سياسة

في ظل الحصار.. المغرب يفتح مساراً خاصاً لإيصال المساعدات إلى غزة


وجّه العاهل المغربي الملك محمد السادس رئيس لجنة القدس التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي  بإرسال مساعدات إنسانية وطبية عاجلة للشعب الفلسطيني وخاصة قطاع غزة، في لفتة إنسانية بالغة الأهمية نظرا للكارثة الإنسانية غير المسبوقة في القطاع.

وأعطى الملك محمد السادس أعطى تعليماته من أجل إرسال 180 طنا من مواد غذائية وطبية عاجلة تتضمن مواد غذائية أساسية وحليبا ومستلزمات موجهة بالخصوص للأطفال. إضافة إلى أدوية ومعدات جراحية مخصصة للفئات الأكثر هشاشة، إلى جانب أغطية وخيام وتجهيزات طبية أخرى.

وقالت وزارة الخارجية المغربية في بيان إن هذه المساعدات سيتم إرسالها “عبر مسار خاص سيمكن من إيصالها بشكل سريع ومباشر للمستفيدين الفلسطينيين”، وأضاف أن “هذه العمليات الإنسانية واسعة النطاق لفائدة السكان الفلسطينيين تأتي لتؤكد الالتزام الفعلي والعناية الموصولة التي ما فتئ يوليها الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس للقضية الفلسطينية”.

وأصدر مرصد عالمي للجوع هذا الأسبوع تحذيرا من أن مجاعة تتكشف في قطاع غزة، وشدد على أنه من الضروري اتخاذ إجراءات فورية لمنع انتشار الموت على نطاق واسع.

ودأب الملك محمد السادس على تخصيص مبادرات إنسانية تشكل شحنات مساعدات إلى القطاع  حتى قبل الحرب الاسرائيلية على غزة، وزادت وتيرتها مؤخرا انطلاقا من الإحساس العالي بالمسؤولية تجاه الفلسطينيين. بهدف التخفيف من حدة الكارثة بعد أن بلغ عدد وفيات المجاعة وسوء التغذية منذ 7 أكتوبر 2023 وحتى الأربعاء 154 فلسطينيا، بينهم 89 طفلا بحسب أحدث معطيات وزارة الصحة بغزة.

ويعدّ المغرب أول بلد يقوم بنقل مساعداته الإنسانية عبر معبر أبوكرم سالم وإيصالها مباشرة إلى السكان الفلسطينيين المستفيدين.

واتخذت المملكة المغربية موقفًا ثابتًا وداعمًا للقضية الفلسطينية، وهو التزام يمثّل ركيزة أساسية في سياستها الخارجية. وقد تجلى بشكل واضح في نهج الملك محمد السادس، في الدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ودعم مساعيه نحو إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

ويستند الموقف المغربي إلى مبادئ ثابتة تتجلى في دعم حقوق الشعب الفلسطيني، ودعم حل الدولتين الذي يضمن قيام دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو/جزيران 1967، كما يشدد المغرب على أهمية الحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني لمدينة القدس، ورفض أي محاولات لتغيير طابعها العربي والإسلامي، وذلك من منطلق رئاسة جلالة الملك محمد السادس للجنة القدس المنبثقة عن منظمة التعاون الإسلامي.

وبصفته رئيس لجنة القدس، يضطلع الملك محمد السادس بدور محوري في الدفاع عن مدينة القدس وحماية مقدساتها الإسلامية والمسيحية. ويعمل بيت مال القدس الشريف، الذراع التنفيذي للجنة القدس، تحت إشراف مباشر من الملك على تنفيذ مشاريع تنموية واجتماعية وثقافية في المدينة المقدسة، بهدف دعم صمود المقدسيين وتعزيز ارتباطهم بمدينتهم.

ولطالما كان المغرب من أوائل الدول التي تدعم القضية الفلسطينية في المحافل الدولية. وشارك بانتظام في القمم والمؤتمرات المتعلقة بالصراع. ويدعو إلى حل سلمي وعادل وشامل يضمن حقوق الفلسطينيين. كما يلتزم المغرب بدعم المبادرات والقرارات الدولية التي تصب في صالح هذه القضية.

ولم يقتصر الدعم المغربي على الجانب السياسي والدبلوماسي. بل يسير بالتوازي مع المساعي الإنسانية ليشمل تقديم مساعدات إنسانية واجتماعية. تتضمن المواد الغذائية، الأدوية، والمستلزمات الطبية. بالإضافة إلى دعم المشاريع التنموية التي تهدف إلى تحسين الظروف المعيشية للفلسطينيين.

وعلى الرغم من تطبيع العلاقات بين المغرب وإسرائيل في إطار الاتفاقات الإبراهيمية، إلا أن المملكة المغربية أكدت مرارًا أن هذا التطبيع لا يمس بالموقف الثابت للمغرب من القضية الفلسطينية. وأوضح الملك محمد السادس أن هذا القرار جاء في سياق تعزيز جهود السلام في المنطقة، مع التأكيد على استمرار المغرب في دعم حل الدولتين والحفاظ على هوية القدس.

وتفاقم الوضع الإنساني في شهري يونيو/حزيران ويوليو/تموز مع نفاد المخزونات في القطاع. إذ حذرت منظمة الصحة العالمية من تفشي المجاعة، وأصابت صور الأطفال المصابين بالهزال العالم بالصدمة.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى