فرنسا تواجه تمدد الإخوان داخل المدارس الإسلامية

أثار التقرير الاستخباري الفرنسي الأخير جدلاً واسعًا .بعد كشفه عن تغلغل جماعة الإخوان المسلمين في مؤسسات فرنسية حساسة، بما في ذلك التعليم والجمعيات والمجالس المحلية. بعد أن سلّط الضوء على استراتيجية “التمكين الهادئ” التي تنتهجها الجماعة، عبر واجهات دينية وثقافية ظاهرها الاعتدال وباطنها أيديولوجي.
-
تفاصيل الإجراءات الفرنسية لمواجهة خطر الإخوان في فرنسا
-
دارمانان: لهذا لم تُحظر جماعة الإخوان في فرنسا حتى الآن
وقد ركز التقرير على تغلغل الجماعة داخل النظام التعليمي الفرنسي. وأشار بوضوح إلى أن الجماعة لا تكتفي بنشر أفكارها عبر خطب أو كتب. بل تُدخلها إلى مناهج التعليم وأنشطة المدارس، مستفيدة من غطاء قانوني ومؤسسي.
وجاء في التقرير أن بعض تلك المدارس تحمل أسماء مطمئنة وتقدّم واجهات مهذبة. لكنها تزرع داخل الأجيال مفاهيم موازية للمنظومة القيمية الفرنسية. بعيدة عن مبادئ الجمهورية ومفاهيم المواطنة وحقوق الإنسان.
-
البؤساء الذين يسيطر عليهم الإخوان في فرنسا !
-
فرنسا تداهم معهدًا مرتبطًا بالإخوان: تحقيقات حول غسل الأموال
ويرى معدو التقرير أن ما يجري لا يقتصر على أفراد أو معلمين بعينهم. بل يتعلق بشبكات منظمة، تستغل البيئة القانونية والتعليمية لتثبيت مشروع فكري منفصل عن السياق الوطني. وهو ما تعتبره السلطات الفرنسية تحديًا مباشرًا أمام جهود الاندماج ومكافحة التطرّف.
وبحسب التقرير الاستخباري، فإن فرنسا، التي يلاحقها تاريخ طويل من توتر العلاقة بين الدين والدولة، أنشأت في 2003 المجلس الفرنسي للدين الإسلامي CFCM، في محاولة لتقنين الصوت الإسلامي وتنظيم حضوره في الفضاء العام، من بناء المساجد إلى إعداد الأئمة. والمعلمين وتنظيم المنتديات والمؤتمرات والاحتفالات الدينية.. إلخ. لكن رغم هذا التنظيم، لم تكن العين الفرنسية تراقب بحذر.
-
فرنسا: حزب الجمهوريون يضع ملف حظر الإخوان على أجندته السياسية
-
مداهمات في فرنسا بعد التحقيقات: تمويلات الإخوان تحت المجهر
وبرغم أن التشدد الإسلامي بالنسبة للعديد من الفرنسيين – بفعل ما تركته الحروب الصليبية من صور ذهنية – هو ندٌّ شرس للحداثة، ولا يمكن للعلمانية الفرنسية أن تصادقه بالكامل. ولكن المدارس الإسلامية هناك كانت تتحرك بصمت، ضمن الفئة التي تحصل على رواتب المعلمين من الدولة. أما برامجها وخططها فتُركت لها، حتى امتد توغلها لـ 21 مدرسة تابعة للتنظيم.
يذكر أن الإخوان” عرفوا مبكرًا أن القارة العجوز لا تحتمل الخطاب المباشر. لكنها ترحب بما يُلبس لباس التعليم، ومع توجس الحكومات الأوروبية من التنظيمات الدينية، وجدت الجماعة أن المدارس باب لا يُغلق، وأن النشء هو الثمرة الأسهل في القطف. بدأت الحكاية من مجموعات طلابية. وتحوّلت تدريجيًا إلى مؤسسات ترعى، وتدرّس، وتُنشئ، وتُنشر.