قطر تسيس الحج والسعودية ترد على أرض الواقع
أطلق النظام الحاكم في قطر، حملة افتراءات جديدة تستهدف تسييس الحج، على موقع التواصل الاجتماعي تويتر بدعم من وسائل إعلام الحمدين، لكن السحر انقلب على الساحر.
وعلى تويتر، ردد خليفة بن حمد شقيق أمير قطر، الأكاذيب نفسها لتنظيم الحمدين التي تزعم وضع السعودية عراقيل أمام حجاج قطر، وذلك من خلال إطلاق هاشتاق تحت اسم #لم_نستطع_اليه_سبيلا، شارك فيه مرتزقة الحمدين وذبابه الإلكتروني، محاولين في الوقت نفسه تبرير جريمة الدوحة بمنع القطريين من أداء الركن الخامس من أركان الإسلام.
لكن سرعان ما انقلب الهاشتاق على مطلقيه، بعد ما شارك فيه مغردون من عدة دول مفندين، بالدلائل والبراهين، أكاذيب تنظيم الحمدين، ونشروا من داخل المملكة، صوراً ترحيبية بحجاج قطر من داخل المخيمات التي خصصتها وزارة الحج والعمرة السعودية للحجاج القطريين الراغبين في أداء مناسك حج هذا العام، بعد أن يسرت لهم كل السبل لأداء الفريضة وخصصت لهم مواقع إلكترونية للتسجيل واختيار الحملات التي يريدونها.
ومن جانبها، لم توفر السعودية ومسؤولوها أي فرصة إلا وأكدوا ترحيبهم بحجاج قطر، داعين سلطات الدوحة لإزالة العراقيل من أمامهم، كان آخرها دعوة أمير مكة رئيس لجنة الحج المركزية الأمير خالد الفيصل قبل أيام، والتي استبقها بيان من السعودية قبلها بأسبوعين حملة الدعوة نفسها، وتصريح من وزير الحج قبلها بشهر أكد على الأمر نفسه، وسط تعنت متواصل من تنظيم الحمدين.
ومع تواصل توافد ضيوف الرحمن إلى السعودية لأداء الركن الخامس من أركان الإسلام، وسط إشادات من مختلف مسلمي العالم، بحسن الاستقبال وكرم الضيافة ورقي الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، صعّد تنظيم الحمدين مجدداً حملاته لتسييس الحج، محاولاً تبرير جريمته بمنع الحجاج من أداء الفريضة التي تهفو إليها أفئدة المسلمين حول العالم.
ورغم تواصل الحملات الإعلامية يومياً التي تردد أكاذيب وافتراءات حول منع السعودية لحجاج قطر، إلا أنها فشلت جميعها في تحقيق هدفها، مع إعلانات السعودية المتواصلة لتسيير كل السبل أمام حجاج قطر لأداء الفريضة.
وفي محاولة لإعطاء زخم لتلك الحملات الفاشلة، دفع تنظيم الحمدين بشقيق أمير قطر خليفة بين حمد، ليطلق هاشتاق تحت اسم #لم_نستطع_اليه_سبيلا، شارك فيه مرتزقة الحمدين وذبابه الإلكتروني.
الهاشتاق سرعان ما انقلب على تنظيم الحمدين بعد أن شارك مغردون من مختلف الدول، مفندين أكاذيب الحمدين.
المغردة الإنجليزية المسلمة Kate Stewart نشرت صورة ترحيبية بحجاج قطر من داخل أحد المخيمات المخصصة لاستقبالهم لأداء الفريضة، مشيرة إلى أن هذه الصورة أكبر دليل أن المملكة العربية السعودية لا تسيس الحج أو تستخدمه لتحقيق مصالح سياسية، مضيفة: حجاج قطر في قلب الملك سلمان. ولا عزاء للنظام القطري وللجزيرة التي تكذب في كل يوم.
مغردون آخرون أعربوا عن استغرابهم من إصرار تنظيم الحمدين على حج القطريين عبر الخطوط القطرية، في الوقت الذي يسمح فيه لأنديتها الرياضية بالمشاركة في مباريات داخل المملكة، مع أنها قدمت على خطوط طيران غير قطرية.
ووجّه المغرد وهيب الحامدي حديثه لتنظيم الحمدين قائلاً: “اعتبروا الحجاج مثل الأندية واللاعبين وأرسلوهم عادي!! تخافون من الفيفا ما تخافون من ربكم يا تجار الدين، مضيفا: ويل لكم عندما يحاكمكم شعبكم يوم الحساب عند الجبار ويسألكم عن منعهم من السفر للسعودية لأداء الركن الخامس والسماح للاعبين بالسفر لنفس الدولة للعب، كيف سيكون الجواب.
في السياق نفسه قال المغرد نسيان الروقي: سمحوا لفرق كرة قدم بالذهاب للمملكة للعب المباريات خوفاً من عقوبة الاتحاد الآسيوي!! منعوا أهل قطر من أداء الحج، ولم يخافوا من عقوبة الله !! الخوف من عقوبة رب البشر أولى من الخوف من البشر!! هكذا يتلاعب نظام الحمدين بالشعب المغلوب على أمره!!.
مخيمات حجاج قطر جاهزة
في مقابل الحملات القطرية المتواصلة لتسييس الحج، تواصل السعودية دون كلل أو ملل محاولاتها المستمرة لإثناء تنظيم الحمدين عن المضي في جريمته بمنع القطريين من أداء الحج، وتيسير كل السبل لهم لأدائه، وأكملت السعودية جميع استعداداتها لاستقبال حجاج قطر في أي وقت.
وفي هذا الصدد تم تجهيز المخيمات التي خصصتها وزارة الحج والعمرة للحجاج القطريين الراغبين في أداء مناسك حج هذا العام.
وأكملت المملكة جميع التجهيزات والمتطلبات التي يحتاجها الحجاج القطريون خلال فترة إقامتهم بالمملكة، لتأدية الركن الخامس من أركان الإسلام.
وتقع مخيمات حجاج قطر في أشهر شوارع منى، وهو طريق الجوهرة الذي يحمل الرقم (56) من شوارع منى والملاصق لكوبري المشاة الذي يربط المشاعر المقدسة بالحرم المكي الشريف بداية من مشعر عرفات ومروراً بالمزدلفة ثم منى حتى الوصول إلى الحرم المكي.
ولم توفر السعودية ومسؤولوها أي فرصة إلا وأكدوا ترحيبهم بحجاج قطر، داعين سلطات الدوحة لإزالة العراقيل من أمامهم.
وجدد الأمير خالد بن فيصل بن عبد العزيز آل سعود، مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة، الثلاثاء الماضي، دعوة حكومة قطر إلى إزالة العقبات أمام مواطنيها الراغبين في أداء الحج، مؤكداً ترحيب السعودية بالحجاج من أي دولة في العالم.
وفي تعليقه على قيام السلطات القطرية بتضييق الخناق على مواطنيها الراغبين في أداء فريضة الحج وكيفية التعامل بها مع الحجاج القطريين الذين سيؤدونه هذا العام، قال مستشار خادم الحرمين أعلنت السعودية في أكثر من مناسبة جاهزيتها لاستقبال الحجاج من أي دولة في العالم، وقطر من بين هذه الدول.
وأردف: وفي هذا العام دعت المملكة السلطات القطرية لتذليل العقبات أمام الأشقاء القطريين الراغبين في أداء الفريضة، وتمكينهم من ذلك، كما خصصت لهم روابط إلكترونية لتسهيل أمور حجهم، ويبقى الدور على حكومة الدوحة.
دعوة الفيصل جاءت بعد أسبوعين من دعوة وزارة الحج والعمرة السعودية، قطر إلى تسهيل إجراءات قدوم القطريين الراغبين في أداء مناسك الحج، وإزالة العقبات التي تفرضها لمنعهم من القدوم لأداء هذه الشعيرة العظيمة.
وأكدت وزارة الحج والعمرة في بيان لها الحرص على تسخير جميع الإمكانيات لتسهيل قدوم الحجاج والمعتمرين من دولة قطر، أسوة بما تقوم به تجاه عموم المسلمين الراغبين في أداء مناسك الحج والعمرة.
ورفضت وزارة الحج والعمرة الادعاءات الصادرة من وزارة الأوقاف القطرية، بأن حكومة المملكة تضع العراقيل أمام من يرغب في زيارة المشاعر المقدسة من قطريين أو مقيمين على أرض دولة قطر.
وأكدت أن هذه الادعاءات تنافي الحقيقة، وبينت أنها أطلقت عدة روابط إلكترونية لتمكين المواطنين القطريين والمقيمين في دولة قطر من حجز أماكن إقامتهم والتعاقد على الخدمات التي يرغبونها، والقدوم عبر أي خطوط جوية غير الخطوط القطرية لأداء مناسك العمرة، مشيرة إلى أن الحكومة القطرية قامت بحجب هذه الروابط عن المواطنين القطريين والمسلمين المقيمين في قطر.
وشددت في الوقت ذاته على رفض المملكة التام لأي محاولة لتسييس الحج، واستنكارها إقحام المواقف السياسية المقررة والمعلنة بين البلدين، والتي لها ظروفها ومسبباتها السياسية في أمور الحج والعمرة.
وأكدت أنه يجب على وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بدولة قطر تمكين الحجاج والمعتمرين القطريين والمقيمين في قطر من القدوم لأداء المناسك، من خلال جميع خطوط الطيران العالمية، ما عدا الخطوط القطرية، وعدم منعهم، ومساعدتهم على أداء مناسك الحج والعمرة دون إقحامهم في الأمور السياسية.
وكشفت أنها وجهت الدعوة للمسؤولين عن شؤون الحج في دولة قطر هذا العام 1440هـ كغيرهم من المسؤولين في الدول الإسلامية للقدوم للمملكة لترتيب قدوم الحجاج القطريين، وعُقد الاجتماع معهم بتاريخ 8 / 6 / 1440 هـ وتم بحث جميع الأمور المتعلقة بتنظيم قدوم الحجاج والمقيمين من قطر لأداء مناسك الحج، ولكن الوفد القطري غادر دون أن يوقع على اتفاقية الحج، وبالتالي لم تمنح السلطات القطرية الفرصة لشركات الحج القطرية من القدوم للاتفاق مع مقدمي خدمات الحجاج في المملكة.
وأكدت وزارة الحج والعمرة ترحيبها المستمر بالأشقاء من دولة قطر للقدوم إلى المملكة لأداء مناسك الحج والعمرة وحرصها على تمكينهم من أداء مناسكهم بكل يسر وسهولة أسوة بما تقدمه لجميع الحجاج والمعتمرين من جميع أنحاء العالم.
وفي 5 يوليو الماضي، كشف وزير الحج والعمرة السعودي، محمد بنتن، أن للحجاج القطريين بوابات إلكترونية مفتوحة للتسجيل، مشيراً إلى وجود محاولات لمنعهم.
أيضاً وفي استباق لقيام قطر باستغلال تنظيم الحمدين أكذوبة منع القطريين من الحج، نجحت المملكة في كشف التنظيم أمام العالم، وطالبت المملكة العربية السعودية، في كلمتها أمام مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في جلسة عقدها المجلس لمراجعة أوضاع حقوق الإنسان في قطر، 15 مايو الماضي، بإزالة العقبات التي تحول دون أداء المواطنين القطريين والمقيمين في قطر فريضة الحج والعمرة.
ويرى مراقبون أن تنظيم الحمدين يقوم بمنع القطريين من أداء الحج والعمرة، والزعم أن المملكة هي من تقوم بمنعهم، لتحقيق عدد من الأهداف؛ أولها استخدام تلك الأكاذيب في حملته التي تستهدف تشويه صورة السعودية ومحاولته تسييس الحج والعمرة، إضافة إلى سعي تنظيم الحمدين لكسر عزلته عبر المطالبة بتسيير رحلات مباشرة من الخطوط القطرية إلى السعودية لنقل المعتمرين وفتح المجال للتواصل بين المؤسسات القطرية ونظيرتها السعودية لتيسير تنقلاتهم.
كما يستهدف تنظيم الحمدين استغلال تلك الأكاذيب كورقة ضغط في المحافل الدولية لتقديم شكاوى حقوقية كيدية ضد المملكة، إلا أن المملكة بحكمتها أيقنت الأهداف الخبيثة القطرية ودحضت حججها وأبطلت مكائدها.
ومنذ إعلان الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب في يونيو 2017، حرصت السعودية على عدم تأثر الشعب القطري بأفعال حكومته الداعمة للإرهاب، وقامت بتيسير كل السبل أمامهم لزيارة البيت الحرام وأداء مناسك الحج والعمرة.
ومع كل مناسبة دينية مثل موسم الحج أو شهر رمضان، تعيد السعودية التذكير بإجراءاتها لتيسير أداء مناسك الحج والعمرة، مع إضافة استثناءات جديدة متنوعة لمواجهة العراقيل التي يضعها تنظيم الحمدين أمام القطريين لزيارة بيت الله الحرام.