سياسة

عودة كبار الضباط الكوريين من روسيا بين تساؤلات عن نهاية الحرب أو انتهاء مهامهم


عاد كبار الضباط العسكريين الكوريين الشماليين من روسيا، ما يشير إلى أن مساهمات بيونغ يانغ “تتراجع” مع بدء محادثات سلام بشأن الحرب في أوكرانيا، وفق تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال”.

وظهر أكثر من  12 من كبار القادة الكوريين الشماليين في المكتب الشخصي للزعيم كيم جونغ أون، حيث تلقوا استقبال “الأبطال” لقتالهم في منطقة كورسك الروسية، بحسب صور نشرتها وسائل الإعلام الحكومية في بيونغ يانغ.

واستقبل الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، اثنين على الأقل من الحضور، وهما العقيد كيم يونغ بوك واللواء سين كوم تشول، وقدم لهما الشكر شخصياً في عرض يوم النصر الروسي في مايو/أيار الماضي. وكانا قد وصلا إلى بيونغ يانغ لحضور أول حفل تكريم لكوريا الشمالية لنشر قواتها في الخارج، وفقاً لوسائل الإعلام الرسمية.

من المحتمل أن يُعاد نشر القادة الكوريين الشماليين في روسيا، على الرغم من أن رحيلهم يأتي عقب تراجع العمليات القتالية التي شاركت فيها القوات الكورية الشمالية في الأشهر الأخيرة. 

ولا تزال كوريا الشمالية تُزوّد ​​روسيا بقذائف المدفعية والذخائر، وقد تعهدت، مؤخرًا، بإرسال 6000 عامل إضافي لدعم جهود إعادة الإعمار في روسيا.

ونقل عن كيم قوله: “جيشنا بطل”. وعانق الزعيم البالغ من العمر 41 عاماً، عدداً من القادة العائدين.

ووصل نحو 15 ألف جندي كوري شمالي إلى روسيا منذ الخريف الماضي، بعد أن ساعدوا موسكو على طرد أوكرانيا بشكل شبه كامل من منطقة كورسك الروسية في وقت سابق من هذا العام. والآن، أصبحت خطوط المواجهة داخل الأراضي الأوكرانية، مع اشتداد المعارك في منطقة دونيتسك شرق أوكرانيا خلال الصيف .

وقال مايكل مادن، الخبير في شؤون كوريا الشمالية في مركز ستيمسون، وهو مركز أبحاث مقره واشنطن العاصمة، إن عودة القادة تشير إلى ثقة روسيا في قدرتها على السيطرة على منطقة كورسك بنفسها، في حين تسمح للكرملين بتجنب أن تكون كوريا الشمالية نقطة خلاف في أي مفاوضات سلام لإنهاء الحرب في أوكرانيا. 

وأضاف مادن: “لا ينبغي أن يكون الكوريون الشماليون موضع خلاف على طاولة المفاوضات لأنهم يعملون على الأراضي الروسية”.

صرح مسؤولون كوريون جنوبيون بأن القوات الكورية الشمالية لم تخض معارك إلا على الأراضي الروسية. وهذا يسمح لبيونغ يانغ وموسكو بتبرير تعاونهما على أنه التزام باتفاقية الدفاع المشترك التي وقّعتها الدولتان العام الماضي. ويُهدد التوغل في أوكرانيا بتقويض ادعائهما بأن التعاون العسكري دفاعي بحت.

التزمت كوريا الشمالية الصمت حيال مشاركتها في الحرب لشهور. ثم في أبريل/ نيسان، أقرت بيونغ يانغ، علناً، بدورها لأول مرة. ومنذ ذلك الحين، بثت كوريا الشمالية لقطات فيديو لكيم وهو يقف فوق توابيت الجنود القتلى المغطاة بالأعلام، وعيناه دامعتان .

وبحسب تقديرات الاستخبارات الغربية، تكبّدت القوات الكورية الشمالية أكثر من 5000 قتيل في الصراع في أوكرانيا، ثلثهم قتلوا.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى