سياسة

قمة العلا.. والتضامن الخليجي


أبدأ بما غرد به صاحب السمو الشيخ نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله».

«في 1981.. قبل أربعين عاماً من اليوم استضاف والدنا ومؤسس دولتنا الشيخ زايد أول قمة في أبوظبي مع إخوانه قادة دول المجلس رحمهم الله جميعاً.. مسيرة التعاون هو إرث هؤلاء القادة لشعوبهم.. واليوم تتعزز المسيرة.. وتترسخ الأخوة.. وتتجدد روح التعاون لمصلحة شعوبنا»، هكذا مضى على تأسيس مجلس التعاون أكثر من أربعة عقود من مواجهة التحديات، وكان أعظمها الحرب العراقية-الإيرانية، وتلتها غزو العراق للكويت، ثم الغزو الأمريكي للعراق، وأخيراً الأزمة القطرية.

وفي كل تحدٍ تخرج هذه المنظمة الإقليمية أكثر صلابة من ذي قبل، وهي علامة مميزة ودالة على قوة هذا الصرح من قادة مهرة عبروا «بمحمل الخير» عباب بحار الأزمات التي نجح فيها المجلس للوصول إلى بر الأمان.

القمة الحادية والأربعون، فارقة ومفصلية مقارنة بكل القمم الماضية، وجدولة أعمالها كلمة واحدة لا شيء غير «المصالحة»، التي أخذت من المرحوم الشيخ صباح الأحمد سنوات عمره الأخيرة، ولم يفارق هذه الدنيا حتى سلم هذه الأمانة بيد أمير الكويت الشيخ نواف.

وقبل أسابيع من انعقاد هذه القمة، تسلمت الشقيقة الكبرى للخليج ملف المصالحة من أمير الكويت نيابة عن الدول الأربع للتداول في هذه القمة الاستثنائية، وإن كانت دورية في حلقاتها.

وقد بدأنا نلتقط أنباء هذه المصالحة منذ أوائل شهر ديسمبر 2020، عندما نشرت وكالة «بلومبيرج»: بأن السعودية وقطر تقتربان من اتفاق مبدئي لحل الأزمة بينهما، ويتضمن إعادة فتح الحدود الجوية والبرية.

وقد أكد الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح، وزير الخارجية الكويتي أنه في إطار الجهود التصالحية التي قادها الأمير الراحل واستمراراً لجهود سمو الأمير نواف والرئيس الأمريكي لحل الأزمة الخليجية، جرت مباحثات مثمرة أكد فيها كل الأطراف أهمية الجهود لحل الأزمة وتحقيق ما تصبو إليه شعوب دول المنطقة. كما وجه وزير الخارجية الكويتي الشكر لجاريد كوشنر على الجهود القيمة التي بذلها مؤخراً في هذا الصدد.

واستقبلت الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية هذه الخطوة التصالحية، بالترحيب بالبيان الصادر من وزير خارجية دولة الكويت والمتعلق بتعزيز التضامن والاستقرار الخليجي والعربي وصولاً إلى اتفاق نهائي يحقق ما تصبو إليه الدول من تضامن دائم وتحقيق ما فيه من خير لشعوبها.

صدى قمة العلا تخطى البعد الإقليمي إلى الدولي، وقد أوردت السفارة الصينية لدى دولة الكويت بـ«تويتر»: ننظر بسرور إلى البيان الذي أدلى به معالي وزير الخارجية الكويتي، إذ إنه في إطار الجهود المستمرة التي بذلها الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد الصباح، والجهود التي بذلها صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد الصباح، تم تحقيق تقدم مثمر يصب في صالح المصالحة الخليجية. الصين تدعم دائماً التضامن بين الأشقاء الخليجيين، لما فيه من منفعة لسلام المنطقة واستقرارها وخير لشعوبها. ونقدر عالياً وسنواصل دعم دور الوساطة الذي تلعبه الكويت لتحقيق هذا الهدف السامي.

أثبتت قمة «صباح وقابوس» رحمهما الله، أن البيت الخليجي لا يزال متوحداً، وأن «محمل الخير» قادر على عبور محيطات الأزمات العابرة والتحديات، التي تتكسر على أمواج الخليج. 

نقلا عن الاتحاد الإماراتية

تابعونا على

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى