سياسة

غضب مغربي وانتقادات لنتنياهو.. التفاصيل


أثار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو غضب المغاربة، بعد ظهوره على قنوات فرنسية وهو يحمل خريطة المغرب دون صحرائه.

في المقابل، اعتذرت الخارجية الإسرائيلية عن الصورة، واصفة الواقعة بـ”الخطأ” غير المتعمد، مؤكدة استمرار اعترافها بمغربية الصحراء.

وحذر محللون وخبراء من توالي “هذه الأخطاء” من طرف السلطات الإسرائيلية. على اعتبار أن الأمر يتعلق بقضية محورية، ومصيرية بالنسبة للرباط، وهي قضية الصحراء المغربية.

غضب مغربي

ومنذ الساعات الأولى للمقابلة التلفزيونية التي أجراها نتنياهو مع قنوات فرنسية، انهالت التعليقات المغربية على مواقع التواصل الاجتماعي، بعضها ينتقد الخطوة. وآخرون يتساءلون عما إذا كانت إسرائيل قد تراجعت عن الاعتراف بمغربية الصحراء.

واعتلت “الصحراء المغربية” و”نتنياهو” قائمة الكلمات الأكثر بحثا على مواقع التواصل الاجتماعي، وأيضاً محرك البحث غوغل، خلال الـ24 ساعة الماضية في المغرب. في حين كان وسم “الصحراء المغربية” على رأس وسوم موقع إكس (تويتر سابقاً).

وفي هذا الصدد كتب الناشط المدني عبدالواحد دريوش على صفحته بفيسبوك: “ما قام به نتنياهو هذه الليلة إهانة جديدة وطعنة خطيرة في حق المغرب”.

مُضيفاً أن قضية الصحراء المغربية “هي النظارة التي ينظر بها المغرب إلى العالم. وهي المعيار الواضح التي يقيس بها صدق الصداقات ونجاعة الشراكات”.

أما علي كراجي فقد أكد في منشور له أن “الصحراء المغربية خط أحمر”. مشدداً على ضرورة اتخاذ الدبلوماسية الرسمية ما يجب من المواقف القوية حتى لا تتكرر “هذه الإساءات لوحدة البلاد الترابية”. حسب تعبيره.

نتنياهو يحمل خريطة بُترت منها الصحراء المغربية

اعتذار إسرائيلي

في هذه الأثناء، أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية. على لسان المتحدث باسمها حسن كعبية. اعتذارها للمغرب، والملك محمد السادس.

وكتب كعبية على حسابه بمنصة إكس. تويتر سابقاً: “بسبب خطأ غير مقصود تمت إثارة ضجة إعلامية كبيرة بخصوص خارطة استعملها السيد بنيامين نتنياهو تظهر فيها خارطة المغرب مبتورة عن صحرائها”.

وعبر كعبية عن اعتذاره وقال “لهذا أقدم توضيحا لجلالة الملك محمد السادس بأن إسرائيل والمغرب خاوه خاوه ولن نتراجع عن اعترافنا التاريخي بمغربية الصحراء”.

في نفس السياق، قال مكتب نتنياهو إن “خطأ وقع في الخريطة التي عرضت في مقابلة رئيس الوزراء مع قناة TF1”.

وتابع في تدوينة على حساب إكس، تويتر سابقاً “الحكومة الإسرائيلية برئاسة نتنياهو اعترفت بسيادة المملكة المغربية على كامل أراضيها وتم تصحيح جميع الخرائط الرسمية الموجودة. بما فيها الخريطة التي عرضت عن طريق الخطأ في المقابلة، وفقا لذلك”.

تحذير

وقبل عام تقريبا، أعلنت إسرائيل اعترافها بمغربية الصحراء. وكامل سيادة المملكة على ترابها الوطني، إلا أن خُطوة نتنياهو دفعت العديد من النشطاء المغاربة إلى التساؤل عن “مدى جدية تل أبيب  في دعمها للطرح المغربي بشأن النزاع في المنطقة”.

إلا أنه، وعلى الرغم من هذا الاعتراف. فقد سبق وظهرت خريطة المغرب مبتورة من صحرائها خلال استقبال نتنياهو رئيسةَ وزراء إيطاليا. الأمر الذي اعتذرت بشأنه الخارجية الإسرائيلية آنذاك، واصفة ما وقع بـ”الخطأ”.

نتنياهو يحمل خريطة بُترت منها الصحراء المغربية

وفي هذا الصدد، حذر محللون وخبراء من توالي “هذه الأخطاء” من طرف السلطات الإسرائيلية. على اعتبار أن الأمر يتعلق بقضية محورية. ومصيرية بالنسبة للرباط، وهي قضية الصحراء المغربية.

حسن بلوان، الخبير في العلاقات الدولية، أكد أن مسألة الصحراء بالنسبة للمغرب هي موضوع محسوم من طرف أعلى سلطة في البلاد الملك محمد السادس. الذي أكد أكثر من مرة أن “ملف الصحراء هو النظارة التي ينظر بها المغرب إلى العالم، وهو المعيار الواضح والبسيط. الذي يقيس به صدق الصداقات، ونجاعة الشراكات”.

ولفت بلوان إلى أن المملكة لن تقبل بأي شكل من الأشكال المُساومة على وحدتها الترابية أو حتى مواقفها من القضية الفلسطينية”. مُشيراً إلى أن “الملك محمد السادس يضع القضية الفلسطينية على نفس الأهمية والأولوية من ملف الصحراء المغربية”.

وشدد المتحدث على أن المواقف الرسمية للمملكة المغربية. لطالما أكدت أن “استئناف العلاقات المغربية الإسرائيلية لا يعني التخلي عن القضية الفلسطينية التي تحظى بإجماع داخل المغرب وخارجه. وسيظل دائما من المدافعين عن الحقوق الفلسطينية”.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى