سياسة

قطر.. والتحريض


صرح وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن مؤخرا بأن “المفاوضات مع ⁧‫السعودية⁩ توقفت دون سابق إنذار، ونرحب بكل جهد يسعى لحل الأزمة في ‫الخليج، ويدعو دول الشرق الأوسط إلى اتفاق أمني مشترك قائم على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها، وقطر لم تدعم أبدا أي مجموعات إرهابية في سوريا، ودعمنا كان للشعب السوري من خلال المنظمات الإنسانية، ودعم المعارضة السورية في وقت ما كان جهدا جماعيا قامت به مجموعة من الدول، موقف قطر ثابت من أي مجموعات جهادية وندين كل عمل إرهابي”، مما سبق يبدو لي أن احتمالات إتمام المصالحة، وإن غلبت التمنيات في عودة قطر إلى محيطها الخليجي كعضو فاعل وليس مدمرا ما زالت مستمرة، لكن التمنيات شيء والواقع شيء آخر، فمن يتابع المشهد القطري حاليا بعمق يدرك أن لا شيء حقيقيا يحمل أي بوادر تغيير في النهج السياسي القطري، وأن أدواتها وأذرعها ومرتزقتها ما زالت فاعلة في التحريض وفي تذكية روح الانقسام والفرقة والعدائية مع جيرانها، فقطر تعتقد وترى أن أبواقها الإعلامية وأموالها وليس تغيير سلوكها، قادرة على إنقاذها من أزمتها التي تواجهها وحدها.

المؤكد لي أيضا أن قطر لم يكن هدفها من هذه المفاوضات سوى إضعاف جبهة المقاطعة ضدها وتفريقها إلى أن تصل إلى حلول ناجعة ترضي غرورها، لهذا نجدها تكابر وتناور وتراوغ لأنها تريد اتفاقا مثل الاتفاقيات السابقة التي وقعتها ولم تلتزم بها، وتريد اتفاقا بدون ضمانات ملموسة، لا سيما أن من يحكمها تنظيم يفضل الموت على أن يعترف بالخطأ الذي ارتكبه في حق شعبها والعرب والمسلمين، وأنها تريد اتفاقا يحقق مصالحها المرحلية منها الحصول على منفذ بري يساعدها في تنظيم كأس العالم بنجاح لتعود من بعده إلى أسلوبها القديم دون أي اعتبارات سياسية أو استراتيجية أو قيم أخلاقية، وهي تعكس مدى الرعونة والصلف والاستهتار الذي بلغته حكومة قطر بالاتفاقيات، وأنها تعيش واقعا عمليا لا يسمح لها بأن تملك من “السيادة” المزعومة إلا اسمها. 

حكومة الموز القطرية تغرد خارج السرب العربي، مسلوبة الإرادة وغير مستقرة سياسيا وعقليا، وليس لها ثقل سياسي دولي، تعتمد فقط على مالها والرشاوى لتحقيق غايتها، محكومة بمجموعة صغيرة ثرية وفاسدة، وتحيط نفسها بمجموعة من الأبواق المرتزقة والإرهابيين، أحلامها أكبر من واقعها، مجرد دمية في يد قوى عظمى ودول ومشاريع استعمارية وشيطانية كبرى في المنطقة، بعدما قدمت أراضيها وأموالها لهذه المشاريع والدول، وحولت شوارع عاصمتها إلى ثكنات عسكرية تركية وأجنبية للاحتماء بهذه القوات من أي ثورات شعبية أو الانقلاب ضدها، هذا هو الوصف اللائق بعصابة الدوحة. 

حكومة قطر لم تترك بابا للشر إلا وطرقته، فبعد التقارب العلني مع إيران والقبول بسيادة إيران على حقل غاز الشمال والدعم غير المحدود لنظام الملالي الشرير فضحت وسائل الإعلام الإسرائيلية التذلل القطري للجانب الإسرائيلي من أجل إبرام اتفاقيات سرية في عدة مجالات بين الجانبين أغلبها تصب في خدمة إسرائيل، كما أنها فتحت خزائنها وأراضيها للسلطان العثماني الواهم أردوغان وأبرمت معه اتفاقيات تدل على أنها مجرد ممول وصراف للمشروع التركي الاستعماري ومشاريع دمار وتفتيت المنطقة وخراب الشرق الأوسط، وهي من يقوم بهذه الحروب والصراعات ويدفع بالبشر إلى إبادة بعضهم كفرض واجب عليها ستحاسب وتعاقب عليه إن تركته.

نقلا عن العين الإخبارية

تابعونا على

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى