فرنسا تنفجر غضبا إثر ابتزاز أردوغان لأوروبا بملف المهاجرين


انتقد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون السياسة التركية الابتزازية للاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بملف المهاجرين، مشددا على أن أوروبا لا يمكن أن ترضخ لضغوط أنقرة وإملاء سياستها في سوريا.

وتصاعدت التوترات بين البلدين عقب تخصيص ماكرون يوما وطنيا في فرنسا لإحياء ذكرى إبادة الأرمن على يد الأتراك، إضافة إلى دعم باريس ملف الأكراد الذين يشن النظام التركي حملات تطهير عرقي ضدهم.

وترى صحيفة لا نوفل تريبين الفرنسية، أن المناخ مضطرب بين تركيا وفرنسا بسبب سياسات الرئيس رجب طيب أردوغان تجاه ملفي حقوق الإنسان والمهاجرين، موضحة أن ماكرون منذ وصوله إلى سدة الحكم لا يتوقف عن انتقاد السياسات التركية الاستفزازية، في مجلس أوروبا بستراسبورغ، موجها انتقادات لاذعة للسياسة التي ينتهجها نظام أردوغان بشأن احترام حقوق الإنسان، وملف المهاجرين.

من جانبها، ذكرت صحيفة لوفيجارو الفرنسية أنه على ما يبدو أن التوترات بين أنقرة وباريس لن تهدأ، مشيرة إلى انتقادات ماكرون لسياسة الابتزاز التركية والتلاعب بملف المهاجرين في الوقت الذي يقمع فيه الرئيس التركي شعبه، مشيرة إلى تصريحات الرئيس الفرنسي أمام المجلس الأوروبي بمدينة ستراسبورغ الفرنسية، بأنه بعد مرور 30 عاماً على سقوط جدار برلين، تم التشكيك بالحقوق الأساسية في بعض الدول، موجهاً الحديث إلى تركيا.

وقال ماكرون: في تركيا حيث تتراجع سيادة القانون، فإنه يجب أن تكون الإجراءات القانونية المفتوحة ضد المدافعين عن حقوق الإنسان والصحفيين والأكاديميين موضع يقظتنا.

ووفقاً للصحيفة فإن تركيا تستقبل أكثر من 4 ملايين لاجئ معظمهم من السوريين، وهدد أردوغان، في مطلع سبتمبر الماضي، بإغراق أوروبا بموجة جديدة من المهاجرين إذا لم تحصل بلاده على مساعدات دولية.

وتزامنت تصريحات أردوغان آنذاك مع وصول 13 قاربًا مؤقتًا الأسبوع الماضي، وخلال ساعات أصبح أكثر من 540 مهاجرًا في جزيرة ليسبوس اليونانية، بحسب الصحيفة.

ولفتت لوفيجارو إلى أن أنقرة ترغب في إنشاء منطقة آمنة في سوريا، لعودة اللاجئين، ولكن في ستراسبورغ تحدث نائب يوناني عن أزمة المهاجرين التي تواجهها بلاده بعد وصول 20 ألف مهاجر نزحوا من تركيا خلال أشهر الصيف الثلاثة الماضية، وذلك نتيجة إخلال تركيا بالتزاماتها.

ورداً على ذلك، قال ماكرون إنه مدرك تماماً ما تمر به اليونان، مضيفاً: لديك الحق في القول إن هذا ضغط من تركيا، مشددا على أن الضغط التركي لا يمكن تحت أي ظرف من الظروف أن يملي أجندته على أوروبا وأن يجبرها على تغيير سياستها تجاه سوريا.

وفي وقت سابق، أشارت صحيفة لوموند الفرنسية، إلى أن أثينا تعتزم اتخاذ تدابير مضادة لإعادة اللاجئين إلى تركيا مرة أخرى؛ ردا على ابتزاز أنقرة لأوروبا.

وأوضحت الصحيفة أن أثينا تريد إعادة 10 آلاف مهاجر إلى تركيا نهاية 2020، بسبب التصريحات المتكررة لأردوغان بتهديد أوروبا بإرسال المهاجرين إليها.

وتنص الاتفاقية المبرمة بين بروكسل وأنقرة، التي دخلت حيز التنفيذ في 20 مارس 2016، على عودة المهاجرين غير الشرعيين القادمين إلى الجزر اليونانية القريبة من تركيا “عمومًا ليسبوس وشوس وكوس وليروس وساموس” واللاجئين السوريين إلى أنقرة.

في المقابل، لم تعجب تلك التصريحات النظام التركي، حيث نددت أنقرة بهجوم ماكرون، معتبرة أن تصريحاته تجاوزت الحدود.

وجاء رد تركيا على لسان وزير خارجيتها مولود تشاووش أوغلو، الذي أدان تصريحات الرئيس الفرنسي حول سياسة بلاده تجاه الهجرة، وترحيبه في باريس بالأكراد من قوات سوريا الديمقراطية التي تعتبرها أنقرة جماعة إرهابية.

Exit mobile version