سياسة

عون يواجه معضلة السلاح غير الشرعي في ظل تصعيد حزب الله


دعا الرئيس اللبناني جوزيف عون الخميس جماعة حزب الله اللبنانية .وأحزاب سياسية أخرى إلى تسليم أسلحتها إلى الجيش، في خطوة تعارضها الجماعة الشيعية في ظل تزايد ضغوط واشنطن عليها لإلقاء سلاحها.

وقال عون في خطاب بثه التلفزيون من مقر وزارة الدفاع “من هنا، واجبي وواجب الأطراف السياسية كافة…أن نقتنص الفرصة التاريخية. وندفع من دون تردد، الى التأكيد على حصرية السلاح بيد الجيش والقوى الأمنية، دون سواها”.

وينظر حزب الله، الذي خرج متضررا بشدة من حربه مع إسرائيل العام الماضي، إلى الدعوات إلى نزع سلاح الجماعة المتحالفة مع إيران على أنها لا تصب إلا في مصلحة إسرائيل.

وقال الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم الأربعاء “كل من يطالب بتسليم السلاح يطالب بتسليم السلاح لإسرائيل… لن نقبل بأن يكون لبنان ملحقا بإسرائيل”.

ويواجه لبنان ضغوطا دبلوماسية، خصوصا أميركية من أجل الالتزام رسميا بنزع سلاح حزب الله ضمن مهلة زمنية محددة، في خطوة تأتي بعد المواجهة المفتوحة. التي خاضها الحزب الخريف الماضي مع اسرائيل وأضعفته بعدما تلقى خسائر كبرى على صعيد قادته وعتاده.

وذكرت خمسة مصادر مطلعة لرويترز إن الولايات المتحدة تضغط على لبنان لإصدار قرار حكومي رسمي يلتزم بنزع سلاح حزب الله قبل استئناف المحادثات. بشأن وقف العمليات العسكرية الإسرائيلية في البلاد.

وأدرج الرئيس اللبناني سحب السلاح ضمن بنود عدة. قال إنها وردت في مسودة أفكار عرضها الجانب الأميركي، وأدخل لبنان عليها “تعديلات جوهرية”، على أن “تطرح على مجلس الوزراء مطلع الأسبوع المقبل وفق الأصول، ولتحديد المراحلِ الزمنية لتنفيذها”.

وأوضح عون أن اقتراحا لواشنطن سيعرض على مجلس الوزراء الأسبوع المقبل ينص على أن على إسرائيل وقف هجماتها على لبنان والانسحاب من المواقع التي تحتلها في جنوب البلاد. جنبا إلى جنب مع تسليم حزب الله سلاحه للجيش اللبناني.

ويهدف الاقتراح إلى تأمين الحصول على مليار دولار سنويا على مدار 10 أعوام لدعم الجيش وقوات الأمن، ويتضمن خططا لعقد مؤتمر دولي في وقت لاحق من العام لدعم جهود إعادة الإعمار في لبنان.

وخاطب عون حزب الله ومناصريه بالقول “ندائي الى الذين واجهوا العدوان. والى بيئتهم الوطنية الكريمة، أن يكون رهانكم على الدولة اللبنانية وحدها. وإلا سقطت تضحياتكم هدرا، وسقطت معها الدولة أو ما تبقى منها”.

وقال “للمرة الألف أؤكد لكم، بأن حرصي على حصرية السلاح. نابع من حرصي على الدفاع عن سيادة لبنان وحدوده، وعلى تحريرِ الأراضي اللبنانية المحتلة. وبناء دولة تتسع لجميع أبنائها”، مضيفا “أنتم ركن أساسي فيها، عزكم من عزها، وحقوقكم من حقوقها، وأمنكم من أمنها”.

ويطالب حزب الله بأن تنسحب اسرائيل من جنوب لبنان. وتوقف ضرباتها وتعيد عددا من الأسرى اللبنانيين لديها، قبل أن يصار الى نقاش مصير سلاحه ضمن استراتيجية دفاعية.

ودعا رئيس الحكومة نواف سلام الأربعاء الى جلسة حكومية تعقد الأسبوع المقبل من أجل “استكمال البحث في تنفيذ البيان الوزاري في شقه المتعلق ببسط سيادة الدولة على جميع أراضيها بقواها الذاتية حصراً”، إضافة الى “البحث في الترتيبات الخاصة بوقف” إطلاق النار.

وخلّفت الحرب بين حزب الله واسرائيل دمارا واسعا في أجزاء من لبنان، خصوصا في معاقل حزب الله في جنوب البلاد وشرقها وضاحية بيروت الجنوبية. وقدر البنك الدولي كلفة إعادة الاعمار والتعافي بنحو 11 مليار دولار.

وعدّد عون بين مطالب لبنان التي يتعين أن تتم بشكل مواز مع سحب السلاح. “تأمين مبلغ مليار دولار أميركي سنويا، ولفترة عشر سنوات، من الدول الصديقة. لدعمِ الجيشِ اللبناني والقوى الأمنية، وتعزيز قدراتهما”، إضافة الى “إقامة مؤتمر دولي للجهات المانحة لإعادة ِإعمار لبنان في الخريف المقبل”.

وتشكل إعادة الإعمار إحدى أبرز التحديات التي تواجه الحكومة اللبنانية. وتعوّل بيروت على دعم خارجي وخصوصا من دول الخليج للحصول على مساعدات .لتمويل إعادة الإعمار والتعافي من الانهيار الاقتصادي. ويشترط المجتمع الدولي على لبنان نزع سلاح القوى غير الشرعية. بما فيها حزب الله، وهو الفصيل الوحيد الذي احتفظ بسلاحه منذ انتهاء الحرب الأهلية (1973-1990).

وتوعّدت إسرائيل بمواصلة شنّ ضربات ما لم تنزع السلطات اللبنانية سلاح الحزب المدعوم من إيران. وتشنّ باستمرار غارات على مناطق عدة خصوصا في الجنوب، تقول غالبا إنها تستهدف عناصر في الحزب أو مواقع له. وتشدّد على أنها ستواصل العمل “لإزالة أي تهديد” ضدها. ولن تسمح للحزب بإعادة ترميم قدراته بعد الحرب.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى