سياسة

كيف أثرت الحرب في غزة على الاقتصاد الإسرائيلي؟


منذ السابع من أكتوبر ومع بدء الحرب في قطاع غزة يعاني الداخل الإسرائيلي من أزمات متتالية، خاصة الجانب الاقتصادي، حيث عانى الاقتصاد من أزمات نتيجة للحرب التى دخلت شهرها السابع دون هوادة من جانب إسرائيل مع عناد حكومة نتنياهو لاستكمال الحرب. 

وتكبد الاقتصاد الإسرائيلي خسائر كبرى، كلفت احتياطياتها من النقد الأجنبي حوالي 5.6 مليارات دولار، ما دفع تل أبيب إلى البحث عن بدائل لتغطية عجز الموازنة المتوقع بلوغها 8 مليارات دولار خلال عام 2024.

تراجع احتياطي برغم الدعم  

منذ ما يقرب من شهر وافق الكونجرس الأمريكي على دعم إسرائيل ماديًا، ولكن في نفس الوقت أعلن البنك المركزي الإسرائيلي تراجع احتياطي النقد الأجنبي في البلاد نهاية أبريل حوالي 5.63 مليارات دولار، حيث وصل إلى 208 مليارات، كما تراجعت الاحتياطيات بحوالي 41% نسبة إلى الناتج المحلي الإجمالي؛ وهو ما تسبب في أزمات ارتفاع المعيشة داخل إسرائيل، فقد ارتفعت أغلب المنتجات في الداخل الإسرائيلي بنسب تزيد عن المعدل الطبيعي، كما أن الضرائب العامة ارتفعت في ظل الحرب التى تعتبر طويلة الأمد بالنسبة لإسرائيل. 

ارتفاع المعيشة يدفع للتوفير  

وكشف تقرير داخلي في إسرائيل عن أن ارتفاع تكاليف المعيشة داخل إسرائيل في خضم حرب غزة، دفع البعض إلى توفير آلاف الشواكل سنويًّا من خلال وقف هدر الطعام. حيث إن نحو ثلث الأغذية المنتجة في إسرائيل، والتي تبلغ قيمتها مليارات الشواكل، تذهب هباءً، وأن نصفها قابلة لإعادة الاستخدام، وهناك مؤسسات اجتماعية اختارت تقليل النفايات إلى الحد الأدنى. لمساعدة البلاد، والتأثير على الجمهور في ذات الوقت. 

وأفاد بأن المستهلكين في إسرائيل يهدرون ربع المنتجات الغذائية التي يتم شراؤها. كما يصل الإنفاق على استهلاك الغذاء في إسرائيل إلى نحو 18% من سلة الأسرة المتوسطة. 

و وفقًا للتقرير الخاص بإهدار الغذاء وإعادة استخدامه، الذي أعدته منظمات إسرائيلية. بالتعاون مع وزارة حماية البيئة و وزارة الصحة. فقد تم إهدار نحو 2.6 ملايين طن من الطعام في إسرائيل خلال عام 2022. 

وتصل تكلفة الغذاء المهدر إلى نحو 23.1 مليار شيكل. وكان نصفه تقريبًا صالحًا وآمنًا للأكل، وفي الأسابيع المقبلة، ستطلق إحدى الجمعيات الإسرائيلية مبادرة لتقليل الهدر. من بين أمور أخرى عن طريق قياس الطعام، وإجراء عمليات شراء ذكية. والاستفادة من الطعام، وتخزين الطعام بالطريقة المثلى، واستغلال الموجود والزائد. 

ويقول الباحث الاقتصادي علي الإدريسي: إن عام 2025 سيكون ضائعًا اقتصاديًا في إسرائيل. مع ارتفاع عجز الموازنة وهو ما سيفضي في النهاية إلى مزيد من التدهور في نسبة الدين العام مقارنة بالناتج المحلي، وربما مزيدًا من خفض التصنيف الائتماني لإسرائيل. خاصة وإن تكاليف الحرب كانت باهظة بشكل كبير. 

وأشار الإدريسي إلى أن الداخل الإسرائيلي بطبعه غير استهلاكي بنسبة كبيرة .ولكن مع الحرب بدأ في الاستهلاك خوفًا من المستقبل. وهو ما يشير إلى الحملات الكبرى التي تؤكد أن الأعوام المقبلة ستكون إسرائيل في أزمة بالرغم من الدعم الإسرائيلي.

ويرى الباحث السياسي مختار غباشي، أن إسرائيل ستعاني أكثر مما أُعلن عنه، خاصة وإن حركة حماس منذ بداية الحرب أعلنت أنها تريد تكبيد إسرائيل خسائر اقتصادية كبرى. وأن الوضع ما قبل الحرب لم يكن جيدًا؛ فحكومة نتنياهو نفسها في أزمة قبل الحرب اقتصادية.

وأشار غباشي إلى أن هناك توجه في إسرائيل إلى أن على نتنياهو الاستقالة والتقديم للمحاكمة نتيجة لأفعاله، كما أن اليمين الإسرائيلي أغرق إسرائيل والمستفاد هى حماس وحزب الله وإيران. ولذلك يريد نتنياهو استمرار الحرب حتى يحافظ على كرسيه.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى