تجتاح الفوضى والفلتان الأمني العديد من المناطق الخاضعة لسيطرة تركيا أو تلك التي تشرف عليها أمنيا شمالي سوريا، حيث تنتشر فصائل مسلحة مدعومة من تركيا، تتنوع بين سطو مسلح وعمليات قتل خطف، إلى جانب فرض الإتاوات والتهديدات، ناهيك عن الفساد، بحسب التقارير الواردة من تلك المناطق.
وآخرها، حادثة مهاجمة مجموعة مسلحة مكتبا للصرافة وسط مدينة عفرين في محافظة حلب، حيث قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن المجموعة هاجمت المكتب الواقع قرب دوار النيروز في المدينة، ونهبوا حوالي 15 ألف دولار من عملات مختلفة، ولم يكتف المسلحون بنهب الأموال، بل أطلقوا النار على صاحب محل الصرافة، الأمر الذي أدى إلى إصابته بجروح خطيرة.
وقبلها، اختطف مسلحون عائلة مكونة من 9 أشخاص في منطقة الشيخ حديد قرب عفرين، وطالبوا بقدية مقدارها 25 ألف دولار للإفراج عنها.
وجاءت هذه الانتهاكات في تلك المناطق بعد مزاعم عن إطلاق حملات لملاحقة الفاسدين، وهي الحملات التي لم تسفر عن اعتقال أو إيقاف أي من أولئك الذين استولوا على منازل المدنيين في عفرين وضواحيها، أو الذين نهبوا المجوهرات والأموال أو المزارع وغيرها.
وفي تقرير للمرصد السوري، أشار إلى أن المسلحين في المناطق التي تسيطر عليها تركيا فرضوا إتاوات على المزارعين وصلت إلى 500 تنكة زيتون على سكان إحدى القرى في المنطقة التي تعتمد في معيشتها على زراعة الزيتون، هذا، ولا يتوانى المسلحون عن إهانة المواطنين والمواطنات أو اقتحام المنازل أو الانتهاكات المستمرة في منطقة عفرين والقرى المجاورة، وكل ذلك من دون رادع أو محاسبة من قبل القوات التركية المسؤولة أمنيا عن تلك المناطق.
وفي حادثة موثقة بالفيديو، الذي نشر على مواقع التواصل الاجتماعي، أقدم مسلح يدعى بشار بسيس، ينتمي إلى أحد فصائل المسلحة المدعومة من تركيا، على قتل شقيقته رشا بزعم (قتل الشرف) و(غسل العار)، حيث انتشرت شائعات عن علاقتها بضابط تركي، قبل أسابيع، في منطقة جرابلس السورية.
والجماعات المسلحة في المناطق الخاضعة للسيطرة التركية في سوريا، تتألف من فصائل مقاتلة تعمل ضمن عملية غصن الزيتون التي تقودها تركيا.