سياسة

غزة.. دير البلح‎ تعيش أزمة خانقة


في ظل موجة حارة خانقة يعيش المواطنون في بلدة “دير البلح” بقطاع غزة حالة كبرى من الأزمة نتاج عدم توافر مياه، وهو ما بات واضحاً بشكل كبير إثر لجوء الآلاف من النازحين للمدينة مع قصف القوات الإسرائيلية للموارد الرئيسية للمياه في البلدة، وهو ما جعل هناك حالات من الجفاف للأطفال والعطش المستمر للمواطنين.

 

وتواجه المنطقة بالكامل موجة حارة تؤثر على الحياة العامة مع حرب مستمرة منذ السابع من أكتوبر الماضي بين حركة حماس والقوات الإسرائيلية التي بدورها تقصف قطاع غزة؛ مما تسبب في نزوح ما يقرب من 2 مليون مواطن في قطاع غزة، وتحول القطاع لقطعة منهارة نتيجة للقصف المستمر منذ 8 أشهر.

شح مياه “قاتل”

أزمة نقص المياه الشديدة بنوعيها الصالحة للشرب، والمستخدمة للأغراض الأخرى تعود لأسباب أهمها تدمير عدد من مصادر المياه في تلك المحافظة بفعل القصف الإسرائيلي المستمر، بالإضافة إلى الأعداد الهائلة من النازحين الذين لجأوا إليها.

حيث يتواجد مئات الألاف من النازحين في مدينة دير البلح إثر تحركات من المواطنين للابتعاد عن أماكن الاشتباك، والتي كانت مؤخراً في الجنوب بمدينة رفح، وهو ما جعل المدينة تعيش أزمة مياه غير مسبوقة جراء قيام الطائرات الإسرائيلية بقصف محطات الآبار في المحافظة، بالإضافة إلى توقف بعضها عن العمل بسبب عدم توفر الوقود اللازم لتشغيلها.

معاناة المواطنين في البحث عن المياه

ويبحث المواطنين عن المياه الصالحة للشرب والصالحة للاستخدامات الأخرى، مما يضطرهم للسير عدة كيلو مترات للحصول على جالون مياه سواء صالح للشرب أم غير صالح، وبأضعاف ثمنه الأصلي إلى جانب عدم مقدرتهم أحيانًا على توفيره، حيث إن ظهر هناك بعض من تجار مياه الشرب.

ووفق مسؤول البلدية، فإن طواقم البلدية غير قادرة على إعادة إصلاح بعض مما دمره القصف الإسرائيلي، بسبب استهداف الطائرات الإسرائيلية لهذه الطواقم، كما حصل في عدة مناسبات، ما أدى إلى مقتل وجرح عدد منهم في أثناء تأديتهم مهام رسمية.

الوضع الإنساني في قطاع غزة بات في غاية في الصعوبة، فلا يوجد مأوى ولا خيام كافية، وهناك من يستأجر خياما بمبلغ شهري، كما لا يوجد طعام كاف، إذ إن ما يدخل من مساعدات لا يكفي 5% من حاجة المواطنين، ولا تلامس أغلبيتها احتياجات النازح، إذ إنه مثلا بحاجة إلى أشياء لا تحتاج إلى الطهي.

ويقول الباحث السياسي الفلسطيني أيمن الرقب: إن القوات الإسرائيلية تقوم بعدة أفعال بدورها خانقة للشعب الفلسطيني المتواجد بقطاع غزة، فبجانب القتل يقومون بقطع إمدادات المساعدات وعدم توافر كهرباء ومياه صالحة للشرب، والهدف هو إخلاء قطاع غزة من المواطنين الفلسطينيين تمهيداً لاحتلاله بالكامل؛ ولذلك نريدى أن هناك دعوات من اليمين الإسرائيلي حول ترحيل الفلسطينيين إلى أماكن أخرى غير قطاع غزة.

وأضاف الرقب أن المياه هي روح الحياة للإنسان ومنعها عن المواطنين في درجات حرارة مرتفعة قد نرى ان هناك وفيات ناجمة عن ذلك، وهناك بعض من المواطنين يتحركون إلى كيلو مترات من أجل البحث عن زجاجة مياه وهناك من يدفع ثمن المياه بأكثر من أضعاف ثمنها وعلى المجتمع الدولي الآن التحرك لما يحدث في قطاع غزة مثلما يتحرك لمساعدة مواطني أوكرانيا في حربهم مع روسيا.

وأكد المؤرخ الفلسطيني، اللواء دكتور محمد أبو سمرة رئيس تيار الاستقلال الفلسطيني، إن قطاع غزة يشهد طوابير من أجل الحصول على المياه وأخرى من أجل الخبز، وساعات من البحث عن الطعام أو الحطب لطهيه، وأسوأ ما يعيشه المواطنون عجزهم عن إنقاذ من هم تحت الركام، وإن الحياة في القطاع أصبحت البحث عن “النجاه” سواء من الجوع أو العطش أو القصف الإسرائيلي المستمر علي القطاع.

وأضاف أبو سمرة أن بعد أكثر من 8 أشهر على الحصار الإسرائيلي والحرب على غزة، شمل القطع المأساوي للمياه، والكهرباء، والوقود، بالإضافة إلى السماح بدخول كميات محدودة جدا من الغذاء، والمياه، والإمدادات الطبية، يثير انعدام المياه النظيفة “شواغل جدية” من الانتشار الوشيك للأمراض المعدية، بما فيها الأمراض المنقولة بالمياه، مثل الكوليرا أو التيفوئيد، وقد نرى انتشاراً مميتاً للأمراض مستقبلاً في غزة.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى