سياسة

غارات إسرائيلية تستهدف بنى تحتية على الحدود السورية اللبنانية


أعلنت إسرائيل شن غارات جوية الجمعة على “بنى تحتية” عند نقطة جنتا الحدودية بين سوريا ولبنان، قال إنها تستخدم لتمرير أسلحة إلى حزب الله، وتؤكد أنها لن تسمح لحزب الله المدعوم من إيران، بإعادة بناء قدراته أو ترسانته العسكرية بعد المواجهة بين الطرفين.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان أن “الوحدة 4400 في حزب الله مسؤولة عن تهريب الأسلحة من إيران ووكلائها إلى لبنان وتسعى إلى زيادة حجم الوسائل القتالية التي يمتلكها الحزب، ومنذ تأسيسها أقامت الوحدة محاور عديدة واستراتيجية لنقل تلك الوسائل على الحدود بين سوريا ولبنان”.

وأضاف أنه “خلال الحرب وفي إطار عملية سهام الشمال، شن سلاح الجو مرات عديدة غارات واسعة وعمليات استهداف دقيقة لمسؤولين في الوحدة ومحاور نقل الوسائل القتالية المختلفة، وشملت هذه الجهود القضاء على قائد الوحدة 4400 محمد جعفر قصير مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي بالعاصمة بيروت، وخليفته علي حسن غريب بالعاصمة السورية دمشق بعد عدة أسابيع”. ولم يحدد الجيش على أي جانب من الحدود وقعت الغارة.

كما قصفت طائرات إسرائيلية سبع نقاط عبور على طول الحدود السورية اللبنانية الجمعة بهدف قطع تدفق الأسلحة إلى حزب الله في جنوب لبنان.

وقال الجيش الإسرائيلي إن القوات الإسرائيلية صادرت أيضا شاحنة مزودة بقاذفة صواريخ تحتوي على 40 فوهة إطلاق في جنوب لبنان ضمن مصادرات من مناطق مختلفة شملت متفجرات وقاذفات قنابل صاروخية وبنادق كلاشنيكوف.

وصرح قائد سلاح الجو الإسرائيلي اللواء تومر بار إن حزب الله يحاول تهريب الأسلحة إلى لبنان لاختبار قدرة إسرائيل على وقفه. وأضاف في بيان “لا يتعين التسامح في هذا”.

وبموجب شروط اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني، من المفترض أن تسحب إسرائيل قواتها من جنوب لبنان على مراحل، في حين يتم تفكيك المرافق العسكرية غير المصرح بها لحزب الله جنوبي نهر الليطاني.

من جهتها، ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية في لبنان أن ضربات إسرائيلية استهدفت قوسايا في شرق لبنان قرب الحدود مع سوريا.

وتأتي الغارات في ظل وقف هشّ لإطلاق النار بين لبنان وإسرائيل دخل حيّز التنفيذ في 27 تشرين الثاني/نوفمبر، بعد تبادل للقصف بين الدولة العبرية وحزب الله استمر قرابة العام وتحوّل الى مواجهة مفتوحة اعتبارا من أيلول/سبتمبر. ويتبادل الطرفان الاتهامات بخرق الاتفاق منذ بدء سريانه.

وبدعوى التصدي لـ”تهديدات من حزب الله” ارتكبت إسرائيل أكثر من 300 خرق لوقف إطلاق النار في لبنان حتى مساء الخميس، ما أدى إجمالا إلى سقوط 32 قتيلا و38 جريحا، وفق بيانات وزارة الصحة اللبنانية.

وأتت الضربات الإسرائيلية الجديدة بعد ساعات من تنديد الجيش اللبناني بمواصلة “العدو الإسرائيلي تماديه في خرق اتفاق وقف إطلاق النار، والاعتداء على سيادة لبنان ومواطنيه وتدمير القرى والبلدات الجنوبية”، وذلك إثر توغل قوات مدرعة إسرائيلية الخميس “في عدة نقاط” في جنوب البلاد بينها وادي الحجير والقنطرة.

كذلك، أعربت قوة الأمم المتحدة الموقتة (يونيفيل) الخميس عن قلقها إزاء “الضرر المستمر” الذي تسببه القوات الإسرائيلية في جنوب لبنان.

وتؤكد إسرائيل أنها تواصل العمل لعدم السماح لحزب الله المدعوم من إيران، بإعادة بناء قدراته أو ترسانته العسكرية بعد المواجهة بين الطرفين. وقال الجيش في بيانه أنه سيعمل “لإزالة كل تهديد” يطال الدولة العبرية.

كما اعتبرت إسرائيل أن فترة الشهرين المنصوص عليها في اتفاق وقف إطلاق النار لسحب جنودها من جنوب لبنان “ليس موعدا مقدسا”.

ونقلت هيئة البث العبرية الرسمية، الجمعة عن مسؤولين في أجهزة الأمن الإسرائيلية (لم تسمّهم) قولهم إن “الجدول الزمني المحدد لشهرين لانسحاب قوات الجيش من جنوب لبنان ليس موعدًا مقدسًا، وأن تنفيذ الانسحاب يعتمد على التطورات الميدانية”.

وأضاف المسؤولون أن “الخطط المقدمة للآلية الأميركية، التي تنسق بين الجيشين الإسرائيلي واللبناني وقوات اليونيفيل، تشمل جداول زمنية تدريجية تعتمد على خطوات الجيش اللبناني“.

وتابعوا “أكدت إسرائيل للولايات المتحدة، التي تقود هذه الآلية، أن الانسحاب لن يتم إلا بعد توافر الظروف المناسبة”، دون مزيد من التفاصيل.

من جهته، نفى رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي الجمعة، إبلاغ بلاده من أي طرف بأن إسرائيل لن تنسحب من الجنوب بعد انقضاء مهلة الستين يوما المتفق عليها ضمن اتفاق وقف إطلاق النار.

وفي بيان، قال المكتب الإعلامي لميقاتي “يتم التداول بمعلومات صحفية مفادها أن لبنان تبلغ بالواسطة أن إسرائيل لن تنسحب من الجنوب بعد انقضاء مهلة الستين يوماً من الهدنة”.

وشدد البيان أن “هذا الكلام غير صحيح على الإطلاق، والموقف الثابت الذي أبلغه ميقاتي إلى جميع المعنيين، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة وفرنسا، وهما راعيتا تفاهم وقف إطلاق النار، ينصَّ على ضرورة الضغط على العدو الإسرائيلي للانسحاب من الأراضي اللبنانية التي توغل فيها، ووقف خروقاته وأعماله العدائية”.

وتضم اللجنة الخماسية ممثلين عن الجيش اللبناني وإسرائيل وقوة حفظ السلام الأممية المؤقتة إضافة إلى الولايات المتحدة وفرنسا، وهما الدولتان الوسيطتان في اتفاق وقف إطلاق النار.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى