فيتو الصدر أمام حكومة السوداني.. ما القصة؟
لم تأت الرياح بما تشتهي السفن بينما خطى العراق خطوة نحو إنهاء الجمود السياسي الذي استمر عامًا بانتخاب رئيس وتكليف رئيس حكومة.
فبعد يومين من تكليف محمد شياع السوداني برئاسة الحكومة، اصطدم هذه التكليف بالصخرة الصدرية، التي أعلنت رفضها القاطع لهذه الحكومة التي اعتبرتها “حكومة مليشيات”. مؤكدة “تبرؤها” منها ومن أي من عناصرها قد يشارك فيها.
حيث أثارت الكثير من المخاوف في الأوساط السياسية العراقية، وخاصة وأن التيار الصدري برئاسة مقتدى الصدر، لديه الكثير من المؤيدين في الشارع. وقد يلوح بسلاح الاحتجاجات لإسقاط الحكومة الوليدة.
إلا أنه بعد سويعات من بيان الكتلة الصدرية الذي نشره وزير الصدر صالح محمد العراقي، “تجاهله” رئيس الوزراء المكلف محمد شياع السوداني، وبدأ بمباشرة مهام عمله في القصر الحكومي.
وقال مكتب السوداني في بيان صادر عنه، إن رئيس الحكومة المكلف “باشر مهام عمله في القصر الحكومي، لعقد اجتماعاته تمهيداً لتقديم أعضاء التشكيلة الوزارية إلى البرلمان ونيل الثقة”.
لكن هل “تجاهل” رفض التيار الصدري الحكومة الوليدة، قد يكون سبيلا لمضيها قدما في طريقها؟ أم أن هناك أوراقًا أخرى للتيار الصدري قد يدفع بها مستقبلا لإعادة الأمور إلى المربع الأول.
هل يلجأ للتصعيد؟
وإلى ذلك، قال المحلل السياسي العراقي فلاح الذهبي في تصريحات تابعتها “العين الإخبارية”، إن التيار الصدري ولاد للكثير من الوجوه، مشيرًا إلى لجوءه للتصعيد في الشارع يعتمد على أداء الحكومة الجديدة.
وأوضح المحلل السياسي العراقي، أن التيار الصدري يراهن على طبيعة الاستعداد لدى الشارع، وأن هذه الأرضية جاهزة لاتخاذ موقف تجاه الحكومة. إلا أنه قال إن السوداني لديه خطط سريعة، فالرجل باشر باستلام أسماء الوزراء من الكتل السياسية. وأبقى على وزارة الكهرباء بيده خارج المحاصصة الحزبية، باعتبارها تمثل عصب الحياة الأساسي في الشارع العراقي.
وبينما أشار إلى أن هذه الحكومة ستمضي قدمًا، إلا أنه حذر من أن أي “تلكؤ سيكون الصدريون جاهزين له”.
وأكد أن حكومة السوداني ستشكل، لكنها إذا سارت على منوال الحكومات السابقة فلن تعمر طويلا، مشيرًا إلى أن الإطار التنسيقي يعلم حجم الخطر.
لا إقصاء
من جانبه، قال عضو تحالف النصر سلام الزبيدي، في تصريحات تلفزيونية إنه من الممكن أن تمضي العملية السياسية قدمًا بدون أن يكون هناك رضا لكل الأطراف، وبدون أن تكون هناك معادلة إقضائية أو تهميش لأي طرف.
وفيما حذر من أن السقوط سيكون أكبر من الانسداد السياسي الحالي، عبر عن أمنياته في أن تحمل الأيام القادمة توافقات مع التيار الصدري.
بدوره، قال المحلل السياسي العراقي عمر الناصر، إن مواقف الصدر ذهبت منذ البداية إلى رفض أي حكومة توافقية، مشيرًا إلى أن زعيم التيار الصدري يريد الذهاب إلى تشكيل حكومة أغلبية وطنية من أجل إعادة بناء البيت النظام السياسي العراقي، لذا فإن مهمة الحكومة المقبلة “مهمة حساسة للغاية”.
حكومة “استثنائية”
عضو تحالف الفتح، حامد الموسوي، قال إن “حكومة السوداني ستكون استثنائية، وحكومة إنجاز مهما كان عمرها”، مشيراً إلى أن المجتمع الدولي سيكون داعمًا للحكومة الجديدة.
وأكد أن “الانتخابات المبكرة ستبقى محكومة بإجراءات المفوضية العليا للانتخابات، فقانون الانتخابات الجديد هو من سيحدد موعدها”.
وكان الزعيم الشيعي مقتدى الصدر أعلن رفضه مشاركة أعضاء تياره في الحكومة العراقية الجديدة. واصفًا حكومة السوداني بأنها حكومة “تبعية مليشياوية مجربة”، قاطعا بأنها لن تلبي طموحات الشعب العراقي.
فيتو الصدر
وقال صالح محمد العراقي الناطق باسم الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، في بيان ” نشدد على رفضنا القاطع والواضح والصريح لاشتراك أي من التابعين لنا ممن هم في الحكومات السابقة أو الحالية، أو ممن هم خارجها أو ممّن انشقوا عنّا سابقاً أو لاحقاً سواء من داخل العراق وخارجه، أو أي من المحسوبين علينا بصورة مباشرة أو غير مباشرة بل مطلقاً وبأي عذر أو حجة كانت في هذه التشكيلة الحكومية التي يترأسها المرشح الحالي أو غيره من الوجوه القديمة أو التابعة للفاسدين”.
ومنذ الخميس الماضي، يسود تفاؤل في العراق بعد أن نجح البرلمان في انتخاب عضو الاتحاد الوطني الكردستاني، عبد اللطيف رشيد، رئيساً للجمهورية وتكليف الكتلة النيابية الأكبر بتقديم مرشحها لتشكيل الكابينة الوزارية، إلا أن بيان التيار الصدري أثار مخاوف من قادم الأيام في البلد الغني بالنفط.