“كما تدين تُدان” يا قطر


كم دعمت وكم دفعت وكم خسرت من أموالها مئات المليارات خلال عقدين من الآن دعما لكل ما يخدم دمار المنطقة العربية.

واستخدمت في سبيل هذا الفعل المشين كافة أدواتها منها قنواتها الإعلامية، حيث عملت الجزيرة القطرية على تمجيد القاعدة الإرهابية، ورموزها، والإخوان الإرهابيين، لدرجة أنها كانت تنشر مقاطع لهم، وبنفس الوقت استقطب النظام القطري رموز الإخوان في أراضيها متزامنة مع ما يعرف بالربيع العربي.

وكانت قطر الداعم الأكبر لهذا المشروع الأخطر على منطقتنا العربية، ولم يكتف النظام بقطر باشتراكه الهادم في هذا المشروع بل ساهم في دعم أخطر مشروعين في المنطقة العربية، المشروع التركي والمشروع الإيراني.

إذ سخرت قطر أموالها وإعلامها في سبيل شق الصف العربي، ودعم الفتن والفوضى والحروب الأهلية في بعض الدول العربية، حيث صرف النظام القطري خلال عقدين مئات المليارات دعما لمشاريع خراب وفتن وفوضى، بدلا من أن تستخدم هذه الأموال في دعم الدول العربية ذات الاقتصاد الضعيف أو المتوسط عبر فتح مشاريع تنموية من مصانع واستثمارات تعود بالخير لهذه الشعوب.

وهذه المشاريع كانت سترفع من شأن هذه الدولة وأصبحت تلقى بمحبة ملايين الشعوب العربية، إلا أن ما حدث هو العكس إذ صرفت قطر هذه الأموال الطائلة في خلق فوضى وحروب أهلية لا نهاية لها في الدول العربية، فخسرت قطر مرتين.

الأولى: خسارة هذه الأموال الطائلة والتي ذهبت أدراج الرياح، والخسارة الثانية: فشل مشروعها بدعم الإخوان الإرهابيين وباتت مكروهة من هذه الدول والشعوب.

التاريخ يعيد نفسه الآن في قطر، إذ انتقل مايسمى بالربيع العربي إلى داخل قطر نفسها خاصة مع أخبار تفيد عن انقلاب قبل أيام، وأيضا تجدد إطلاق النار وحملة اعتقالات تطال أشخاصا من أسرة آل ثاني، وحتى الآن هناك تكتم كبير من قبل النظام القطري في نشر ما يدور من الداخل وهذا التصعيد الجديد يؤكد دون أدنى شك أن هناك صراعا كبيرا وانقساما أكبر داخل الأسرة الحاكمة في قطر.

وفي ذات الوقت تتوالى الخسائر السياسية والاقتصادية، حيث انخفض بشكل واضح تصنيف صندوق قطر السيادي، وذلك نظير السحب المتواصل، حتى أسعار الغاز التي تشكل المصدر الأول لدخل قطر هبطت إلى القاع، وتقلص هامش الربحية وبنفس الوقت زادت المصاريف الهائلة من التي دفعت في ما تدعيه قطر أنه صفقات السلاح، ومن دعم مباشر كبير بأكثر من 25 مليار دولار للنظام التركي على شكل استثمارات وغيرها، ناهيك عن التكلفة الضخمة لمشاريع البنية التحتية للملاعب والفنادق السياحية لتكون جاهزة لاستضافة كأس العالم.

وتكاليف القواعد العسكرية الأمريكية والتركية والتي يدفعها النظام القطري، كل ذلك أدى لانقسام كبير في الداخل القطري، ومن هنا نستنتج أن بضاعة قطر ردت إليها، كل ما فعلته من دعم لمشاريع الخراب ودعم الجماعات الإرهابية، وما تسببت به من خسائر في الدول العربية، انتقل الآن إلى قطر لتشرب من نفس الكأس الذي أذاقته لكثير من شعوب الدول العربية.

وبالمقابل تعيش الدول الأربعة السعودية والإمارات ومصر والبحرين في أحسن حال، لنجد أيضا أن المقاطعة من قبل الدول الأربعة المكافحة للإرهاب قد أتت أكلها بالفعل.

نقلا عن العين الإخبارية

Exit mobile version