كعادتها.. قطر تخرج عن الإجماع العربي وتدعم تركيا في تدخلها بليبيا
قامت قطر مجددا بالتخلف عن الإجماع العربي، حيث اصطفت بجانب دولة أجنبية ألا وهي تركيا والتي تسعى جاهدة إلى التدخل العسكري في ليبيا، رغم ما يمثله ذلك من خطر على ليبيا والأمن القومي العربي.
وفي بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية قنا، يومه الجمعة، فقد أعربت وزارة الخارجية القطرية عن استغرابها لبيان الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، بخصوص رفضه للتدخلات العسكرية غير العربية في ليبيا.
وذكرت أيضا: إنها تلقت بكثير من الاستغراب والدهشة تخصيص الأمين العام لجامعة الدول العربية التدخلات العسكرية غير العربية في ليبيا بالرفض. هذا الموقف القطري يثير مجموعة من التساؤلات بشأن خضوع السياسة القطرية الخارجية للنظام التركي.
ومن جهتها، فقد أصدرت الجامعة العربية بيانا في أعقاب اجتماعها الطارئ في القاهرة، يومه الثلاثاء الماضي، حيث أكدت فيه رفضها لكل التدخلات الخارجية في ليبيا أيا كان مصدره. مؤكدة بأن التصعيد العسكري في ليبيا يهدد أمن واستقرار المنطقة ككل بما فيها البحر المتوسط، وذلك في إشارة واضحة إلى تركيا.
غير أن قطر لم تستغرب التدخل العسكري التركي في ليبيا، بالرغم من المخاطر التي ينطوي إليها، حيث يتم في ظل معارضة البرلمان والجيش في ليبيا، ولا يحظى سوى بموافقة حكومة فايز السراج التي تسيطر عليها ميليشيات طرابلس.
وقد أبرم الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ورئيس حكومة طرابلس،فايز السراج، في نوفمبر الماضي اتفاقا، حيث يسمح عمليا لأنقرة التدخل العسكري في ليبيا عبر نشر جنود ومرتزقة هناك، وهذا الأمر قد تم رفضه من طرف ليبيا ودول عربية ودولية بشكل واسع.
وقد خالف النظام القطري الإجماع العربي في أكتوبر الماضي، إذ أعلن دعمه للاجتياح التركي لشمال شرقي سوريا، وقد جاء هذا الموقف القطري بالرغم من الإجماع العربي على إدانة التدخل العسكري التركي الذي وصفته الجامعة العربية ودول عربية وأجنبية كثيرة بالاعتداء الصارخ على سيادة الأراضي السورية.
كما لم يراع الموقف القطري أيضا موقف الكثير من المنظمات الحقوقية الدولية والتي أكدت بدورها أن ما تقوم به تركيا يعد انتهاك للقانون الدولي، وتعدٍّ واضح على سيادة الدول. وقد خالفت أيضا قطر الإجماع العربي، وفي قلب الجامعة العربية، عندما أشاد مسؤول قطري بإيران، على الرغم من أن الأخيرة تعمل بلا كلل على زعزعة أمن دول المنطقة واستقرارها.