سياسة

قطر تغرق في مستنقع الفساد الرياضي


إلى جانب دعم الإرهاب والكيانات التابعة له، في السنوات الأخيرة، ارتبط اسم قطر بجرائم من نوع آخر، حيث باتت علامة مسجلة، في الفساد الرياضي، وأصبحت أي قضية أو شبهة تتعلق بالفساد في عالم الرياضة، مرتبطة ومقترنة باسم الإمارة الصغيرة.

ملف الفساد الرياضي القطري ظهر جليا في ملف استضافة كأس العالم 2022، إضافة إلى نادي باريس سان جيرمان الفرنسي المملوك للقطري ناصر الخليفي الذي أسهم في إبراز السمعة الجديدة لقطر.

وثمة ألعاب أخرى كانت ضحية للفساد القطري، منها كرة السلة الأمريكية اللعبة الأشهر في الولايات المتحدة والأكثر شعبية هناك، بجانب رياضة ألعاب القوى التي لم تسلم أيضا من ألاعيب الدوحة.

وفيما يلي تفاصيل كل واحدة على حدى:

1 استضافة كأس العالم 

الملف القطري لاستضافة النسخة المقبلة لكأس العالم، فتح الباب أمام العالم ليعكس وبقوة الفساد المتفشي في الدوحة، حيث بالرغم من مرور أكثر من 10 سنوات على فوز قطر بتنظيم المونديال، إلا أن الاتهامات بالفساد والرشاوي لا تزال مستمرة من معظم دول العالم، خاصة إنجلترا والولايات المتحدة، أبرز منافسيها آنذاك.

العديد من المسؤولين الحاليين والسابقين في مجال كرة القدم، طالبوا بضرورة تدارك الخطأ وسحب تنظيم كأس العالم من قطر، ولعل آخرهم السويسري جوزيف بلاتر الرئيس السابق لاتحاد اللعبة، والفرنسي ميشيل بلاتيني الرئيس السابق للاتحاد الأوروبي للعبة.

ورغم أن بلاتيني اعترف بنفسه مرارًا وتكرارًا علنًا أنه صوت لصالح قطر في سباق تنظيم المونديال، إلا أنه قام بتغيير موقفه ودعا لسحبه من الدوحة بسبب الأدلة الجديدة التي وجدتها جهات التحقيق الأمريكية، التي تؤكد استخدام قطر للرشاوي نظير الظفر بتنظيم الحدث المرتقب.

السويسري سيب بلاتر الرئيس السابق للاتحاد الدولي لكرة القدم أيضا طالب مرارا وتكرارا بتصحيح خطأ اختيار قطر لتنظيم كأس العالم، وأوضح في تصريحات صحفية أنه من الممكن سحب البطولة منها بعد مراجعة الأمر برمته من جانب وزارة العدل الأمريكية.

ووفقا لتصريحات بلاتر، فإن كأس العالم يمكن أن تلعب في إنجلترا أو ألمانيا أو اليابان دون الحاجة لوقت للتحضير رغم تبقي عامين فقط على انطلاق المسابقة. 

والأمر لا يتعلق بالرشى خارجيا فقط، بل داخليا لم تهتم الدوحة بالعمال في مناطق إنشاءات ملاعب المونديال، حيث مات العشرات منهم، بسبب الإهمال والظروف غير الآدمية، بينما عاني معظمهم من صعوبات عدة على مدار السنوات الماضية. 

وكانت الصحف العالمية رصدت عشرات الوفيات في الملاعب القطرية، وعدم قيام السلطات القطرية بفحص الجثث بعد الوفاة لتحديد السبب بشكل دقيق.

ظروف العمل غير الآدمية تجلت بوضوح في انخفاض رواتب العمال بشكل ملحوظ والتي تقدر بـ158 جنيها إسترلينيا رغم العمل في طقس حار يصل إلى 49 درجة مئوية.

2 فساد ألعاب القوى

قطر استضافت منافسات بطولة العالم لألعاب القوى بين يومي 27 سبتمبر و6 أكتوبر من العام الماضي، لكنها تعرضت لانتقادات لاذعة من جانب السلطات القضائية الفرنسية.

القضاء الفرنسي اتهم قطر بدفع نحو 3.5 مليون دولار في عام 2011 بواسطة شركة استثمارات رياضية مرتبطة بشقيق ناصر الخليفي مالك باريس سان جيرمان، لصالح شركة تسويق رياضية يديرها بابا ماساتا دياك نجل الرئيس السابق للاتحاد الدولي لألعاب القوى.

وتشير التقارير إلى أن عملية تحويل المبلغ تمت قبل 4 أيام فقط من التصويت لصالح الدولة المستضيفة لبطولة العالم 2017، قبل أن تخسر الدوحة السباق لصالح العاصمة البريطانية لندن.

وبعد 3 سنوات فقط، عادت قطر لتفوز بحق استضافة الحدث الأضخم في رياضة ألعاب القوى.

3 حقوق البث

في أبريل من العام الحالي، حدد القضاء السويسري شهر سبتمبر المقبل لمحاكمة القطري ناصر الخليفي بجانب جيرو فالكه الأمين العام السابق للاتحاد الدولي لكرة القدم، في قضية فساد مرتبطة بحقوق بث المباريات.

الخليفي رئيس مجموعة قنوات بي إن سبورتس القطرية، متهم بتقديم رشى لجيروم فالكه، بهدف تأمين حقوق البث التلفزيوني وخاصة مباريات كأس العالم نسختي 2026 و2030، والتي تحتكرها قنواته في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

الامتيازات التي منحها الخليفي لمسؤول الفيفا السابق، تضمنت أيضا شقة فاخرة في جزيرة إيطالية بجانب مبالغ مالية طائلة، وفقا لتقارير صحفية.

4 اتحاد السلة الأمريكي  Big3

امتد الفساد القطري لمحاولة الإضرار بكرة السلة الأمريكية، عبر بعض ممثلي الدوحة هناك.

الدوحة حاولت مؤخرا السيطرة على اللعبة الأشهر في أمريكا، عن طريق إغداق اتحادها بملايين الدولارات، لكنها فشلت في إملاء شروطها، لتبدأ مسلسلا عقابيا لتدمير اللعبة.

التقارير أشارت في وقت سابق، إلى أن قطر حاولت عبر بعض مستثمريها السيطرة على اتحاد كرة السلة Big3 الذي أسسه الممثل والفنان آيس كيوب وشريكه جيف كواتينيت، ولكن اتضح غرضها بعد فترة، ليصل الأمر مؤخرا إلى القضاء.

ومؤخرا، تلقت المحكمة العليا لولاية نيويورك، دعوى جديدة تتضمن اتهاما لقطر بشكل مباشر، عبر مكتب محاماة كوين إيمانويل أوركهارت آند سوليفان، بالتجسس على اتحاد كرة السلة وخدمة مصالحها والعائلة المالكة على حساب اللعبة.

وأعد موقع above the law الأمريكي تقريرا بخصوص الدعوى القضائية ضد قطر، التي تضمنت اتهاما لها لمحاولة إنشاء اتحاد موازي لـ Big3 في محاولة لتدمير اللعبة، عبر لاعب كرة السلة روجر ميسون جونيور.

جونيور كان مفوضا لاتحاد كرة السلة خلال وقت سابق، قبل طرده بسبب استغلاله من جانب العملاء القطريين في محاولة تدمير اللعبة، بعد فشل محاولات السيطرة عليها في السنوات الماضية، حسب المصدر.

ووفقا لما ذكره اتحاد كرة السلة، فإن العلاقة بين محاميه ومكتب كوين إيمانويل، سمحت للأخير بالتسلل إلى فريقه القانوني لتشتيت تركيزهم بعيدا عن العلاقة التي تربط بين الحكومة القطرية وميسون جونيور.

اتهامات اتحاد السلة لقطر لم تتوقف عند هذا الحد، بل امتد الأمر لاتهام الدوحة بالتورط في دفع عشرات الملايين من الدولارات لمكتب المحاماة سنويا، وهي أموال متعلقة بأعمال خاصة بتنظيم كأس العالم 2022.

كما تلقى كوين إيمانويل نفسه، اتهاما صريحا من جانب اتحاد السلة بأنه “جاسوس وعميل وخائن وكشف كافة أسرار اتحاد كرة السلة لقطر وساعدها بمعلومات استخباراتية”.

5 باريس سان جيرمان

لطالما كان باريس سان جيرمان المملوك للقطري ناصر الخليفي، مصدرا للجدل والأزمات في القارة الأوروبية على مدار السنوات القليلة الماضية.

ويمكن القول إن باريس أسهم بالدور الأكبر في تضخم أسعار لاعبي كرة القدم خلال آخر 3 سنوات بالتحديد، ووضع كافة الأندية في مأزق بعد سلسلة من التعاقدات الضخمة التي لم تقدم ما يشفع لها حتى الآن، خاصة على الصعيد القاري.

المشروع القطري فشل بشكل ذريع في تحقيق هدفه الأسمى بالتتويج بلقب دوري أبطال أوروبا، بل إن الفريق لم يتمكن حتى من اجتياز الدور ربع النهائي مطلقا، رغم الإنفاق ببذخ لتدعيم صفوفه على كافة الأصعدة.

وأبرم باريس صفقتين هما الأغلى في تاريخ سوق الانتقالات، بتعاقده مع البرازيلي نيمار دا سيلفا قادما من برشلونة مقابل 222 مليون يورو، والفرنسي الشاب كيليان مبابي من موناكو في صفقة بلغت قيمتها 180 مليونا.

تعاقدات باريس وعلى رأسها نيمار ومبابي، وضعت النادي الفرنسي بإدارته القطرية في وجه مدفع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، بعد اتهامه بخرق قواعد اللعب المالي النظيف.

وحاول الخليفي وشركاه التحايل على قوانين اليويفا، بالحصول على عقود رعاية بمبالغ فلكية من شركات قطرية، لتغطية تكاليف الصفقات الضخمة التي يبرمها النادي، لكن افتضح أمرهم في تقرير نشرته صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية.

6 مالاجا الإسباني

الفساد القطري امتدت جذوره صوب إسبانيا وتحديدا دوري الدرجة الثانية عبر بوابة نادي مالاجا الذي انتقلت ملكيته للقطري عبدالله آل ثاني، الذي تلقى اتهامات عدة من بينها الفساد.

مالاجا كان ضمن الكبار في دوري الدرجة الأولى الإسبانية لا ليجا، ولكن مع استمرار التخبط الإداري تحت قيادة آل ثاني، هبط إلى الدرجة الأدنى ليوجه صدمة قوية لجماهيره.

ودون عبدالله آل ثاني سمعة سيئة له ولبلاده في إسبانيا، وكان مادة دسمة لهجوم الجماهير بمختلف ميولها الكروية، وعلى رأسهم أنصار نادي برشلونة بعد أن اتهمهم بـحثالة كتالونيا ليورط نفسه في أزمة حقيقية مع واحد من أكبر أندية العالم.

جماهير مالاجا بدورها لم ترفع الراية البيضاء أمام فضائح آل ثاني، وحرصت في وقت سابق على مليء جنبات ملعب روزاليندا ونددت بالسياسة التي يدار بها ناديها المفضل.

ودشن أنصار الفريق حملة كبيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي للمطالبة برحيل مالك النادي.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى