سياسة

كواليس حريق الجليل الأعلى في إسرائيل بعد سقوط صاروخ من جنوب لبنان


منذ السابع من أكتوبر 2023، شهدت المنطقة تصاعدًا كبيرًا في التوترات العسكرية، حيث قام حزب الله اللبناني بتوجيه ضربات عسكرية تجاه إسرائيل، هذه التطورات جاءت في إطار الدعم العلني الذي أبداه حزب الله وحلفاؤه فيما تم تسميته بمحور المقاومة، وهم مجموعات مدعومة من ايران في مواجهة إسرائيل، لتتم ضربات من حزب الله متوسطة المدي مع الجيش الاسرائيلي.

وقد بدأت الهجمات من الجانب اللبناني بعد أيام من الهجوم، حيث استهدفت مقاتلو حزب الله مواقع عسكرية إسرائيلية في شمال البلاد، بما في ذلك مراكز مراقبة وقواعد عسكرية في مرتفعات الجولان ومنطقة الجليل، الهجمات كانت في معظمها باستخدام قذائف صاروخية ومدفعية دقيقة التوجيه، وتمكنت من إلحاق أضرار بمواقع عسكرية إسرائيلية، وأدت إلى سقوط عدد من الجرحى في صفوف الجيش الإسرائيلي.

ضربات وحرائق

وقد أعلن الجيش الإسرائيلي، رصده إطلاق نحو 55 صاروخًا من لبنان على الجليل الأعلى شمالًا، دون تسجيل إصابات، فيما قصف حزب الله قاعدة إسرائيلية جديدة، وقال – في بيان نشره على منصة “إكس”-: “إلحاقًا للإنذارات التي تم تفعيلها في منطقة الجليل الأعلى، تم رصد نحو 35 صاروخًا من الأراضي اللبنانية”.

وأشار الجيش الإسرائيلي، إلى “اعتراض بعض هذه الصواريخ، فيما سقط معظمها في مناطق مفتوحة، ولم يتم رصد أي إصابات”، وفق قوله.

وأضاف: “عقب الإنذارات التي تم تفعيلها عند الساعة 8:17 في منطقة الجليل، رُصد نحو 20 صاروخًا من لبنان، تم اعتراض بعضها وسقط الباقي في مناطق مفتوحة، دون وقوع إصابات”.

من جانبها، قالت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية: “أطلق حزب الله صباح اليوم خلال دقائق معدودة نحو 20 صاروخًا على مدينة صفد، وكذلك على قرية عقبرة الواقعة في الجزء الجنوبي من المدينة”.

ضربات متتالية

وكشف “حزب الله” الخميس عن شنّه عددا من الهجمات على مواقع عسكرية في شمال إسرائيل منها “بأسراب من الطائرات الانقضاضية”.

من جانبه، قال الجيش الإسرائيلي: إنه رصد نحو “15 مقذوفًا أطلقت من لبنان إلى الأراضي الاسرائيلية”، مضيفًا أن بعضها “تم اعتراضه” من دون “الإبلاغ عن إصابات”.

وأفاد كذلك عن اعتراض “هدف جوي مشبوه” وعن “سقوط عدة مسيرات محملة بالمتفجرات” في شمال إسرائيل.

وقتل شاب وطفل شقيقان الأربعاء بغارة إسرائيلية “على دراجة نارية في بلدة البياضة” في جنوب لبنان، وفق وزارة الصحة اللبنانية، وكان حزب الله قد نعى أيضا اثنين من مقاتليه.

ومنذ بدء التصعيد، قتل 622 شخصًا على الأقل في لبنان، معظمهم مقاتلون في حزب الله و142 مدنياً على الأقل، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند الى بيانات رسمية ونعي “حزب الله” ومجموعات أخرى.

ويقول المحلل السياسي طوني حبيب: إن الصراع بين حزب الله وإسرائيل بدأ يأخذ أبعادًا أكثر تعقيدًا مقارنة مع الحروب السابقة، نظرًا للأوضاع الإقليمية والدولية، خاصة فيما بعد مقتل فؤاد شكر، وعملية الاغتيال التي تمت من قبل إسرائيل، وحزب الله لا يسعى حاليًا إلى حرب شاملة مع إسرائيل، لكنه في الوقت نفسه لن يتردد في الرد على أي استفزاز أو هجوم إسرائيلي على الأراضي اللبنانية، حزب الله يمتلك ترسانة عسكرية متقدمة تشمل الصواريخ الدقيقة التي يمكن أن تصل إلى عمق إسرائيل، لكنه يحافظ على سياسة ضبط النفس إلى حد ما، مفضلًا التصعيد المحسوب بدلاً من الانجرار إلى حرب واسعة.

وأضاف حبيب إن ضربات الحزب في الوقت الحالي باتت مؤثرة على إسرائيل أكثر مما تفعله حركة حماس، وبالتالي الرد الإسرائيلي يأتي من حين لآخر ، ولكن في ظل ما تشهده إسرائيل حالياً من أزمات داخلياً، فقد نرى أن الرد الإسرائيلي قد يتأخر وستكون ضربات متوسطة المدى.

تابعونا على
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى