فيديو من مطار كابول لمشاة البحرية يثير ضجة عالمية
مشاعر متضاربة أثارتها ثوانٍ محدودة لمقطع سحب أحد مشاة البحرية الأمريكية "رضيعا" من فوق الأسلاك الشائكة في مطار كابول.. فما القصة؟
على مدار الساعات الماضية، ومن بين مشاهد محزنة لأطفال أفغان يحاولون التشبث بحلم مغادرة مطار كابول، ظهرت لقطة اعتبرها كثيرون “مفزعة” بينما رأى فيها آخرون تصرفا إنسانيا.
شبكة “سي إن إن” الأمريكية لم تقدم تفاصيل عن قصة الرضيع لكنها اكتفت بوصف تسليمه إلى مشاة البحرية الأمريكية بأنها “يائسة لإنقاذ حياته”.
وفي محاولة منها للتنبؤ بالمستقبل المجهول لأفغانستان، اعتبرت الشبكة الأمريكية أنه “إذا نجح هو أو هي (الرضيع) في الخروج فلن يتذكر هذه الأيام المظلمة على الأقل”.
غير أن مشاهدة مختلفة لـ”نيويورك تايمز” جعلت الصحيفة تصف موقف التقاط الرضيع بأنه “مروع” ما جعله سببا كافيا لانتشار الفيديو القصير بسرعة كبيرة في جميع أنحاء العالم.
وأمام جدار خرساني تعلوه أسلاك شائكة يقف مئات الأفغان في حالة توسل دائم لمشاة البحرية الأمريكية على أمل “منحهم الحرية” عبر مغادرة الأراضي الأفغانية.
لكن فجأة ومن بين كتلة الأيادي الممدودة ظهر الرضيع، الذي لم يتجاوز عمره بضعة أشهر ، وتم رفعه لأعلى حتى يراه الجنود.
بدا مشهد التقاط الرضيع “كما لو كان مجند البحرية الأمريكية يتعامل مع قطعة من الأمتعة فجذب الصغير بذراع واحدة ومرره خلفه قبل العودة إلى الحشد”، حسب وصف “نيويورك تايمز”.
الجيش الأمريكي وفي تعليق سريع على لسان الرائد جيمس ستينجر ، المتحدث باسم مشاة البحرية أكد أن قواته كانت حريصة على “لم شمل الرضيع بأمان مع أحد أفراد أسرته”
وقال ستينجر: “الطفل الذي شوهد في الفيديو نُقل إلى مرفق علاج طبي في الموقع وتلقى رعايته من قبل المتخصصين الطبيين”.
ثم أضاف: “يمكنني أن أؤكد أن الطفل قد تم لم شمله مع والدهما وأنه آمن في مطار كابول الدولي”.
غير أن المتحدث باسم مشاة البحرية الأمريكية لم يقدم تفاصيل إضافية، بما في ذلك جنس الطفل أو عدد الأطفال الذين تم نقلهم إلى مرافق علاج مماثلة في الأيام الأخيرة.
وأفرجت قيادة مشاة البحرية الأمريكية عن مجموعة صور تظهر جنودها يلعبون مع الأطفال عند نقاط التفتيش العسكرية ويمدون الأطفال بالماء.
وفي محاولة لتهدئة موجات الغضب العالمي من الانسحاب الأمريكي المفاجئ من أفغانستان، عقب الرائد ستينجر على الصور بقوله: “هذا مثال حقيقي على احترافية مشاة البحرية في الموقع، الذين يتخذون قرارات سريعة في وضع ديناميكي لدعم عمليات الإخلاء”.
كان الرئيس الأمريكي جو بايدن أكد أنّه لا يستطيع ضمان “النتيجة النهائيّة” لعمليّة الإجلاء في كابول، معتبرًا أنّها واحدة “من الأصعب في التاريخ” بعد 20 عامًا من التدخّل العسكري في أفغانستان.
وسعت قوى أجنبية لتسريع وتيرة عمليات الإجلاء بعد تقارير عن عمليات انتقامية تنفذها طالبان، حيث ذكر حلف شمال الأطلسي أن الدول الأجنبية أجلت في الإجمال ما يزيد عن 18 ألفا منذ استيلاء الحركة على كابول لكن حكومات غربية تواجه انتقادات حادة بسبب عدم توقعها لمثل هذا الخروج الفوضوي.