سياسة

فوضى الإعلام لتدمير الدول


ترافق مع ثورات الربيع العربي عام 2010 الدعوات إلى إلغاء وزارات الإعلام، وإغلاق المؤسسات الصحفية الورقية بصفتها مؤسسات شبه حكومية ومؤيدة للحكومات العربية في الوطن العربي، وأن المستقبل للتواصل الاجتماعي إعلام الشارع أو المواطن الذي لا يخضع لسلطة الدول. واختلفت الآراء حول التواصل الاجتماعي، هل وُلد من رحم الإعلام أم هو كيان وجسم جاء نتيجة التطور التقني السريع يمارس مباشرة بلا وسيط، ولا يمر عبر الرقابة الوظيفية؟

إيران وبعض الدول الغربية وتركيا وقطر كانت تحيط بالدول والمدن العربية وتأجج الثورات العربية والفوضى الخلاقة، وتسرع من طرح المبادرات: من الشرق الأوسط الكبير إلى تقسيم الوطن العربي والاعتراف بالحكم الذاتي للأقليات، وانفصال التكتلات المذهبية الإقليمية. وكان الضغط معلناً من الحكومات الغربية وإيران وقطر بالتنسيق مع تركيا التي كانت تتمنى انهيار العواصم العربية باعتبارها تركة عثمانية، ولابد من عودة الفروع إلى الأصل العثماني. 

كادت أن تنجح حملتهم في إلغاء وزارة الإعلام وإغلاق المؤسسات الصحفية في السعودية والخليج؛ حيث بدأت الحوارات الجادة وبعض الإجراءات حول وزارة الإعلام وازدواجيتها مع الهيئة الإعلامية والتلفزيونية والقنوات الفضائية، وسؤال ما جدوى وزارة الإعلام، ولماذا المؤسسات الصحفية؟ والهدف تعطيل الإعلام ليكون بلا قائد ولا منهجية، وفوضى في الفضاء الإعلامي تترافق مع الربيع العربي، وتصبح الإدارة للشارع والميادين، وبالمقابل لا أحد يتحدث عن تطوير الوزارة وآليات عمل الهيئات، وتحويل المؤسسات الصحفية إلى النشر الإلكتروني والتوسع في تقنيات النشر والتواصل الاجتماعي، وجعل الصحيفة متاحة للجميع بالرقمي والورقي والفيلمي.

الدول التي عملت على تجريعنا كأس المرارة لمدة (8) سنوات زمن الرئيس الأمريكي أوباما، خاصة أوروبا وإيران وتركيا وقطر، نراها اليوم تتجرع الكأس نفسها والمرارة نفسها، إيران حصار اقتصادي دولي خانق، وقطر مقاطعة رباعية، وتركيا تورط في الحرب السورية وعالقة بين مصالح دول عظمى أمريكا وروسيا، أما أوروبا فلم تعد اتحاداً والصراعات تنهش في جسد الاتحاد.

نقلاً عن “الجزيرة السعودية”

تابعونا على

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى