كورونا إيران.. تقرير يكشف سيطرة الحرس الثوري الإيراني على عدة مستشفيات
سلطت شبكة إخبارية ناطقة بالفارسية من خارج إيران الضوء على تدخلات جهاز استخبارات مليشيا الحرس الثوري في ملف فيروس كورونا الجديد الذي انتشر داخل البلاد.
وحسب ما نقلت شبكة إيران واير، التي يديرها صحفيون من خلال الإنترنت في تقرير لها يومه الأحد، عن مصدر إذ وصفته بالمطلع(وقد رفض الكشف عن اسمه لدواعي أمنية)، بأن السلطات الإيرانية ليست لديها إحصاءات دقيقة تتعلق بالخسائر والإصابات الناجمة عن كورونا.
وقد أوضح المصدر المطلع بأن جهاز استخبارات الحرس الثوري يشرف على دفن ضحايا كورونا، وعلاج المصابين الجدد وكذلك منحهم تصاريح بالخروج من المراكز الطبية التابعة له في مختلف أنحاء إيران.
وأشار أيضا التقرير بأن الحرس الثوري الإيراني قد وجه الأمر لجميع الطواقم الطبية في مراكز الحجر الصحي للمصابين بفيروس كورونا أن يقدموا معلومات مفصلة عن المرضى، إلى جانب التنسيق مسبقا مع جهاز الاستخبارات قبل الإعلان عن وفيات جديدة. وقد أشارت إيران واير إلى أن أوامر استخبارات الحرس الثوري بهذا الخصوص قد استاء منها الأطباء المشرفين على متابعة المصابين بكورونا.
هذا وقد أكد أيضا المصدر المطلع بأن إيران لا تملك أرقام دقيقة وواضحة لأعداد المصابين وخسائر فيروس كورونا نظرا لعدة أسباب منها عدم وجود المرافق الطبية اللازمة لتحديد المصابين وحدوث أخطاء في تشخيص الحالات المصابة بالإنفلونزا العادية وفيروس كورونا الجديد خلال الأيام الأولى لانتشار العدوى.
إن مليشيا الحرس الثوري الإيراني قد أصبحت تسيطر على مستشفيات ومراكز طبية في عدة أقاليم داخل البلاد أهمها مستشفى بقية الله بالعاصمة طهران، ومستشفى جماران للقلب في مدينة قم (شمال إيران).
وقد أفادت أيضا إيران واير خلال تقرير حصري لها يوم الجمعة الماضي، بأن مليشيا الحرس الثوري الإيراني قد وجه التهديد للأطباء بالتعرض لعمليات انتقامية إذا ما تم الكشف عن معلومات لها علاقة بانتشار فيروس كورونا داخل البلاد.
وكانت قد التقت مجموعة من الأطباء مع نائب وزير الصحة الإيراني إيرج حريرجي في 22 فبراير الماضي، إذ جرى إبلاغه بأحدث ما توصلوا إليه بخصوص انتشار فيروس كورونا المستجد داخل العاصمة طهران والمدن الأخرى.
غير أنه وبعد انتهاء الاجتماع، قام الحرس الثوري بالتواصل مع الأطباء من خلال المكتب الأمني للوزارة، إذ حذرهم من تسريب أي معلومات تتعلق بالمناقشات التي شاركوا فيها، وقد قيل للأطباء أنه إذا ما جرى تسريب أي تفاصيل، سيعتبرون مسؤولين عن الأمر، وسيعاقبون على ذلك. لكن بالرغم من وجود تلك التهديدات، فإن المعلومات التي تلقتها إيران واير توضح أن الوضع حرج وأن الفيروس قد تفشى داخل البلاد، لاسيما في طهران.
وقد قام الأطباء بإبلاغ نائب وزير الصحة بتقديرهم للأنباء الرسمية والأرقام، حيث قالوا له بأن الأرقام التي قامت الحكومة بنشرها لا تتطابق البتة مع حقيقة الوضع، وفي هذا الصدد قال أحد الأطباء، حجب اسمه بسبب تهديدات الحرس الثوري، للشبكة الإيرانية بأن الإحصائيات التي نشرتها الحكومة ليس لها علاقة بالوضع الحقيقي، وإن أعداد الإصابات أكبر بكثير من التي أوردتها وسائل الإعلام.