قمة إيغاد تكسر الجفاء بين البرهان وحميدتي
نجحت قمة الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق أفريقيا (إيغاد) التي تشارك في جهود الوساطة لإنهاء الحرب في السودان في تحقيق اختراق بالحصول على التزام من الجيش السوداني و قوات الدعم السريع بتنفيذ وقف لإطلاق النار وإجراء حوار سياسي يهدف إلى حل الصراع.
ويأتي هذا التطور بعد أن اضطر عبدالفتاح البرهان قائد القوات المسحلة إلى الجلوس على طاولة المفاوضات المباشرة، في وقت يشير فيه الوضع على الميدان إلى تتالي خسائره وفقدانه السيطرة على أغلب مقرات الجيش مقابل تحقيق قوات الدعم السريع للعديد من المكاسب الميدانية.
ولغّم البرهان الجولات السابقة من مفاوضات جدة بشروط وصفت بـ”التعجيزية”، ما أدى إلى تقويض الجهود الدبلوماسية وقف الحرب التي دمرت العاصمة الخرطوم وأثارت موجات من القتل على أساس عرقي.
وذكرت إيغاد في بيان أن رئيسها الحالي اتفق مع قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان خلال محادثات في جيبوتي السبت على عقد اجتماع مباشر مع قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي“.
وقال ألكسيس محمد، مستشار رئيس جيبوتي، إن البرهان وحميدتي قبلا مبدأ الاجتماع خلال 15 يوما من أجل تمهيد الطريق لسلسلة من إجراءات بناء الثقة بين الطرفين تؤدي إلى إطلاق عملية سياسية.
وفي وقت سابق اتهم البرهان في خطاب ألقاه أمام اجتماع جيبوتي قوات الدعم السريع بشن هجمات همجية، لكنه قال إن الجيش لم يغلق الباب أمام التوصل إلى حل سلمي.
وألقى حميدتي كلمة عن بعد أمام اجتماع إيغاد حمَل فيها الموالين للرئيس السابق عمر البشير الذين يتمتعون بنفوذ داخل الجيش مسؤولية اندلاع هذه الحرب ودعا إلى إصلاح الجيش وتشكيل حكومة مدنية.
وإيغاد منظمة حكومية إفريقية شبه إقليمية تأسست عام 1996، تتخذ من جيبوتي مقرا لها، وتضم دولا من شرق إفريقيا هي إثيوبيا وكينيا وأوغندا والصومال وجيبوتي وإريتريا والسودان وجنوب السودان.
واندلعت الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع بسبب خطة مدعومة دوليا لدمج القوات شبه العسكرية في الجيش وإطلاق عملية انتقالية تفضي إلى إجراء الانتخابات.
وتقاسم الجنرالان السلطة بعد الإطاحة بالبشير خلال انتفاضة شعبية في عام 2019. وقبل قتالهما نفذا معا انقلابا في عام 2021 أنهى جهودا من أجل دفع السودان نحو الديمقراطية.
وقالت الولايات المتحدة الجمعة إنها توصلت رسميا إلى أن طرفي الصراع ارتكبا جرائم حرب وردت قوات الدعم السريع على ذلك في بيان نفت فيه قيامها بعمليات تطهير عرقي في دارفور، كما نفت مسؤوليتها عن وقائع العنف الجنسي. ونفى الجيش أيضا الاتهامات الموجهة إليه.
وتعثرت مرارا محادثات غير مباشرة بين الجيش وقوات الدعم السريع بوساطة من السعودية والولايات المتحدة وكان آخرها الأسبوع الماضي، في ظل مواصلة الجانبين حملاتهما العسكرية.