مجتمع

عوامل في نمط الحياة تساعد على الحد من خطر الاكتئاب


يُعد الاكتئاب من أكثر الاضطرابات النفسية شيوعًا في العالم، ويؤثر على ملايين الأشخاص من مختلف الأعمار والخلفيات، وتعتبر العوامل الوراثية والنفسية من العوامل الأساسية المؤثرة في الإصابة بالاكتئاب.

وتشير الأبحاث الحديثة إلى أن 3 عوامل في نمط الحياة قد تسهم بشكل كبير في تقليل خطر الإصابة بالاكتئاب، وهو اضطراب يؤثر على حوالي 5% من البالغين حول العالم.

وبحسب تقرير نشره موقع “ميديكال نيوز توداي”، يُعد الاكتئاب من الأمراض التي تؤثر بشكل بالغ على جودة الحياة، ويتأثر بعدد من العوامل القابلة للتعديل مثل النظام الغذائي، والنشاط البدني، وبعض الأدوية.

الأدوية التي تحتوي على GLP-1

غالبًا ما يرتبط الاكتئاب بحالات مزمنة مثل مرض السكري، حيث يزداد احتمال إصابة الأشخاص المصابين بالسكري بالاكتئاب بنسبة تصل إلى الضعف مقارنة بالأشخاص غير المصابين.

وفي دراسة نُشرت في دورية الطب الباطني في فبراير/شباط 2025، تم مقارنة تأثيرات الأدوية المختلفة لعلاج السكري على خطر الاكتئاب.

3802402c-065a-45fd-a95f-9758cead3308

وأظهرت الدراسة أن الأدوية التي تحتوي على مستقبلات الببتيد الشبيه بالجلوكاجون 1 (GLP-1)، مثل أوزمبيك، ترتبط بانخفاض خطر الاكتئاب بنسبة 10% مقارنة بالأدوية الأخرى مثل مثبطات ديبيبتيديل بيبتيداز-4 (DPP4i).

وأوضح الدكتور أندريس سبلينسر، اختصاصي الغدد الصماء في مستشفى ميموريال هيرمان في مدينة هيوستن بولاية تكساس الأمريكية، أن هذا الرابط قد يكون مرتبطًا بتأثير الأدوية على التحكم في الشهية والشبع، مما يسهم في اتخاذ اختيارات غذائية صحية وفقدان الوزن، وبالتالي تحسين الصحة العامة وتقليل الاكتئاب.

تأثير العوامل الغذائية

تؤدي العوامل الغذائية دورًا أساسيًا في الوقاية من الاكتئاب، وأظهرت دراسة نُشرت في مجلة “الميكروبيوم” في نوفمبر/شباط 2024، أن تناول برتقالة متوسطة الحجم يوميًا قد يقلل من خطر الاكتئاب بنسبة تصل إلى 20%.

واستندت الدراسة إلى بيانات أكثر من 32,000 امرأة في دراسة صحة الممرضات الثانية، وكشفت عن ارتباط استهلاك الحمضيات بتغيرات إيجابية في الميكروبيوم المعوي.

وعلى وجه الخصوص، ربطت الدراسة تناول البرتقال بزيادة مستويات بكتيريا فايساليباكتيريوم براوسنيتزي، التي يرتبط انخفاض مستوياتها بالاكتئاب.

وأشار الدكتور راج ميهتا، المؤلف الرئيسي للدراسة من كلية الطب بجامعة هارفارد، إلى أن التأثير الوقائي يبدو خاصًا بالحمضيات، حيث لم تُلاحظ العلاقة نفسها مع فواكه أخرى مثل التفاح أو الموز.

التمارين المعتدلة إلى الشديدة

تعتبر التمارين الرياضية من العوامل الفعالة في الحفاظ على الصحة العقلية والدماغية.

وأظهرت دراسة، ستُعرض في المؤتمر السنوي الـ77 للأكاديمية الأمريكية لعلم الأعصاب في أبريل/نيسان 2025، أن النشاط البدني المعتدل إلى الشديد يرتبط بتقليل خطر الإصابة بالاكتئاب، والقلق، والخرف، والسكتة الدماغية، واضطرابات النوم.

كما أظهرت الدراسة، التي شملت أكثر من 73,000 من كبار السن، أن الأشخاص الذين يمارسون التمارين بانتظام كانوا أقل عرضة للإصابة بهذه الحالات بنسبة تتراوح بين 14% إلى 40% مقارنة بالأشخاص الأقل نشاطًا.

وأكدت الدكتورة جيا-يي وو، المؤلفة المشاركة في الدراسة، أن السلوك المستقر هو عامل خطر قابل للتعديل، وأشارت إلى أهمية تقليل الخمول وزيادة النشاط البدني.

كما أكد الدكتور ديفيد ميريل، اختصاصي الطب النفسي لكبار السن في مركز سانت جون الصحي في سانتا مونيكا، على الأثر الإيجابي الكبير  إلى مستويات معتدلة من التمارين في الوقاية من الاكتئاب والأمراض العصبية الأخرى.

  وتُظهر هذه الدراسات أهمية اعتماد نمط حياة صحي يشمل العلاج بالأدوية، والتغذية المتوازنة، والنشاط البدني في الوقاية من الاكتئاب وتحسين الصحة العقلية بشكل عام.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى