قطر تخرج من الإجماع العربي والدولي بشأن إدانة الغزو العسكري التركي لشمالي سوريا وتعزز تبعيتها لأردوغان
أعلنت قطر خروجها من الإجماع العربي والدولي بشأن إدانة الغزو العسكري التركي لشمالي سوريا، والذي قد دخل أسبوعه الثاني.
هذا الموقف الغريب قد جاء على لسان وزير الدفاع القطري، خالد بن محمد العطية، والذي اعتبر فيه أن ما تقوم به تركيا في الأراضي السورية ليس بجريمة.
وكانت قد بدأت القوات التركية وفصائل سورية مسلحة تابعة لها يوم الأربعاء الماضي، بشن هجوم على المناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية، والتي تشكل وحدات حماية الشعب الكردي عمودها الفقري.
في حين تقول أنقرة بشكل علني أن الهجوم يهدف إلى تدمير الممر الإرهابي على حدودها الجنوبية، أما الأكراد فيرون بأن تركيا تنوي إعادة تنظيم داعش الإرهابي والذي قد رعته في السابق مما تسبب بدمار هائل في المناطق التي سيطر عليها.
بينما قد اختارت قطر الوقوف إلى جانب الغزو التركي، ولم تكتفي بذلك بل أرفقت الأمر بهجوم على الدور العربي. وقد اعتبر وزير الدفاع القطري أن ما تقوم به تركيا في محافظتها على وحدة أراضي سوريا لم تقم به الجامعة العربية.
الدوحة تدعم الغزو
وقد سبق العطية الذي دافع عن الهجوم التركي، وزير الخارجية، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، والذي برر الهجوم التركي على شمال سوريا. حيث قال بأنه يهدف للقضاء على تهديد وشيك يستهدف الأمن التركي، وقد أعلن تأييد الدوحة لتركيا في إقامة شريط عازل على الحدود السورية، ونقل اللاجئين إليه.
وكانت الدوحة قد تحفظت على البيان الختامي لاجتماع وزراء خارجية الجامعة العربية والذي أدان الاحتلال التركي لمناطق في سوريا وطالب مجلس الأمن بالتدخل لوقف العملية العسكرية التركية.
وكان أمير قطر، تميم بن حمد، قد أجرى اتصالا هاتفيا مع أردوغان بعد ساعات من انطلاق الهجوم التركي ليتحدثا عن العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، بدون أي إشارة للعملية العسكرية التركية.
تحالف ضد الاستقرار
ومن جهته، فقد قال الباحث السياسي، صلاح الجودر، أن ما قامت به الدوحة ليس غريبا عنها، فهي اعتادت الخروج عن الإجماع العربي. وأضاف أيضا لسكاي نيوز عربية بأن الاجتياح التركي يعد إحدى صور رغبة النظام القطري في زعزعة أمن واستقرار المنطقة.
وتابع القول بأنه بعد أن تعافت سوريا قليلا خلال الفترة الأخيرة، جاء الغزو التركي جاء ليدمر كل شيء، وقطر تدافع عن هذا. موضحا بأن النظام القطري يؤكد مرة أخرى أن له يد في كل الجماعات الإرهابية التي شهدتها المنطقة، وأشار بأن الدوحة تريد أن تتحالف مع تركيا على حساب الدول العربية.
وأضاف في الأخير بأنه لابد للعقوبات أن تصل النظام القطري كذلك، لأنه ليس هناك أي دولة بررت الغزو التركي على الأراضي السورية باستثنائها.
انعكاس لحالة التبعية
ولا تعد هذه هي المرة الأولى التي تدعم فيها الدوحة التدخلات العسكرية التركية في الدول العربية، إذ نفس الموقف قد تكرر من دعم الميليشيات المسلحة المسيطرة على العاصمة الليبية طرابلس.
وقد تحفظت أيضا الدوحة في عام 2015 على البيان الصادر عن جامعة الدول العربية، والذي قد استنكر القصف التركي على مناطق في شمال العراق، وأكدت بذلك دعمها للإجراءات التركية.
في حين يرى مراقبون بأن دفاع الدوحة المتكرر عن أنقرة، يتماشى مع وجود قوات تركية على الأراضي القطرية، ويعكس أيضا ما يشبه حالة تبعية من الدوحة لأنقرة.
أما آخرون فيعتقدون بأن تأييد الهجوم العسكري التركي يتماشى مع الموقف القطري الذي يدعم القوى الإقليمية غير العربية والذي أصبح أكثر وضوحا منذ أزمة مقاطعة الدول المكافحة للإرهاب لقطر.