فلسطين: “صفقة القرن” مؤامرة لن نقبل بها ستحوّل الاحتلال من مؤقت إلى دائم


عبرت وزارة الخارجية الفلسطينية عن رفضها للخطة الأمريكي لحل الصراع العربي- الإسرائيلي والمعروفة إعلاميا بـصفقة القرن، واصفة إياها بـ مؤامرة لا يقبل بها أي فلسطيني، وجاء عشية نشر البيت الأبيض خطته، بعد غد الثلاثاء، بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. 

ويغيب الفلسطينيون عن هذه الاجتماعات بعد قرار السلطة الفلسطينية قطع الاتصالات السياسية مع الإدارة الأمريكية إثر قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نهاية عام 2017 الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل.

وقالت الخارجية الفلسطينية، الأحد،  إن ما تُسمى صفقة القرن هي خطة أمريكية إسرائيلية مشتركة جرى صياغتها وكتابة بنودها خلال 3 سنوات بإشراف السفير الأمريكي في إسرائيل ديفيد فريدمان وكبير مستشاري الرئيس الأمريكي جاريد كوشنير وإطلاع نتنياهو وتدخلاته في جميع تفاصيلها، ما يجعلها خطة إسرائيلية خالصة تحظى بدعم ورضى المستوى السياسي في إسرائيل، مضيفة: تتحدث تسريبات صفقة القرن التي يتم تناقلها عبر وسائل إعلام مختلفة، عن ضم ما يفوق 30% من مساحة الضفة الغربية لكيان الاحتلال في ظل سيطرة إسرائيلية أمنية كاملة على الضفة وإبتلاع القدس الشرقية المحتلة.

وتابعت: وإذا صدقت التسريبات بأن الخطة جاءت على ذكر دولة فلسطينية فهي مشروطة بجملة من العوامل والعناصر التعجيزية التي تنفي وجودها وأسسها وتفرغها من محتواها القانوني والسياسي، كما اعتبرت أن: ما يتحدث عنه الجانب الأمريكي – الإسرائيلي مجرد تكرار للسلام الإقتصادي الذي طالما تغنى به نتنياهو، مقابل تنازل الفلسطينيين عن جميع حقوقهم بما فيها الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية المحتلة.

وأكدت أن الخطة الأمريكية:”مؤامرة القرن على الحقوق الوطنية والعادلة للشعب الفلسطيني، التي أقرتها الشرعية الدولية وقراراتها وإنقلاباً فاضحاً على المنظومة الدولية ومرتكزاتها…إن الإدارة الأمريكية لن تجد أي فلسطيني مهما كان يُمكن له أن يفكر أصلاً في التعاطي الإيجابي مع صفقتها، وأن شعبنا قادر على إسقاطها كما أسقط سابقاتها، ولن يجد ترامب أي مسؤول عربي يوافق على هذه الصفقة المجحفة بحق الفلسطينيين.

وأضافت: صفقة القرن في جوهرها مؤامرة ضد الشعب الفلسطيني وحقوقه ومستقبل أجياله، وتوقيتها مصلحة مشتركة لترامب ونتنياهو على حساب حقوق شعبنا…المطلوب في هذا التوقيت بالذات وقبل فوات الآوان إعلاناً دولياً صريحاً وواضحاً برفض صفقة القرن وما تحمله من مخاطر وتداعيات تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، وتقوض أسس ومرتكزات النظام العالمي وتستبدل القانون الدولي والشرعية الدولية بشريعة الغاب وعنجهية القوة كأساس للعلاقات الدولية.

ومن جانبه، قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، إن صفقة القرن لن تمر دون موافقة شعبنا الفلسطيني.

وأضاف في تصريح للإذاعة الفلسطينية الرسمية : إن القايدة الفلسطينية ستعقد سلسلة اجتماعات على كافة المستويات من فصائل ومنظمات وغيرها للإعلان عن رفضها القاطع لأي تنازل عن القدس، مشيرا إلى أن بلاده ستدرس الخيارات كافة بما فيها مصير السلطة الوطنية، وأي قرار سيخرج سيكون مدعوما عربيا ودوليا.

وتابع أبو ردينة: أن إعلان واشنطن عن تطبيق هذه الخطة ما هو إلا محاولة لإخراج كل من نتنياهو وترامب من أزمتيهما الداخليتين على حساب القضية الفلسطينية.

وكان نتنياهو، قال للصحفيين قبيل مغادرته تل أبيب إلى واشنطن: أسافر إلى واشنطن للوقوف إلى جانب رئيس أمريكي يطرح خطة أؤمن بأنها تدفع أكثر مصالحنا حيوية قدما. سألتقي الرئيس ترامب غدا وفي يوم الثلاثاء سنصنع معا التاريخ!

وذكر نتنياهو أنه سيجتمع يوم غد الإثنين مع ترامب قبل أن يعودا للقاء مجددا الثلاثاء.

وسبق لزعيم المعارضة الإسرائيلية ورئيس حزب أزرق أبيض بيني جانتس أن أعلن أنه سيجتمع على انفراد مع الرئيس الأمريكي في البيت الأبيض يوم غدا الإثنين، ورفض جانتس الاجتماع مع ترامب بحضور نتنياهو الذي يواجه اتهامات بالفساد.

وفي وقت سابق الأحد، هدد الفلسطينيون، بالانسحاب من اتفاقية أوسلو التي تحدد العلاقة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية إذا ما أعلنت الإدارة الأمريكية عن صفقة القرن.

وقال الدكتور صائب عريقات، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، إن خطواتنا للرد على إعلان صفقة القرن تتمثل بإعلان تنفيذ قرارات المجلس المركزي لمنظمة التحرير وأبرزها إعلان انتهاء المرحلة الانتقالية.

وأضاف أن إعلان الخطة سيخلق واقعا جديدا ويحوّل الاحتلال من مؤقت إلى دائم.

Exit mobile version