سياسة

قضية اختفاء خاشقجي.. حرب من الشائعات المضللة وحقيقة واحدة فقط


يتعرض المتابع العادي لقضية اختفاء الصحافي السعودي، جمال خاشقجي، منذ الثاني من أكتوبر الحالي، لحرب من الشائعات المضللة والأخبار المغلوطة، في حين أعلن مسؤولون سعوديون أن المملكة تعمل جاهدة لمعرفة مصير مواطن سعودي قبل أي شيء آخر.

وقال مراقبون ومحللون إن حملة الشائعات تقودها وسائل إعلام قطرية وتركية، تحاول الاستغلال السياسي للحادثة عبر اتهامات مفبركة وسيناريوهات مختلقة.. خطف، واستجواب، وقتل، وتقطيع.. وكلها بهدف واحد فقط، وهو الاستهداف السياسي للمملكة العربية السعودية، إلا أن الحقيقة الوحيدة في هذه الحملة برمتها، هي: إن هناك مواطناً سعودياً يُدعى جمال خاشقجي متغيب ومختفٍ، وإن هناك تحقيقاً يسير، يشارك فيه فريق أمني سعودي بالتعاون من الفريق التركي.

ويوم الثلاثاء 2 أكتوبر الجاري، توجه خاشقجي إلى القنصلية السعودية في اسطنبول، ثم خرج بعدها، بحسب ما أكدت القنصلية، ولم يُعرف شيء عنه حتى الآن. في حين أكدت عائلته أنها تجري تنسيقاً مع الحكومة السعودية، مشددة على ثقتها بالإجراءات التي تتخذها الحكومة في قضية خاشقجي، رافضة الاستغلال السياسي لها.

وكما أكدت مستشارة الأمن القومي في عهد الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش، فرانسس توساند، على حسابها على تويتر، الأربعاء: الحقيقة الوحيدة الثابتة الآن أن خاشقجي الآن مفقود.

ونقلت وسائل إعلام قطرية وأميركية عدة روايات منسوبة لمصادر أمنية تركية، نشر بعضها في الإعلام التركي أيضاً، تفيد تارة أن خاشقجي تمت تصفيته، وتارة أنه اختفى، وأن فريقاً سعودياً ضم 15 شخصاً أتى إلى اسطنبول على متن طائرة خاصة لتنفيذ المهمة، علماً أن السلطات التركية صرحت رسمياً أن الطائرة الخاصة تلك فُتشت وسُمح لها بالإقلاع، بعد أن اتضح أن لا شيء يدعو للشك بشأنها.

وليس هذا فقط، بل وصلت الشائعات والأخبار المزيفة إلى حد تصوير عدد من المواطنين السعوديين، الذين جاؤوا إلى اسطنبول للسياحة، في صالة مطار أتاتورك وادعاء أنهم أعضاء فرقة الموت التي حضرت خصيصاً لتصفية خاشقجي. وكالعادة ما لبثت تلك المعلومات المغلوطة أن راجت، حتى ثبت بالأدلة أنها مزيفة ولا تمت للحقيقة بصلة.

يأتي ذلك فيما قدم الأكاديمي والكاتب التركي، إيمري أوزلو، أدلة تناقض كافة الفرضيات الأمنية حول اختفاء خاشقجي، ودحض في تغريدات نشرها على حسابه في تويتر، أي افتراض بأن يكون خاشقجي قد اغتيل في القنصلية السعودية أو أي مكان آخر. وقدم أدلة على أخطاء رئيسية اُرتكبت في التحقيقات الأمنية للشرطة التركية بهذا الخصوص.

من جهتها، شجبت السعودية واستنكرت، على لسان وزير خارجيتها الأمير عبد العزيز بن سعود، ما يتم تداوله في بعض وسائل الإعلام من اتهامات زائفة، وتهجم على المملكة حكومة وشعباً، مؤكدة أن ما تمَّ تداوله بوجود أوامر بقتل خاشقجي هي أكاذيب ومزاعم لا أساس لها من الصحة تجاه حكومة المملكة، المتمسكة بثوابتها وتقاليدها والمراعية للأنظمة والأعراف والمواثيق الدولية، مشددا على حرص المملكة التام على مصلحة مواطنيها في الداخل والخارج، وحرصها بشكل خاص على تبيان الحقيقة كاملة في موضوع اختفاء المواطن جمال خاشقجي.

تابعونا على
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى