تبحث الولايات المتحدة عن منذ سنوات المطلوب الأول لديها إلى أن مكنت معلومات هامة من العراق، وعلى رأسها قوة (دلتا فورس) الخاصة، القوات الأميركية للتحرك من غرب بلاد الرافدين إلى محافظة إدلب بشمال غرب سوريا.
وقد طلبت الولايات المتحدة من روسيا التي تسيطر على المجال الجوي السوري السماح بالمرور غير أنها لم تفصح عن طبيعة العملية، والتي قد اتضح فيما بعد أنها أدت لمقتل زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي.
وقد كانت البداية من معلومات قدمها جهاز المخابرات العراقي إلى القوات الأميركية حيث قامت بتحديد مكان اختباء زعيم تنظيم داعش الذي قتل يوم السبت، وفق بيان صادر عن الجهاز.
وقد قام مسؤولو المخابرات والأمن العراقيين بتشكيل فريق عمل مختص مهمته باستمرار هي تتبع تحركات البغدادي. وقد توصل بعد عام الفريق لمعلومات دقيقة حدد بمقتضاها المكان الذي يختبأ فيه رأس داعش الإرهابي أبو بكر البغدادي، ومن معه في محافظة إدلب السورية.
وقد قام العراق بإبلاغ القوات الأميركية بما توصل إليه، وقبل أسبوعين، بدأ التخطيط للعملية التي انطلقت من قاعدة جوية بغرب العراق، وشاركت بها ثمان طائرات هليكوبتر. وفي طريقها إلى الشمال الغربي السوري، كان على هذه الطائرات التحليق في مناطق ذات السيطرة الروسية. إذ يقول الرئيس الأميركي دونالد ترامب: أبلغنا الروس بأننا قادمون، لكنهم لم يعرفوا طبيعة المهمة.
وقد قامت روسيا بفتح المجال الجوي لتنفيذ الغارة، كما قدم الأكراد بعض المعلومات التي كانت مفيدة. وكانت الغارة تهدف إلى اعتقال البغدادي إذا تسنى ذلك، وقتله إذا دعت الحاجة لذلك، كما قال وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر.
وقد ذكر إسبر لمحطة (سي.إن.إن) حاولنا التواصل معه وطلب تسليم نفسه. ورفض وهرب إلى مكان تحت الأرض، وخلال محاولتنا إخراجه فجر سترة ناسفة.
نفق مسدود
قامت القوات الأميركية بالدخول إلى المبنى الذي يسكن بداخله البغدادي بإحداث فتحة فيه، وعدم دخوله من الباب الرئيس نظرا لأنه كان مفخخا. وقد شاهد ترامب العملية أثناء تنفيذها برفقة نائبه مايك بنس وآخرين، حيث قال بأن مسكن البغدادي كان يحتوي على أنفاق، وإن حصار القوات الأميركية أدى إلى هروبه إلى نفق مسدود. وقد ذكر أيضا ترامب: أبلغوني أن هناك شخص أخير في البناية بعد مقتل واستسلام الجميع، وهو في النفق، ونعتقد أنه البغدادي.
وقد اصطحبت أيضا القوات الأميركية روبوتا، غير أنها لم تستخدمه في الدخول للنفق. وبعد فراره، وصل البغدادي إلى نهاية نفق مسدود بينما كانت كلابنا تلاحقه. وحسب ما قال ترامب فقد كان يصرخ ويبكي ويولول وخائفا للغاية.
وقد قام البغدادي بتفجير سترته الناسفة فقتل نفسه وأطفاله الثلاثة. وقد شوهت الانفجارات جثته. وانهار النفق فوقه. وحسب ترامب فإنه على الولايات المتحدة نشر فيديو البغدادي وهو يولول ويبكي ويصرخ في نهاية النفق، جالبا معه ثلاثة من أطفاله.
وقد أتاحت نتائج التحاليل التعرف على البغدادي بشكل أكيد وفوري وتام، حسب ما قال ترمب. في حين قد ذكرت محطة فوكس نيوز بأن تقنية تحديد الهوية من الوجه أكدت مقتل البغدادي، ثم أثبت تحليل للحمض النووي ذلك.
ووفق وزير الدفاع، فقد أصيب خلال العملية جنديان، غير أنهما عادا بالفعل إلى الخدمة، في حين قد قال ترامب بأن الإصابة الوحيدة التي وقعت في صفوف القوات الأميركية كانت لكلب.
