سياسة

فشلت “هيلاري”.. لكن مؤامرات قطر ظلت مستمرة


رفعت وزارة الخارجية الأمريكية السرية عن عدد من رسائل وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون، وجاء ذلك بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤخراً عن رفع السرية عن جميع الوثائق المتعلقة بالتحقيقات الفيدرالية في استخدام “كلينتون” لجهاز خادم خاص لرسائل البريد الإلكتروني الحكومية. الحقيقة أن معظم المعلومات المسربة في رسائل هيلاري كلينتون التي كشف عنها مؤخراً لم تكن مفاجئة، فقد سبق أن تداولتها وسائل إعلام عربية وعالمية خلال الفترة الماضية ولكن حينها لم يصدقها البعض.

واليوم بعد أن تم كشف هذه المعلومات من خلال رسائل هيلاري كلينتون أصبح هناك مصداقية أكبر لكل المعلومات المتعلقة بدور إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، والتنسيق مع قطر وجماعة الإخوان المسلمين في مصر وبقية دول المنطقة لإحداث فوضى في المنطقة، ودعم ثورات ما سمي بالربيع العربي في عام 2011، وكان دور قطر بالتنسيق مع “كلينتون” هو التمويل المالي للإخوان وكل الجماعات المتطرفة في الوطن العربي. وأيضاً دعم النشاط الإعلامي للإخوان، إذ قامت “هيلاري” بزيارة قناة الجزيرة القطرية واجتمعت مع مدير الشبكة آنذاك وضاح خنفر، وجرى مناقشة زيارة وفد من القناة لواشنطن في مايو 2010، وتوجت تلك الاجتماعات بلقاء مع رئيس وزراء قطر السابق حمد بن جاسم آل ثاني.

وفي إحدى الرسائل المسربة تمت الإشارة إلى تدريب عناصر من الإخوان المسلمين لإطلاق مشروع إعلامي ضخم بدعم قطري يتجاوز 100 مليون دولار، وتم اختيار القيادي في الإخوان المسلمين بمصر خيرت الشاطر لرئاسة هذا المشروع الذي كان سيؤسس قناة تلفزيونية دولية وصحيفة. كما كشفت الرسائل المسربة عن دور قطري في اندلاع العنف في ليبيا للإطاحة بالقذافي عبر استخدام جماعة الإخوان في ليبيا.

ذهبت هيلاري كلينتون بلا رجعة، وأفشلت دول الاعتدال العربي مخططات رئيسها أوباما في المنطقة، ولكن قطر استمرت في تمويل مخططات الفوضى والتخريب والدمار في العالم العربي. حين أصبحت إيران وتركيا هما رأس الحربة في تنفيذ مشروع إغراق الدول العربية في الفوضى والخراب عبر الإرهاب وتدمير الدولة الوطنية العربية ومؤسساتها، عقدت قطر تحالفاً استراتيجياً مع البلدين، وقامت بتمويل اعتداءت البلدين على امتداد الساحة العربية. وعملت الدوحة على الترويج السياسي والإعلامي لمشروع طهران وأنقرة التوسعي في المنطقة وللقوى والجماعات المتطرفة الضالعة فيه. وأيضا مهمة تشويه صورة الدول العربية وقادتها والتحريض على التدخل في شؤونها وإثارة الفوضى فيها.

الحقيقة أن جريمة قطر بإصرارها على لعب دور الأداة في مشروع تدمير الدول العربية هي أكبر وأشنع بكثير من جرائم الدول والقوى التي تصوغ هذا المشروع وتقود عملية تنفيذه. هذا ببساطة لأن قطر بلد عربي! فكيف يمكن لبلد عربي أن يصطف إلى جوار الأعداء ويتآمر على تدمير دولنا وخراب شعوبنا.

أعتقد أن مسألة إصرار النظام القطري على أن يلعب هذا الدور التخريبي الخطير المدمر للدول العربية، بحاجة إلى وقفة عربية جادة، ولم يعد من الممكن الاكتفاء بالقول إن هناك مقاطعة مفروضة على قطر وأن هذا يكفي.

نقلا عن العين الإخبارية

تابعونا على

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى