قنبلة التناسل في اليابان.. أكبر انخفاض طبيعي للسكان في التاريخ


عانت اليابان، خلال السنة الجارية، من أكبر انخفاض طبيعي للسكان في التاريخ، حيث سجلت انخفاضا قياسيا في معدل المواليد، إذ انخفض عدد الأطفال الجدد في 2018 إلى 921 ألف، وهو أدنى معدل منذ بدء عملية التسجيل عام 1899، بحسب ما أظهرت الإحصائيات الحكومية.

وتشير التقديرات إلى أن عدد المواليد تقلص بما يعادل 25 ألف طفل مقارنة مع عام 2017.

ووفقا لتقرير نشرته وزارة الصحة اليابانية، فإن معدل الوفيات بلغ أيضا رقما قياسيا في 2018، بعد تسجيل مليون و369 ألف حالة وفاة، وهو رقم لم تشهده البلاد منذ فترة الحرب العالمية، وبذلك فإن اليابان شهدت أكبر انخفاض طبيعي للسكان بلغ 448 ألف.

وتعاني البلد الآسيوية أيضا من ارتفاع في معدل أعمار سكانها، حيث يبلغ معدل اليابانيين كبار السن الذين تتجاوز أعمارهم 65 عاما، نسبة 28% من التعداد السكاني للبلاد، وتتنبأ الحسابات بأن عدد السكان في اليابان سينخفض من أكثر من 120 مليون نسمة حاليا، إلى أقل من 88 مليون نسمة بحلول 2065.

وتشير البيانات الجديدة إلى أن ذلك الاتجاه من تراجع عدد المواليد ليس قابلا للتغير سريعا. بينما يشير خبراء ديمغرافيون إلى انحسار رغبة (وقدرة) الأجيال الأصغر سنا على تكوين أسر جديدة، إلى جانب انخفاض معدلات الهجرة، باعتبارها من الأسباب الرئيسية لهذا الانخفاض.

وعام 2016، أجرت شركة أبحاث يابانية، دراسة وجدت خلالها أن ما يقرب من 70٪ من الرجال اليابانيين غير المتزوجين و60٪ من النساء اليابانيات غير المتزوجات لا يدخلن بعلاقات جنسية، رغم أن الغالبية العظمى تدعي أنها تريد الزواج في نهاية المطاف.

وتقول ماري برينتون، وهي عالمة اجتماع في جامعة هارفارد، إن ثقافة العمل في اليابان غالبا ما تستولي على ساعات طويلة على حساب حياة اجتماعية نشطة وذلك منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وقد تفاقمت الظاهرة مع دخول المزيد من النساء إلى سوق العمل، حيث بات كلا الجنسين يجد صعوبة في تكوين أسرة.

Exit mobile version