في يوم المرأة.. نساء الإمارات تلهمن بنات حواء


أضحت نساء الإمارات مصدر إلهام لأقرانهن من بنات حواء بالعالم أجمع، وهن يواصلن تحقيق إنجازات تاريخية.

ويحتفل العالم في الـ8 من مارس بعيد المرأة تحت شعار: المرأة في الصفوف القيادية لتحقيق مستقبل من المساواة في عالم كوفيد-19، ما يحمل أهمية خاصة للإماراتيات لأكثر من سبب، فهو يأتي بعد شهر من تحقيق الإمارات إنجازا تاريخيا بوصول مسبار الأمل إلى المريخ، كأول دولة عربية وخامس دولة بالعالم تحقق هذا الإنجاز، الذي كان لنسائها دور باز في تحقيقه.

المناسبة تأتي كذلك في وقت تقوم فيه المرأة الإماراتية بدور بارز في مواجهة جائحة فيروس كورونا المستجد كوفيد-19، وتحقيق الإنجاز تلو الإنجاز رغم التحديات التي نتجت عن الجائحة، كان أحدث تلك الإنجازات، فوز القيادة العامة لشرطة دبي بجائزة تحدي المنظمة الأوروبية لإدارة الجودة EFQM عن فئة التنوع والاندماج والمساواة بين الجنسين لعام 2021، كما تتوالى في هذا اليوم الإشادات والشهادات الدولية بجهود الإمارات في تمكين المرأة، حيث حققت المركز الأول على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في تقرير المرأة وأنشطة الأعمال والقانون 2021، الصادر عن البنك الدولي، فضلا عن تبوئها المركز الـ18 عالميا والأول عربيا في مؤشر المساواة بين الجنسين الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لعام 2020.

ويتزامن الاحتفال بوم المرأة العالمي باحتفال باليوبيل الذهبي لتأسيسها، لتكون مناسبة مهمة لرصد الإنجازات التي حققتها الدولة في مسيرة تمكين العنصر النسائي خلال السنوات الخمسين الماضية، واستشراف دورها المرتقب في النصف الثاني من مئوية الدولة.

إنجازات تتوالى وتؤكد إحراز الإمارات تقدما غير مسبوق بشهادة المنظمات الأممية والدولية في تحقيق المساواة بين الجنسين وتعزيز مكانة المرأة الإماراتية، وتمكينها من المساهمة الكاملة في مسيرة الوطن بدعم من القيادة الرشيدة للشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية وإخوانهم أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات، سيرا على نهج الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الذي وضع اللبنات الأولى لتمكين المرأة في دولة الإمارات.

وكان مشروع استكشاف المريخ، أحد أبرز الإنجازات التاريخية التي حققتها الإمارات، والتي سجلت خلاله المرأة حضورا مهما، التي قادت فريقه العلمي سارة بنت يوسف الأميري، وزيرة الدولة للتكنولوجيا المتقدمة، رئيس مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء، وبالفعل نجح مسبار الأمل الإماراتي في 9 فبراير الماضي بالوصول إلى مدار الكوكب الأحمر بعد 6 سنوات من العمل الدؤوب والمتواصل، لتصبح الإمارات خامس دولة في العالم تصل المريخ وثالث دولة تبلغه من المحاولة الأولى، وأول دولة عربية تنفذ مهمة فضائية بين الكواكب.

34% من فريق العمل، هي نسبة النساء الإماراتيات اللواتي شاركن في مشروع مسبار الأمل، حيث كنا حاضرات بقوة لصناعة التاريخ الجديد للدولة، كما شكلت المرأة 80% من الفريق العلمي الخاص بالمسبار الذي سيقدم للبشرية أول دراسة شاملة عن مناخ الكوكب الأحمر وطبقات غلافه الجوي المختلفة، مستخدما في ذلك مزيجا فريدا من الأجهزة العلمية المتطورة التي صممت خصيصا لهذه المهمة.

ومن الفضاء إلى الأرض، حيث إنجاز تاريخي آخر حققته الإمارات في مجال البرنامج النووي السلمي، وكان لمساهمة المرأة الإماراتية دور بارز في تحقيقه، حيث نجحت البلاد في التشغيل الآمن والناجح لأولى محطات براكة للطاقة النووية السلمية، واستكمال عملية ربط المفاعل بشبكة الكهرباء الرئيسية للدولة، ووصول أول ميجاواط من الكهرباء الصديقة للبيئة إلى المنازل والقطاعات التجارية.

ومثّلت المرأة الإماراتية نسبة كبيرة من العقول والكفاءات التي تسلحت بالمعرفة لخوض غمار هذا التحدي، حيث شكلت قرابة 20% من مجموع موظفي مؤسسة الإمارات للطاقة النووية والشركات التابعة لها شركة نواة للطاقة وشركة براكة الأولى، وهي من أعلى النسب في قطاع الطاقة النووية على مستوى العالم، كما تصل نسبة النساء العاملات في موقع محطات براكة إلى نحو 10%، وهو ما تحقق بفضل التزام المؤسسة بتنفيذ توجيهات القيادة الرشيدة الخاصة بأولوية تطوير الكفاءات الإماراتية وتمكين المرأة.

وفي 7 ديسمبر الماضي، أعلنت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية نجاح شركة نواة للطاقة التابعة لها والمسؤولة عن تشغيل وصيانة محطات براكة للطاقة النووية السلمية في تحقيق إنجاز جديد تمثل بوصول مفاعل المحطة الأولى في براكة إلى 100% من طاقته الإنتاجية، ما يعني أن المحطة الأولى في براكة تنتج 1400 ميجاوات، وهو ما يجعلها أكبر مصدر منفرد لإنتاج الطاقة الكهربائية في دولة الإمارات.

وتحتوي محطات براكة للطاقة النووية السلمية على 4 مفاعلات تندرج ضمن الجيل الثالث من مفاعلات الطاقة النووية المتقدمة.

وبينما تمضي دولة الإمارات قدما لتحقيق المزيد من الإنجازات في الأعوام الـ50 المقبلة ستوفر محطات براكة الأربع عند اكتمال تشغيلها 25% من احتياجات الإمارات من الطاقة الكهربائية الموثوقة والصديقة للبيئة لدعم التقدم والتنمية المستدامة للعقود القادمة وما بعدها، وتم تحقيق هذا الإنجاز على نحو آمن، رغم التحديات التي فرضها انتشار فيروس كورونا المستجد كوفيد-19.

وعلى صعيد آخر، شكل دور المرأة الإماراتية منذ بداية انتشار فيروس كورونا المستجد كوفيد-19 جزءا لا يتجزأ من منظومة عمل وطني مشترك تتضافر فيه جميع الجهود، من أجل احتواء تداعيات الوباء، وبإسهام المرأة البارز أصبحت الإمارات الثانية عالمياً في سباق التطعيم بعدما أطلقت الحكومة حملة لتلقيح جميع أفراد المجتمع المواطنين والمقيمين ضد الفيروس مجاناً مع تقديم كافة التسهيلات فيما يخص أخذ جرعات التطعيم.

وأثبتت المرأة دورها المتميز في صفوف خط الدفاع الأول لمواجهة الفيروس ولعبت دورا محوريا في نجاح منظومة العمل عن بُعد، وبذلت قصارى الجهود في حماية ورعاية جميع أفراد أسرتها خلال هذه الأزمة.

وبرز حضور المرأة الإماراتية اللافت في ميدان العمل التطوعي منذ بداية انتشار الفيروس، حيث أسهمت في تقديم الدعم والمساندة لجميع الفئات المتضررة وأصرت على أن تكون جزءاً من هذا العمل الوطني الذي يحظى بتضافر كافة الجهود المخلصة، من خلال تقديم الدعم والمساندة.

وفي خطوة تعكس ثقة القيادة الإماراتية بالمرأة، والحرص على قيامها بدور فاعل وأساسي في مسيرة التنمية وصناعة المستقبل.

احتفظت وزيرات الإمارات بكامل مقاعدهن التسعة في الحكومة بتشكيلها الأخير الذي جرى في يوليو الماضي، مع إضافة مهام جديدة لبعضهن، وتعديل بعض الصلاحيات بموجب الهيكلة الجديدة، في خطوة تعكس ثقة القيادة الإماراتية بالمرأة، والحرص على قيامها بدور فاعل وأساسي في مسيرة التنمية وصناعة المستقبل.

وبهذا تواصل المرأة الإماراتية المحافظة على نسبة مشاركتها في الحكومة (27٪)، لتواصل تبوؤ المرتبة الأولى في نسبة مشاركة المرأة العربية في هيئات صنع القرار والمراكز القيادية.

وكانت الإمارات استبقت تلك الخطوة بتحقيق سبق على المستويين الإقليمي والعالمي برفع نسبة المرأة الإماراتية إلى النصف في عضوية المجلس الوطني الاتحادي.

وشهدت الإمارات في أكتوبر 2019 تنظيم الدورة الرابعة من انتخابات المجلس الوطني الاتحادي، وحققت المرأة الإماراتية خلالها سبقا عالميا على المستويين الإقليمي والعالمي، بحصولها على نصف مقاعد المجلس، وذلك بفضل قرار الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات برفع نسبة تمثيل المرأة في المجلس الوطني الاتحادي إلى 50%، فيما تعد هذه أعلى نسبة عالميا لتمثيل المرأة في البرلمان.

 ويعزز هذا الأمر دور المرأة في السلطة التشريعية، ويحقق مرحلة جديدة في برنامج التمكين السياسي الهادف إلى تعزيز المشاركة السياسية لشعب الإمارات في عملية صنع القرار.

وبلغة الأرقام، نجحت المرأة والفتاة الإماراتية باقتحام ميادين العمل كافة، حيث تشغل النساء نسبة 66% من وظائف القطاع العام، وهي واحدة من أعلى النسب في العالم، وترتفع هذه النسبة إلى 75% في قطاعي التعليم والصحة.

وقطعت المرأة أشواطاً كبيرة في طريق التمكين الاقتصادي، حيث يبلغ عدد سيدات الأعمال الإماراتيات ما يزيد على 23 ألف سيدة، يديرن مشروعات تتجاوز قيمتها 50 مليار درهم، ويشغلن 15% من مجالس إدارات غرف التجارة والصناعة في الدولة.

كما تبلغ نسبة الإماراتيات العاملات في مؤسسات وشركات القطاع الخاص المسجلة لدى وزارة الموارد البشرية والتوطين نحو 57,3% من إجمالي الكوادر الوطنية العاملة في هذا القطاع.

وتحجز سيدات الأعمال الإماراتيات سنويا مواقع متميزة من بين أقوى 100 امرأة في عالم الاقتصاد في الوطن العربي، وذلك وفقا لمجلة “فوربس”.

وتظهر الإحصائيات الصادرة مؤخرا عن الهيئة الاتحادية للموارد البشرية الحكومية، أن عدد المواطنات اللاتي يحملن مؤهلات عليا ويشغلن وظائف في الحكومة الاتحادية بلغ نحو 19 ألفا و153 مواطنة.

ووفقا لمجلس علماء الإمارات تبلغ نسبة التحاق الإناث بـ”تقنية المعلومات” 54%، في حين أنها وصلت إلى 81% في مجالات العلوم، و43% في مجالات الهندسة، فيما تبلغ نسبة الإناث في وظائف قطاع الصحة 81%، وفي قطاع الهندسة والوظائف الهندسية المساعدة 51% من إجمالي المواطنين العاملين في 2019.

وتواصل المرأة الإماراتية إنجازاتها في مختلف المجالات بدعم وتشجيع من القيادة وسط شهادات وإشادات عالمية بما حققته.

واليوم أصبحت الإمارات في المرتبة الـ18 عالميا والأولى عربيا في مؤشر المساواة بين الجنسين الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لعام 2020، بعد أن كانت في المرتبة 49 عالمياً عام 2015، وهو إنجاز عالمي جديد يعد ثمرة لدعم القيادة الرشيدة لملف التوازن بين الجنسين والرعاية اللامحدودة التي توليها للمرأة وتشجيعها.

وحققت الإمارات بذلك الإنجاز المستهدف الوطني بالوصول إلى قائمة أفضل 25 دولة في العالم في هذا المؤشر بحلول عام 2021.

كما حققت دولة الإمارات المركز الأول على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في تقرير المرأة وأنشطة الأعمال والقانون 2021، الصادر عن البنك الدولي.

اليوبيل الذهبي

إنجازات تتوالى وتتزامن مع اليوبيل الذهبي للإمارات، بمناسبة مرور 50 عاما على تأسيسها، والتي تمكنت خلالها المرأة الإماراتية أن تثبت للجميع ومن المواقع المختلفة التي تتبوأها أنها أهل للمسؤولية وأنها على قدر من الكفاءة لتكون سنداً لبلادها في الظروف كافة.

إنجازات تؤكد أيضا من خلالها المرأة الإماراتية أن الاستعداد للخمسين عاماً المقبلة لا بد أن تكون ابنة الإمارات شريكاً استراتيجياً ومحورياً في عملية استشراف المستقبل والمساهمة فيه جنباً إلى جنب مع أخيها الرجل.

وتسعى مئوية الإمارات 2071 من خلال رؤيتها وأهدافها إلى الاستثمار بالدرجة الأولى في شباب الإمارات، وتعزيز مشاركة المرأة في كل القطاعات، والعمل كي تكون دولة الإمارات أفضل دولة في العالم، وأكثرها تقدماً.

Exit mobile version