كيف تسعى إيران لإدارة خلايا المخدرات في سوريا؟
ملف كامل تحتله إيران ضمن قائمة منظمة الأمم المتحدة للمخدرات والجريمة يؤكد تورطها في أنشطة الاتجار بالمخدرات المتنوعة، كما تسعى إيران لإغراق المنطقة العربية بالمخدرات وذلك من أجل السيطرة على الحكومات والسياسات لتنفيذ أجندات إرهابية خاصة بها.
الموقع الجغرافي المميز للتهريب
الموقع الجغرافي لإيران وحدودها الشرقية المليئة بالثغرات والمداخل والمخارج الخفية، وتتشارك حدود إيران الشرقية مع أفغانستان التي توصف بأكبر منتج للمخدرات وخاصة مخدر الأفيون في العالم وتتشارك مع باكستان أيضًا، ومن هنا تحولت إيران إلى منفذ عبور رئيسي للمخدرات غير المشروعة في العالم عبر استخدام الطرق والممرات البحرية وغيرها لجلب المخدرات والمواد الكيميائية غير المشروعة من وإلى دول متنوعة.
كما أكد تقرير المخدرات العالمي الصادر عن الأمم المتحدة، استحواذ إيران على 74٪ من مضبوطات الأفيون في العالم، وكذلك 25٪ من مضبوطات الهيروين والمورفين منذ عام 2012، وتشير التقارير الحالية إلى ارتفاعات هائلة تنذر بمدى خطورة تلك القضية.
صناعة الكبتاغون
وصناعة الكبتاغون ليست جديدة في المنطقة، وتعد سوريا المصدر الأبرز لتلك المادة منذ ما قبل اندلاع الحرب عام 2011، إلا أن النزاع جعل تصنيعها أكثر رواجاً واستخداماً وتصديراً عن طريق الإيرانيين. ويتورط الحرس الثوري الإيراني بشكل رئيسي في قضية الاتجار بالمخدرات وتوزيعها داخل إيران وخارجها لتصبح محور اهتمام المجتمع الدولي، ولجأت إيران إلى نفى تلك القضية بخطابات وهمية توجهها إلى العالم تزعم فيها وقف عمليات التهريب وتشديد العقوبات على تجار المخدرات داخل أراضيها وتنفيذ عقوبة الإعدام لمدمني المخدرات لتغطية تجارتها الرائجة عبر الحدود حيث يجني النظام الإيراني أرباحا هائلة من الاتجار بالمخدرات لإمداد الأنشطة الإرهابية والمسلحة في بعض الدول.
كما أن تصنيع المخدرات وزراعة الحشيش في مناطق متنوعة في سوريا تسيطر عليها إيران والحرس الثوري أو الذراع المسلح الإيراني، ومواقع سبع معامل لتصنيع مخدر الكبتاغون -الاسم التجاري لمادة الفينثيالين ومن مشتقات مادة الأمفيتامين المخدرة والمنبهة للجهاز العصبي- وتسيطر إيران على أراض محددة لزراعة الحشيش بالتعاون بين الحرس الثوري الإيراني مع حزب الله.
خريطة تهريب وتصنيع المخدرات
مسار وخريطة تهريب وتصنيع المخدرات فيتم بالتعاون بين إيران وحزب الله حيث تحصل إيران على المخدرات عبر المناطق الحدودية مع لبنان بمحافظة ريف دمشق، وتخضع تلك المناطق لإشراف حزب الله اللبناني بشكل كامل، ويعد المورد الأهم والرئيسي للمخدرات إلى مناطق دير الزور حيث يتم نقلها خارج الأراضي السورية عبر العراق، وهو الأمر الذي دفع الميليشيات الإيرانية خلال الأشهر الماضية إلى تصنيع المزيد من المخدرات في دير الزور.