فرنسا.. دبلوماسيون يخشون تداعيات فوز اليمين المتطرف على البلاد
نشرت صحيفة لوموند الفرنسية الأحد عريضة وقعها 170 دبلوماسيا ودبلوماسيا سابقا تحذر من فوز محتمل لليمين المتطرف في الانتخابات التشريعية المقبلة، والذي من شأنه في رأيهم، أن “يضعف فرنسا وأوروبا بينما الحرب دائرة”.
وجاء في العريضة “لقد رأينا روسيا تغزو دولًا ذات سيادة وتدمر بمجموعة من الدبابات ما كان يضمن السلام في القارة الأوروبية … وشهدنا الإرهاب ينال من الديمقراطيات، والأنظمة غير الليبرالية تقلص التعددية وحرية الإعلام”.
وأضاف الموقعون “لا يمكننا أن نقبل بأن يضعف فوز اليمين المتطرف فرنسا وأوروبا بينما الحرب دائرة، هنا في أوروبا” وأن “تبطل الشعبوية التحالفات وتفكك المجتمعات”.
وتتوقع استطلاعات الرأي أن يحل تحالف ماكرون الحاكم ثالثا في الانتخابات التشريعية في 30 حزيران/يونيو التي ستليها دورة ثانية في السابع من تموز/يوليو، خلف حزب مارين لوبن، التجمّع الوطني اليميني المتطرف وتحالف يساري جديد.
وقد يصبح بذلك رئيس التجمع الوطني جوردان بارديلا رئيس وزراء فرنسا المقبل، رغم أن السياسي البالغ 28 عاما شدد على أنه لن يقبل بذلك إلا إذا نال حزبه وحلفاؤه الغالبية المطلقة.
وأشار الدبلوماسيون إلى “المساس الخطير بالمؤسسات والتعددية في المجر” التي يحكمها اليمين المتطرف، علاوة على “الولايات المتحدة في عهد دونالد ترامب” أو حتى “خسارة البرازيل للنفوذ الدولي أثناء ولاية جاير بولسونارو” أو “المملكة المتحدة بعد بريكست”.
وتابعوا “سوف يفسر خصومنا انتصار اليمين المتطرف على أنه وهن فرنسي ودعوة إلى التدخل في سياساتنا الوطنية وإلى العدوان على أوروبا، بما في ذلك عسكريا، إضافة الى التبعية الاقتصادية لفرنسا والقارة”. واعتبروا أن “درع بلادنا المشروخ سيعرضها للمزيد من الضربات التي سيقدمون عليها بشكل مضاعف، مع بث سم الانقسام والطائفية والعنصرية ومعاداة السامية وتهديد التماسك والأمن القومي على حد سواء”.
كما عبّر المستشار الألماني أولاف شولتس الأحد عن “قلقه” من احتمال فوز اليمين المتطرّف في فرنسا في الانتخابات التشريعية المبكرة المرتقبة.
وقال شولتس لشبكة “أيه آر دي” “أشعر بالقلق من الانتخابات في فرنسا”. وأضاف “آمل أن تنجح الأحزاب غير المحسوبة على (مارين) لوبن في الانتخابات. لكن القرار يعود إلى الشعب الفرنسي”.
وأظهر استطلاع للرأي نُشر الأحد أن من المتوقع أن يتقدم حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف في فرنسا وحلفاؤه في الجولة الأولى للانتخابات البرلمانية في البلاد بنسبة 35.5 في المئة من الأصوات.
وأفاد المسح الذي أجراه إبسوس لصالح صحيفة لو باريزيان وإذاعة فرنسا يومي 19 و20 يونيو/ حزيران بأن تحالف الجبهة الشعبية الجديدة المنتمي لليسار سيكون في المرتبة الثانية بحصوله على 29.5 في المئة من الأصوات.
وتوقع المسح أن يأتي تحالف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المنتمي للوسط في المرتبة الثالثة بعدما حاز على 19.5 في المئة من الأصوات.
ومن المتوقع أن تبلغ نسبة المشاركة بين 60 و64 في المئة، وهي أعلى بكثير من نسبة المشاركة التي بلغت 47.5 في المئة في الانتخابات العامة الأخيرة في يونيو/ حزيران 2022.
ومن غير المرجح أن يمنح التقدم في استطلاعات الرأي، قبل الانتخابات المقرر إجراؤها على جولتين في 30 يونيو/حزيران والسابع من يوليو/تموز، حزب التجمع الوطني أغلبية مطلقة. ودعا ماكرون للانتخابات بعدما تكبد تحالفه هزيمة ساحقة في انتخابات البرلمان الأوروبي في وقت سابق من هذا الشهر.
وأظهر مسح آخر لإبسوس نشرته فاينانشال تايمز أن حزب التجمع الوطني هو أكثر حزب حاز على ثقة المشاركين لإدارة الاقتصاد والأموال العامة.
وبحسب المسح، يثق 25 في المئة من المشاركين في حزب التجمع الوطني بزعامة مارين لوبان في قدرته على اتخاذ القرارات الصائبة. فيما يتعلق بالقضايا الاقتصادية مقابل 22 في المئة لصالح الجبهة الشعبية الجديدة و20 في المئة لتحالف ماكرون.