كيف تستعد إيران لمواجهة الغضب الشعبي؟
مع ورود أنباء عن إطلاق نار وقنابل مسيلة للدموع في بعض المدن اندلعت أول احتجاجات كبيرة هذا العام في إيران خلال عطلة نهاية الأسبوع. حيث خرج يوم الأحد أكثر من 25 احتجاجا في 17 مدينة على الأقل، وهو أعلى رقم منذ 5 ديسمبر الماضي.
أكبر موجة إضرابات
كما حددت شبكة “سكاي نيوز” البريطانية، خريطة موقع كل احتجاج مكون من 12 شخصًا أو أكثر منذ 16 سبتمبر. مع البيانات المقدمة من مشروع التهديدات الحرجة (CTP) في معهد أميركان إنتربرايز بدعم من معهد دراسة الحرب، كما حدثت إضرابات.
وقال سائق إيراني: “في كرمانشاه قلب كردستان شهدت 18 إضرابًا عامًا، منذ بداية الأسبوع الجاري”. حيث اندلعت الاحتجاجات والإضرابات مع استمرار الشعب الإيراني في المطالبة بتغيير واسع النطاق في البلاد. وبدأت المظاهرات بعد وفاة مهسا أميني التي قُتلت أثناء احتجازها بعد أن قالت الشرطة إنها كانت ترتدي حجابها (غطاء الرأس) “بشكل غير لائق”.
وذكرت وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان (HRANA) أن 519 متظاهرا لقوا حتفهم منذ 17 سبتمبر، وتشير أرقام المجموعة. التي نُشرت في 9 يناير، إلى أنه تم اعتقال ما يقرب من 20 ألف شخص وأن 111 “تحت التهديد الوشيك بعقوبة الإعدام”.
كما تأججت الاضطرابات المدنية يوم الأحد بسبب الغضب من إسقاط طائرة مدنية أوكرانية على يد الحرس الثوري الإسلامي (IRGC) قبل ثلاث سنوات، وتوفي كل من كانوا على متنها وعددهم 176 شخصا.
استعدادات حكومية
وبحسب الشبكة البريطانية، فإن النظام الإيراني يتوقع تصعيدا للاحتجاج، فعلى سبيل المثال. تم تركيب كاميرات الأسبوع الماضي في مدينة جافانرود غربي البلاد.
كما تجمعت قوات الأمن في المدينة قبل عطلة نهاية الأسبوع. ووقعت احتجاجات في المنطقة، وتظهر بعض مقاطع الفيديو حرائق في الشوارع.
حيث تم إعدام اثنين من المتظاهرين يوم السبت. ما قد يؤجج احتجاجات الأحد الكبيرة، وتم إعدام محمد مهدي كرامي وسيد محمد حسيني يوم السبت. وحكمت إيران عليهما بالإعدام لقتلهما أحد أفراد القوة شبه العسكرية.
الأمر الذي أثار إدانة من مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة الذي قال: إن عمليات الإعدام جاءت نتيجة “محاكمات جائرة تستند إلى اعترافات قسرية”. وأصبح الرجلان المتظاهرين الثالث والرابع اللذان تم تأكيد إعدامهما علناً بعد مقتل مجيد رضا رهنورد ومحسن شكر في شهر ديسمبر الماضي.
وبحسب الشبكة، فقد استمرت التوترات حول إعدام الرجال حتى أمس الاثنين. حيث قامت السلطات بإغلاق الطرق المؤدية إلى موقع الدفن. وأفادت التقارير بإطلاق النار على المعزين. وتظهر هذه اللقطات، التي أكدت سكاي نيوز أنها التقطت خارج المقبرة مباشرة، رجلاً يرتدي ملابس سوداء يطلق النار على سيارات يقودها إلى الموقع.