن يشحذ سكينه لكي ينحر أي مواطن فرنسي يصادفه في شوارع فرنسا أو المغرب أو الجزائر أو غيرها؟!

فماذا أنتم قائلون؟ إن قلتم «نعم» فأنتم منسجمون في أقوالكم، وإن قلتم «لا» فما الغاية من خلط ما لا يختلط؟!

نقلا عن الوطن المصرية

Exit mobile version